For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة وعبرة 3

 




العِقد


 

 فسألها زوجها وكان قد تعرًى من بعض ثيابه: ما خطبك؟  فالتفتت إليه وهي مذعورة وقالت: قد.. قد.. قد فقدت عقد السيدة فورستر. 

نهض وهو في حالة ذهول وقال: ماذا! كيف! هذا أمر مستحيل!

ثم بدآ بالبحث عن العقد في طيات ظهارة ثوبها وبطانته وحتى في جيوبه، بحثا في كل مكان فلم يجدا العقد.

سألها: هل أنت متيقنة أنه كان ما يزال على عنقك عند مغادرتك الحفل؟

فأجابته: نعم، فقد حسَّست به عندما كنت في بَهو الوزارة. 

قال: لو سقط منك في الشارع لكنا سمعنا صوتاَ عند سقوطه، من المؤكد أنه في سيارة الأجرة.

قالت: نعم، هذا من المحتمل، هل عرفتَ نمرة السيارة؟

فأجاب: لا، وماذا عنك؟ ألم تلحظيها؟

أجابت: لا.

ثم حدق كل منهما النظر في الأخر وهما في حالة من الذهول، ثم قام السيد لويسال بارتداء ثيابه مجدداً.، بعد ذلك قال لها: سأرجع للبحث في الطريق الذي مررنا فيه، لعلّي أعثر على العقد. 

ثم خرج، أما هي فظلت تنتظر بفستان الحفل، وكانت منهكة القوى لهذا تمددت على الأريكة عاجزة عن التفكير. 

بعد ذلك عاد زوجها في حوالي الساعة السابعة دون أن يعثر على العقد.

فقد بحث في أقسام الشرطة وعرض مكافأة مالية في الصحف لمن يجد العقد، كما تحرى في شركات سيارات الأجرة، بحث في كل مكان رأى فيه بريق أمل.

أما زوجته فقد كانت تنتظر طوال النهار وقد اعتراها الذهول جراء هذه النازلة. 

 عاد لويسل إلى المنزل مساًء شاحب الوجه شجِيًّا دون جدوى.

 قال: " عليك أن تكتبي لصديقتك وتخبريها أنّ إبزِيم العقد قد كُسروأنّك تقومين بإصلاحه، سيمنحنا ذلك بعض الوقت. 

كتبت ما أملى عليها زوجها، و عند انتهاء الأسبوع الأول قنطا من العثور عليه.

وقال لويسال معلنًا بعد أن بدى عليه القنوط :"علينا بالتفكير في طريقة لاستبدال الجوهرة." 

وفي اليوم التالي أخذا صندوق العقد وذهابا إلى صائغ المجوهرات الذي كان مكتوبًا اسمه داخل الصندوق، وبدأ الصائغ بالبحث في أوراقه، ثم قال: " لست أنا من باع ذلك العقد يا سيدتي،  لكن من الواضح أنني أعددت هذا الغلاف.  

لذا قاما بالبحث  والتنقل من متجر صائغ إلى آخر باحثين عن عقد مماثل لذلك العقد، يستحضرا ذاكرتيهما وقد أنهكهما الحزن و الحسرة. 

وفي أحد المتاجر في باليس رويال صادفا عقدًا من الألماس يماثل ما يبحثا عنه تمامًا، يبلغ ثمنه أربعة آلاف فرنكًا، فاشترياه بستة وثلاثين ألف. 

وطلبا من الصائغ ألا يبيعه قبل مرور ثلاثة أيام و اتفقا معه أن يقوما برده مقابل أربعة وثلاثين فرنكًا في حال تم العثور على العقد الآخر قبل نهاية شهر شباط.

كان في حوذة لويسال ثمانية عشر فرنكًا تركها له والده، وقرر أن يستدين بقية المبلغ.

وفعلًا قام باستدانة مبلٍغ قدره ألف فرنك من شخص وخمسمئة فرنك من آخر وخمسة لويس من هنا وثلاثة من هناك.

وتراه كتب ملاحظات وعقد اتفاقات مدمرة وتعامل مع مرابين ومع كل أنواع مقرضي المال. 

لقد ساوم على ماتبقّى من حياته وجازف بتوقيع أُذوناٍت دون معرفة ما إذا كان بإمكانه الالتزام بها، كان فزعًا من الكرب الذي حلّ به،  ومن الشّقاء الذي سيحل عليه، ومن كل حرمان يتوقع حلوله ومن عذاب الضمير الذي سيكابده، فهاهو ذا غدى ليحضر العقد الجديد ويضع على عداد الصائغ ستة وثلاثين ألف فرنك. 

وحين أعادت السيدة لويسال العقد للسيدة فروستر قالت الأخيرة ببرود:

كان ينبغي عليك أن تعيديه على عجل فلربما احتجت اليه. 

ولتريح صديقتها لم تقم بفتح الصندوق، فلو أنها اكتشفت أمر استبدال العقد، ماذا عساها ستعتقد؟

ماذا ستقول؟ هل ستُعدُ صديقتها لصة؟ 

ومنذ ذلك الحين ألفت عرفت السيدة لويسال حياة الفقراء المروّعة، إلا أنّها لعبت دورًا بطوليًا، فالدَين المهلك ينبغي أن يُرد، وهي من سيرده.

قاما بعزل الخادمة و استأجرا عليّة بدلا من سكنهما السابق. 

وهاهي قد عهدت أعباء المنزل و العمل المقيت في المطبخ، فقد غسلت الأطباق وتلوثت أظافرها الوردية بالقدور المتشّحمة، وقيعان المقالي، وغسلت الملابس والقمصان الدرنة ونشرتها على حبل لتجف، كما حملت القمامة في الشارع كل صباح لترميها وقامت بنقل المياه  فتراها تقف لتلقتط أنفاسها.

كانت ترتدي ملابس كملابس العامة لتذهب إلى متجر الفاكهة والبقال والجزار وهي تحمل سلتها على ذراعها لتساوم البائعين وتتعرض للاهانة وتعارك من أجل كل فِلس مَهين.

وفي كل شهر توجب عليهما دفع بعض الأذونات وتجديد أخرى بغية كسب بعض الوقت.

كان يعمل زوجها كل مساء بإجراء حسابات التجار

فيعود متأخرًا ليلًا وقد قام بنسخ مخطوطة مقابل خمسة فلس للصفحة الواحدة. وقد استمرت حياتهما على هذا الحال مدة عشر سنوات.

وفي نهاية العشر السنوات التي مضت قاما بدفع كل ما ترتب عليهما من رسوم للمرابين ذات التراكمات للفوائد المركبة. 

تابع القراءة: من هنا

القصة بالانكليزية: من هنا

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads