ماذا تفعل إذا كان طفلك يعاني من التفاعل التحسسي؟
بقلم: ليندسي غاربي
حين كنتَ ذات مرة تستمتع
بوجبة خفيفة مع طفلتك وهي تضحك و تبتسم و أنت تطعمها، وإذا بها تتلوى من
الألم، وبدأت بالبكاء، وأخذت تتحسس لسانها بيدها، ثم بدأ يظهر طفح جلدي عليها.
فتظن أنّها تعاني من
تفاعل تحسسي.
يتعين عليك أن تفحص
الطفل لترى مقدار الحساسية التي أصابته.
هل هي مجرد نقاط حول
الفم أم أنها تصيب المجرى التنفسي ؟"يسأل دانيال جانجيان طبيب الأطفال في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي.
قد يستدعي الطفح الجلدي
الخفيف إيقاف الأطعمة و إعطاء الدواء.
حيث تتطلب الأعراض الأكثر خطورة عناية طبية فورية.
"بالنسبة للتحسس
الذي يصيب الجلد فقط – مثل الطفح الجلدي أو الحكة أو الأعراض الخفيفة الأخرى مثل
العيون الدامعة و العطس- فإنّ الاتصال بطبيب الأطفال أو زيارته سيكون كافيًا"
تنصح جيسيكا برنس، مديرة قسم طوارئ الأطفال في كيدز ميديا سرفايسز قائلة:
"إذا ظهرت على طفلك
أعراض أكثر شدة مثل حكة في الحلق أو صعوبة في التنفس أو تغيرات في صوته، فإنّ طلب المساعدة سيكون الأنسب. وبغض النظر عن الحالة، من المهم أن تحافظ
على هدوئك."
قد يكون ظهور التحسس
مفاجئًا أو بسيطًا أو شديدًا. وبصفتك أحد والديه، من المهم معرفة بعض الخطوات التي
يجب اتخاذها في كل حالة. وقبل ذلك، سنقدم إرشادات تحدد ما إذا كان طفلك يعاني من تحسس
خفيف أو شديد, و كيفية علاج أعراضه وماينبغي توافره في حالة الطوارئ.
الحساسية الشائعة بين الأطفال
هناك أنواع كثيرة من الحساسية التي قد تصيب الأطفال, والحساسية الغذائية هي التي يجب الانتباه إليها عادة.
وبشكل عام، يمكن أن تسبب الأطعمة و الأدوية حساسية شديدة مثل فرط الحساسية، في حين أنّ الحساسية البيئية لا تسبب عادة ردود فعل شديدة، ولا تؤثر عادة على الأطفال، وتلاحظ تريشيالي حاصلة على دكتوراه في الطب، واختصاصية أمراض الحساسية و المناعة لدى الأطفال والرعاية الصحية للأطفال في اتلانتا و أستاذة مساعدة في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة إيموري.
إنّ أهم الأطعمة التي
تسبب الحساسية للأطفال هي البيض و الفول
السوداني و الحليب. القمح و فول الصويا و الجوز و الأسماك و المحار أيضا على رأس قائمة
الأطعمة المسببة لهذه المشكلة. وكل هذه العناصر تشكل حوالي 90%من حساسية الأطعمة
التي يعاني منها الأطفال.
ومع ذلك يمكن أن تختلف
ردود الفعل من طفل لآخر.
تفاعلات حساسية خفيفة وتفاعلات حساسية شديدة
يعاني ما يقارب 8% من
الأطفال في الولايات المتحدة من الحساسية الغذائية و نحو 3% منهم في سن الثانية أو
أقل. وقد تكون رؤية طفل يعاني من حساسية مفرطة أمرًا مروعاً ولكن من المهم أن يعرف
الآباء الأعراض التي يجب الانتباه إليها.
يقول الدكتور جانجيان
عندما سئل عن الحساسية الخفيفة:
"قد تكون صغيرة مثل
الطفح الجلدي" وقد تبدو مثل الشرى وتستمرمن 30 إلى 60 دقيقة إثر
تناول طعام جديد."
قد يخبرك طفل صغير عن
مشكلة يعاني منها بإظهار لسانه أو وضع أصابعه في فمه.
قد تظهر الأعراض فجأة
دون علامات سابقة.
"لا توجد طريقة
للتنبؤ بكيفية تفاعل الشخص مع مادة مسببة للحساسية.
المواجهة الأولى [تتراوح بين]… مجرد حكة خفيفة في الجلد دون أي أعراض أخرى، إلى الحساسية المفرطة كما تقول الطبيبة برنس.
و تضيف قائلة أنّه في الحالات الأكثر خطورة قد تظهر على الأطفال أعراض مثل "تورم الوجه و السعال وصعوبة التنفس و تغيرات في الصوت أو الشعور بالاختناق في الحلق".
نادرًا ما تحدث تفاعلات شديدة عند الرضع لكنها ممكنة الحدوث. ففي دراسة قائمة على الملاحظة لأكثر من 500 رضيع حتى سن 15 شهرًا، كان لدى 11% منهم تفاعلات حساسية شديدة تجاه بعض الأطعمة. وما يقارب 30% من هؤلاء توجبت معالجتهم بالإبينفرين.
وبغض النظر عن طبيعة
الاستجابة التحسسية من المهم التحلي بالهدوء
واتخاذ الإجراءات اللازمة.
علاج التفاعل التحسسي
ستخبرك الأعراض التي يعاني منها طفلك ما عليك فعله.
ويشير الدكتور لي أنّه
"إذا كان الرضيع يعاني من تفاعل تحسسي خفيف مثل الطفح الجلدي، فمن الممكن أن
يعطيه الوالدان بينادريل
و لكن يجب مراجعة طبيب
الأطفال لمعرفة الجرعات"، مضيفًا أنّه ينبغي غسل جلد طفلك في حالة وجود أي
آثار مسببة للحساسية.
بعد التحسس الأولي قد
يرغب الآباء في التواصل مع طبيب الأطفال أو مقدم الرعاية الصحية الخاص بأطفالهم
لمناقشة اختبار الحساسية وطريقة العلاج.
إنّ المعيار الحالي
لرقابة حساسية الطعام هو تجنب هذا الطعام و إعادة الفحص سنويًا لتحديد ما إذا كانت
الحساسية قد تفاقمت "كما يقول الدكتور لي مشيراً "إلى أنّ الحليب والبيض
والقمح وفول الصويا من مسببات الحساسية الشائعة التي يمكن التغلب عليها.
قد تكون الأدوية مثل
مضادات الهيستامين و الستيرويدات الأنفية مفيدة أيضًا خاصة للتعامل مع مسببات
الحساسية البيئية. ويقول الخبراء قد تساعد حقن الحساسية عندما لا يستجيب الطفل
جيدًا للخيارات الأخرى.
لتفاعلات الحساسية
الأكثر خطورة يجب على الوالدين طلب المساعدة و طلب العلاج الفوري.
هل يمكنك
تجنب الحساسية؟
يقول الخبراء قد تكون هناك طرق للتقليل من شدة التفاعل التحسسي عند الطفل أو حتى منع تأثير مسببات
الحساسية.
هناك طرق لمنع مسببات
الحساسية الغذائية. يمكنك بين سن أربعة إلى ستة أشهر، أي قبل أن تتاح الفرصة للجسم بالإصابة بالحساسية، البدء بتعريض الطفل لأكثر مسببات الحساسية شيوعًا عند الأطفال
وذلك كما يقول الطبيب جانجيان.
في هذه المرحلة العمرية
يمكنك البدء في إدخال الفواكه و الخضروات و الحبوب على التوال.
بمجرد أن يتقبل الطفل
الأطعمة تقل احتمالية تسببها للحساسية، ويمكن للوالدين البدء في إعطاء
البيض و الفول السوداني و منتجات الألبان و غيرها. وبالطبع عليك أولاً مراجعة طبيب
الأطفال أو مقدم الرعاية الصحية.
ترجمة:
رهف محمد السلوم
تدقيق ومراجعة:
ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا