For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيف تساعد طفلك أو ابنك المراهق أو البالغين على الإمتناع عن الكذب عليك؟

ساعد طفلك أو ابنك المراهق أو البالغين على الإمتناع عن الكذب عليك

 

بقلم جيفري برنشتاين

 

جعل الصدق هدفًا مشتركًا للصالح العام.

من السهل على الآباء تجاهل حقيقة أن سلوكيات الكذب عند أطفالهم تقودها الصراعات الكامنة والألم العاطفي.

إنّ أخذ كذب طفلك في أيّ عمرٍ كان على محملٍ شخصي، يعيق طريقك في خلق أمان عاطفي لطفلك حتى يكون صريحًا معك.

كلما اعتبرت نفسك مدربًا داعمًا عاطفيًا لطفلك وليس الوالد المؤذي، كلما تحثه على أن يكون أكثر انفتاحًا وصدقًا معك.

ووفقًا ل"دليل العائلات للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي الخاصة بالأطفال والمراهقين"، قد يكذب الأطفال والأولاد في مقتبل سن المراهقة والمراهقين لأسباب مختلفة، فهم يحاولون تجنب الوقوع في المتاعب أو الدفاع عن صديقٍ يحبونه أو يكذبون لاستيائهم الشديد من التحدث عن التجارب المؤلمة. ويمكن لمواقفهم المزعجة أن تشمل فقدان الوظيفة والرسوب في صفٍ دراسي وصراعات أخرى مع أشياء تتعلق بهم أو بالاندماج مع أقرانهم، وقد رأيتُ هذه الديناميكية ذاتها كذلك عند الأطفال البالغين. و"الحقيقة" هي أن أطفالنا أيًا كانت أعمارهم أحيانًا يدلون بالحقيقة أو يكذبون صراحةً.

عندما أدرب الآباء أساعدهم على تعلم عدم أخذ أكاذيب أطفالهم على محملٍ شخصي، وهذا لا يعني أن الكذب مقبول، فكلما قل تعامل الآباء معه على محملٍ شخصي، كلما تمكّنوا من مساعدة أطفالهم بهدوء وبطريقةٍ بناءة على أن يكونوا أكثر انفتاحًا وإستعدادًا للتعامل مع تدليسهم، وكما كتبتُ في كتابي "أدوات القلق والاكتئاب والغضب عند المراهقين والأطفال والمراهقين المعرضين للقلق سيلجؤون إلى الكذب كطريقة غير سليمة للتكيف، وكلما تمكنت من التغلب على قلق طفلك، كلما مهدت الطريق أمامهم ليكونوا أكثر انفتاحًا معك.

فيما يلي بعض الأمثلة على كذب المراهقين


حقيقة أدريانا غير البريئة

صرخت جوليا بشأن أريانا، ابنتها غير البريئة البالغة من العمر 17 عامًا قائلةً: "إنني على وشك الانهيار، كل ما تفعله هو الكذب علي!، إنّها تكذب حيال أصدقائها الذين تراهم في السينما، وتكذب حيال إكمال واجباتها المدرسية، وبالمناسبة، لقد سئمت من مراقبتها بشأن ذلك. أتعرف ماذا، لا يمكنني حتى الوثوق بما إذا كانت تغسل صحونها حقًا. فإذا كانت هكذا الآن، فكيف ستجعل من نفسها راشدة مستقلة؟ وحتى حينما تحكي لي قصصًا، أجد أنها تتنمق معظم الوقت! أنا فقط لا أفهم، لم أكن هكذا عندما كنت طفلة ومن الأفضل لو كانت أكثر صراحة."

 

قصة مرعبة حول أكاذيب يحتمل أن تكون صادمة

قام أحد الأطفال في عيادتي الاستشارية بتلفيق قصة عن دفن مسدس في الغابة والذي يفترض أن يكون قد حصل عليه من "عصابة" ينتمي إليها، وقد تبيّن أنّ القصة كانت خدعة إلا أنّ مشاعر النقص الكامنة بداخله هي مسألة خطيرة،و في هذا المثال كذب الطفل ليظهر نفسه أكثر قوة أمام الآخرين وليخفف من مشاعر عدم إهتمام الآخرين والوحدة، ولأنه يفتقر للمهارات الاجتماعية ومهارات حل المشكلات.

حجم الكذب يهم

من المهم أن تدرك الفرق بين الأكاذيب التي تغطي السلوكيات المحفوفة بالمخاطر بما في ذلك تعاطي المخدرات والأكاذيب اليومية الصغيرة، فينبغي مباشرةً معالجة الكذب الذي يؤدي إلى سلوك غير آمن أو غير قانوني أو يتسترعليه فبدلاً من القلق بشأن ما إذا كان ابنك المراهق يُظهر الندم، وقول نعم، أدرك أن هذا مهم، تذكر أن الاستجابة هي أمر بالغ الأهمية. فحينما يتعلق الكذب بسلوكيات خطرة، بما في ذلك تعاطي المخدرات أو الكحول أو السرقة أو غيرها من الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، اطلب التوجيه من أخصائي الصحة العقلية في مجتمعك المحلي.


إصابة الآباء بالتوتر من الأطفال والمراهقين والشباب الكاذبين

كما ترون في الأمثلة المذكورة أعلاه، وكما تعلمون على الأرجح إن كنتم تقرؤون هذا المقال، فإنّ سلوكيات أطفالنا المتعلقة بالكذب يمكن أن تدفعنا للجنون، إذا سمحنا لها بذلك. إن أفضل ما يمكنك القيام به كوالد هو منع نفسك من المبالغة في ردة فعلك على أكاذيب طفلك، فإذا بالغت في ردة فعلك، فإنك تبني حاجزًا أكبر بينك وبين مشاعر أمان طفلك للانفتاح معك.

ما الذي عليك فعله كوالد او كمُقدم رعاية

حاول أن تضع في اعتبارك أنه يمكن للأطفال أن تتقوقع على نفسها تمامًا (ألا يمكن أن يحدث لنا هذا أيضًا كبالغين؟)  وغالبًا لا يستوعبون كيف أنّ الأكاذيب مؤذية، ومع أخذ ذلك الاعتبار، إليك بعض الاستراتيجيات للمساعدة على تعزيز المصداقية لدى طفلك في أي عمرٍ كان:

ناقش بهدوء بدلاً من إلقاء محاضرة عن الصدق وعدم الأمانة وسبب اختيارهم الكذب.

لا تستخدم نغمة إصدار الأحكام، لأنها عادةً ما تغذي رد الفعل: "انظر، لا يمكنني إخبار والديَّ بأي شيء" المنعكسة من المراهقين والأولاد قبل سن المراهقة.  قد لا تكون قادرًا على منع ابنك المراهق من خلق تلك الأكاذيب اليومية، ولكن يمكنك توضيح أن هنالك خيارات أخرى متاحة.

تصور نفسك ك"مدرب عاطفي" على عكس خبير الانضباط الفائق لإظهار من هو المتحكم.

تحدث عن كيف يمكن لقول الحقيقة أن يكون مخيفًا وكيف يمكننا جميعًا أن نشعر بالخوف وأنه لا بأس بذلك، وحدثه عن  كيف أن التهدئة وحل المشكلات هما مفتاحا الحياة الناجحة.

وضّح كيف تخلق الأكاذيب وهمًا مغريًا من الهدوء وتجنب المشكلات (على سبيل المثال: عدم إكمال الواجب المدرسي) ولكن على المدى البعيد يخلق الكذب التوتر والفوضى العاطفية.

إذا شعرت بأنّ طفلك يجعل من الأكاذيب طريقة  للتأقلم، إذا أفصح عن هذه  الملاحظةوتحدث عن المشكلات التي يواجهها نتيجة الكذب ولكن لا تستعمل نبرة الخزي أثناء حديثك، وشارك طفلك مخاوفه فعلى سبيل المثال، هل يتصورأن قول شيء غير صادق يساعده على الاندماج؟

تذكّر قبل كل شيءٍ أن تساعد طفلك على معرفة قيمته، على سبيل المثال، إذا كان طفلك يبالغ في قصة ما، فربما تسأل: " ما كنت تخبرني به أثار اهتمامي حقًا، ولكن بعد ذلك بدا وكأنك بدأت بإضافة أشياء ليست صحيحة، والتي أعاقت ملاحظة كيف أنك صرت ناضجًا للغاية، هل يمكنك إخباري عن السبب وراء قيامك بذلك؟"


أفكار أخيرة

ضع في اعتبارك أن معالجة سلوكيات الكذب هي عملية ذات حلٍ غير سريع، فقد يستغرق بعض الأطفال وقتًا قبل أن يشعروا بالأمان ليكونوا صريحين معك، ولكن إن وضعت رد فعلك العاطفي وردودك الحُكمية بعيدًا، فمن المرجح أن ينفتح لك طفلك أو ابنك المراهق في النهاية، في حين قد تلقى تجاهلاً على المدى القصير، إلا أنّ الحفاظ على هدوئك لخلق شعور بالأمان العاطفي سيساعد على أن يسمعوا الحقيقة وصوت العقل طوال حياتهم، هذه هدية لأطفالك والتي ستستمر على الداوم.

ترجمة: حبيبة عبد النبي

تدقيق ومراجعة: ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا 

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads