كيف يربي الوالدان طفلًا صالحًا
بقلم كاترين لي
يوجه معظم الآباء تركيزهم على تحصيل أبنائهم درجات جيدة وأداء أنشطة خارج المناهج الدراسية والتأكد من دراستهم و أداء واجباتهم المنزلية وحضوررياضة كرة القدم أو دروس الرقص في الموعد، إلا أننا نسينا أن نوجِّه الوقت والجهود على تعزيز جانب يقوم على نجاح وتطور الطفل وله نفس القدر من الأهمية وربما يكون أكثر أهمية ألا وهو صلاحه.
و من الممكن نسيان أهمية التصدي لمظاهر ملحة من الملذات و النزعة الإستهلاكية والأنانية المنتشرة في مجتمعنا.
وإذا أردنا تنشأة أطفال جيدين بالفعل، فعلينا أن نرشدهم لإتباع عادات وسلوكيات تعزز سمات شخصية إيجابية كالرفق والكرم والتعاطف مع المحتاجين والمحرمين.
وكما قال لويس الشهير: "الكرم هو فعل الشيء الصحيح حتى وإن لم يشاهده أحد". فكيف يمكننا تنشأة طفل صالح يفعل ماهو صحيح حتى وإن لم يراه أحد، وإن لم يوجد مكافأة؟
و رغم أنّه لا يوجد صيغة مضمونة، نعرض لكم بعض الطرق
التي يمكن للوالدين إتباعها لبناء شخصية طفل صالح.
عزز سمة التعاطف عند إبنك
من أهم سمات الشخصية التي تتصف بالصلاح هي الذكاء العاطفي والتعاطف والقدرة على الإحساس بمشاعر الآخرين و أفكارهم، وقد أثبتت الدراسات أنّ إرتفاع نسبة الذكاء العاطفي حيث يمكن للشخص فهم مشاعره ومشاعر الآخرين يعد مقومًا جوهريًا للنجاح في الحياة.
ولتعزيز التعاطف عند إبنك شجعه على التعبير عن مشاعره
وأكد له أنّها تهمك، وحين يحدث خلاف مع صديق له إسأله كيف يتخيل مشاعر صديقه ووضح
له طرق توجيه العواطف والعمل الإيجابي على حل المسألة.
شجِّعه على دعم الآخرين
في الوقت الذي تجد فيه أطفالًا يمارسون التنمر وآخرون تصدر منهم سلوكيات سيئة بشكل رئيس، ترى الكثير من الأطفال الذين يقومون بأعمال الخير برزانة في حياتهم العامة، إما بتقديم الدعم العاطفي لصديق حين يقع في مأزق أو المشاركة في مركز مجتمعي.
وعزز السلوكيات الإيجابية مثل عمل شيء يجعل الآخر في حال أفضل ( حتى وإن كان أمرًا بسيطًا كأن يربِت على كتف صديقه حين يكون في كرب)، وحدثه عن الآثار السلبية للإغتياب والتنمر على كلا الطرفين (الذي يتعرض للتنمر والذي يتنمر) وأسباب وطرق إيذاء
شجِّعه على العمل التطوعي
يساهم العمل التطوعي بتكوين شخصية إبنك سواء كان من خلال
مساعدة أحد كبار السن من الجيران بتجريف الرصيف أو مساعدتك بحزم البضائع المعلبة في
صناديق بهدف التبرع للملاجئ الأسرية. فتقديم الأطفال العون للآخرين يدفعهم للتفكير
بإحتياجات المحرومين ويجعلهم يشعرون بالفخر لإحداث فارق في حياة الآخرين.
قدِّم له القليل من المكافآت
من المهم أن تتذكر حين تشجع الطفل على مساعدة الآخرين ألا تقدم له المكافآت على كل عمل خير يقوم به، لأن لا يربط التطوع بكسب مصالحه الشخصية، كما يتعلم بذلك أنّ المشاعر الإيجابية التي يشعر بها حين يساعد الآخرين هي بحد ذاتها مكافأ
وهذا لايعني أنه لا ينبغي عليك أن تخرج مع إبنك من حين لآخر للترفيه أو تقدم له هدية لمساعدته للآخرين و عمله الدؤوب والدراسة بجد.
يحبذ الأطفال الدعم ويحققون النجاحات بإستحسان الأهل،
لذا فإن تقديم المكافآت في بعض الآحيان يعد طريقة رائعة لتظهر لهم مقدار إمتنانك
لهم على الأعمال الصالحة التي يقدموها.
علِّمه آداب السلوك اللائق
هل يتبع إبنك بشكل إعتيادي أساسيات آداب السلوك اللائق
مثل قول "شكرًا لك" و "من فضلك"؟
هل يتحدث بأسلوب مأدب مع الناس ويخاطب الكبار بسيد وسيدة؟ هل يعرف الطريقة المناسبة للتحية، وهل هو ملم بأساسيات آداب المائدة؟ هل هو لبق حين يكون الخاسر في أداء لعبة مع أصدقائه؟
تذكر أنّك مسؤول عن تنشأة شخص سيخرج إلى العالم ويتعامل
مع الآخرين طوال حياته، ( وهذا الشخص صغير السن حين يكبر سيجلس على مائدة عشاء معك
ويتعامل معك كل يوم إلى أن يستقل عنك) ويمكنك أن تلعب دورًا هامًا في تحديد مقدار حسن
تصرف إبنك.
عامله بلطف وإحترام
إنّ أفضل طريقة تدفع الأطفال إلى التحدث بإحترام معك ومع الآخرين والتعامل معهم بأسلوب لطيف، هي أن تفعل ذلك بنفسك حين تتعامل مع طفلك، فكر بالطريقة التي تتحدث بها معه.
هل تتحدث بقسوة حين تكون حزينًا لأمر ما؟ وهل تصرخ أوتنطق
بكلمات غير مهذبة؟ خذ بعين الإعتبار طريقة تحدثك وتصرفاتك وحتى تفكيرك وحاول أن
تنتقي نبرة صوت وأسلوب مأدب وودود أثناء تحدثك مع إبنك، حتى وإن كنت تتحاور معه عن
ذلة أو سوء تصرف.
أدِّب إبنك بإستمرار
إنّ الوالدين الذين يضبطان أبناءهم من خلال وضع حدود ويقوِّمان السلوك السيء بحزم ( لكن بعطف)، قد يؤذيان أبنائهم بنوايا حسنة، فالأطفال الذين لا يخضعون للإنضباط يكونون مرهقين وأنانيين وغير سعداء.
وأحد الأسباب التي تفرض الحاجة إلى التأديب هي أنّ الأطفال الذين توضع لهم قواعد وحدود وتوقعات يكونون قادرين على تحمل المسوؤلية ويتصفون بالإكتفاء الذاتي و أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مناسبة وتكوين صداقات و الشعور بالسعادة، فحالما تلاحظ مشاكل سلوكية كالكذب و الجدل، تعامل معهم بحب وتفهم وإستقرار
علِّمه أن يقدم الشكر
إنّ تعليم إبنك أن يكون مممتنًا ويعبر عن إمتنانه هو
مكون جوهري لتنشئة طفل صالح، لذا علمه أن يعبر عن شكره سواء كان من أجل وجبة عشاء
حضرتها له أو هدية عيد ميلاده قدمتها جدته وجده، وتأكد أنّ إبنك إعتاد على كتابة
بطاقات شكر لهدايا عيد ميلاده والأعياد.
أَوكل إليه مسؤوليات
حين يوضع للأطفال قائمة مهام منزلية مناسبة لأعمارهم مثل المساعدة بترتيب المائدة أو تنظيف الأرضية فإنّهم يكتسبون الشعور بالمسؤولية والإنجاز، والقيام بعمل خير والشعور بأنهم يساهمون بعمل الخير للمنزل قد يشعرهم بالفخر والسعادة.
كن له قدوة حسنة
خذ بعين الإعتبار طريقة تعاملك مع الآخرين حتى وإن لم
يكن يراك طفلك، هل تقول "شكرًا لك" لموظف الكاشير في السوق؟ هل تغتاب
جيرانك وزملاءك في العمل؟ هل تصدرمنك نبرة ودية حين تخاطب النادل؟ فذلك يؤثر بشكل مباشر على
أبنائك، فإذا أردت أن تنشأ طفلًا صالحًا، وجه نفسك للسلوك الذي تريد أن يتبعه
إبنك.
المصدر: من هنا
إقرأ أيضًا: 10 طرق لتشرع بتعليم إبنك الشؤون المالية