For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ابنك المراهق

 

ابنك المراهق


حين تشعر أنّ ابنك المراهق لم يعد مولعاً بك، لا تعد هذا أمراً سيئاً


يبقى الأمر صعباً على أي والدين حتى وإن تمكّنا من استيعاب طبيعة نمو أبنائهم المراهقين التي تفرض عليهم 

المرور بمرحلة الاستقلال بغية تكوين هوياتهم بعيداً عن البالغين.

في السابق كان ابنك ذو العشر سنوات يراك مصدر فُكَاهَة وتسلية وكان يستمتع بقضاء أوقاتٍ طويلة معك، أمّا اليوم 

أصبح في عمر الخامسة عشرة يعتقد أنك مغفلٌ وبعيدٌ تماماً عن الواقع وهذا أمرٌ مزعجٌ ومثيرٌ للغضب.


إنّ هذا سيجعلك تستحضر ذكرياتك في الماضي عندما كنت تعتقد ذلك أيضاً عن والديك إلّا أنّه لم يخطر على بالك يوماً أنّ أبناءك سيعتبرونك كذلك مُستقبَلاً، وقد أصبحت اليوم والداً مرحاً عطوفاً تلبي مطالب أبنائك، وأدركت أنّهم بحاجة إلى أن تتيح لهم الفرصة ليكوِّنوا شخصياتهم، وها أنت الآن بنفس الموضع الذي كان به والداك بالأمس، فأطفالك يعتقدون أنك لا تفقه شيئاً في الحياة وأنّ أصدقاءهم وسواك من البالغين فطِنون أكثر منك.        

إنّ هذا الأمر يدفعك إلى فقد صوابك نوعاً ما، أليس كذلك؟

أول أمرٍ عليك فعله في تلك الحالة أن تهدئ من روعك، وعليك أن تدرك أنّ ابنك يمر بطَور يمر به العديد من 

المراهقين.

إنّهم يبنون هويّاتهم، ويكون جزءٌ من عملية البناء تلك بانفصالهم عنك وعن قيمك التي تتبناها.

على سبيل المثال قد تلاحظ أنّ ابنك يتبنى وجهات نظر سياسية مختلفة تماماً عن وجهات نظرك السياسية. وقد يفصح

 ابنك أنّه لا يرغب أن يحذو حذوك، كما أنّه قد يجحد الكثير ممّا قد حققته من إنجازات في حياتك، ويصرّح لك بأنّ آراءه وآراء أصدقائه هي الأمثل. 

في الواقع إنّ هذا السلوك المثير للسُّخط هو خطوةٌ إيجابيّةٌ في عملية تطور المراهقين، فرغم أنّه موجعٌ لك إلا أنّه بنّاءٌ

 بالنسبة لهم وهو دليل على أنّك والدٌ حسن التّصرف.      

فاليافعون الذين يتمردون على قيم والديهم هم أكثر من يشعر بالسكينة من بين أقرانهم، حيث أنّهم ينعمون بمشاعر الأمان والحب التي يعتبرونها حَصانةً لتحدّي والديهم.

في حال أنّه انتابهم شعور بالخوف من خسارة حبك لهم أو شعور بجفائك لهم فسيمتنعون عن فعل ما يزعجك.   

حين يكون المراهق على أهبة الاستعداد للتّشاحن معك متجهم الوجه ويعاملك كما لو أنّه ليس في جَعبتك أي شيءٍ تقوله ذا قيمة، فقد يكون هذا دلالة على أنه يستكشف شعوره حيال الأشياء. إنّها عملية تكوين آراء المراهقين ووجهات نظرهم من العالم.

نعم، إنّ التعامل معهم لأمر شاق قد يدفعك للصّراخ غضباً من عدم احترامهم لك، لكن كن على علم أنّ بقاءهم بعيداً عن حدودك هو جزء من عملية تطورهم السليمة. 

 

هذا لا يعني القول أنّه ليس من الضرورة وضع حدود لسلوكياتهم فالمراهقون بحاجة لأن يوضع لهم قواعد تحدد علاقاتهم مع عائلتهم وعليهم الالتزام بها. وفي الوقت الذي يتعين عليهم التواجد مع أفراد العائلة فإنّ أسلوب تعاملهم الفظ ومواقفهم السيئة ما هي إلا أمر يعينهم على الحفاظ على إحساسهم بذواتهم، وإنّ قدرتهم على التعبير عن غضبهم واستيائهم يمنحهم شعوراً بأنهم ما يزالون يتوّلون زمام أمور حياتهم وهو أمارة على أنّ إرادتهم قوية وبوسعهم الدفاع عن أنفسهم.  

 

والخلاصة هي أنّه ينبغي لنا أن نكون على حذر حين نقرر أن نتخاصم مع أبنائنا المراهقين فهم في مرحلة استكشاف الإحساس بالذات.  

وما نراه من النّكَد والشعور العام بعدم الرضى هي طريقة تعينهم على اثبات نزعتهم الفردية.

 وإذا ما نظرنا لسلوكهم هذا على أنّه "وِسام شرف" فإنّ هذا سيمنحهم شعوراً بالقوة ويعينهم على بناء هوياتهم 

المستقلة، وربما يكون من الطبيعي أن نرى طباعهم الحادة على أنّها قد تؤدي إلى نتائج إيجابية في المستقبل.

وحين يزعم المراهقون أنّهم يعرفون ما هو ملائم لهم حيال الأمور الجوهرية التي تتعلق بشؤون حياتهم، يبقى الوالدان يراودهم شعور بضرورة فرض سطوتهم على الأبناء، سواءً أكان الأمر متعلقاً بتعليمهم أو الحفاظ على سلامتهم من السلوكيات المدمرة، كما أنّ المراهقين يشعرون بضرورة تلقيهم الإرشادات التي توجههم نحو الطريق الناجح.  

 ترجمة:  ظلال صباغ

المصدر: من هنا 


عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads