الوقاية من الإغماء أسباب وأعراض وعلاج
بقلم: رود بروهارد
الإغماء هو فقدان الوعي المفاجئ بسبب نقص تدفق الدم إلى المخ، وعادة يصحو
الشخص الذي يصاب بالإغماء بسرعة بعد فقدان الوعي، و يعد التعامل مع الإغماء أمر
بسيط، بأن يستلقي المريض حتى يستعيد وعيه وهذا لايقل أهمية عن تحديد سبب حدوثه والذي
لا يمكن تحديده بسهولة.
و يوضح هذا المقال أعراض و أسباب التعرض شخص ما للإغماء و يعرض
أيضاً طريقة علاج الإغماء و كيفية الوقاية منه.
نبذة عن الإغماء:
غالباً يبدأ التعرض للإغماء عند سن 13 عام، حيث يشعر المريض بالحرارة
والسخونة يرافقه شعور بالإعياء المفاجئ ويشعر أيضاً الإجهاد و التعرق الغزير بعد
الهبوط المفاجئ و فقدان الوعي، ويسقط الشخص أرضاً عند تعرضه للإغماء واقفاً ويتعرق
بشدة، ويسبب تحفيز العصب المُبهم بطء معدل نبضات القلب وانخفاض ضغط الدم الشديد،
وهو أحد أسباب حدوث نوبات إغماء و تبدأ نبضات القلب في التسارع عندما يفقد الشخص
وعيه وذلك بسبب انخفاض ضغط الدم.
قبل حدوث الإغماء:
يشعر الشخص ببعض أو جميع تلك الأعراض وهي:
الارتباك
الدوار
الشعور بالسخونة
الاحمرار أو اللون الشاحب
الصداع
الغثيان
ضيق التنفس
مشاكل في السمع
التعرق
الارتعاش أو الرجفة
الرؤية الضبابية
الوهن
وفي حالات الإغماء الناتجة عن تحفيز العصب المبهم، يعاني الشخص من التشنجات أو الحاجة الملحة للتبرز قبل الإغماء مباشرة.
كيف يحدث الإغماء:
في الأفلام المتحركة، يحدث الإغماء بسقوط شخص ما أرضاً بشكل مستقيم على
وجهه أو ظهره مثل لوح الخشب، بينما يحدث الإغماء في الأفلام الميلودرامية الكلاسيكية
بعد انقطاع النفس وتلقي ضربة بالرأس والسقوط المفاجئ، أما في الحياة الواقعية يحدث
الإغماء عند نقص تدفق الدم إلى المخ، فيتوقف المخ عن إرسال إشارات إلى الخلايا
العضلية التي تفقد العضلات سيطرتها مما يؤدي إلى سقوط الشخص أرضاً بسبب الجاذبية الأرضية
، ويتراوح الإغماء ما بين الطفيف و الشديد. أحياناً تحدث رعشة أو رجفة عصبية – مثل
الكهرباء التي تسير في خطوط الهواتف – عند تدفق الدم المفاجئ من المخ، وقد يسبب الارتجاف
أو التشنجات، الانقباض العضلي هو رعشة لا إرادية بيديك أو قدميك عند الاستلقاء
للنوم وليس نوبة مَرضية، فالنوبات التشنجية تسبب فقدان الوعي المفاجئ وتختلف طرق
علاج التشنجات باختلاف أعراضها.
بعد الإغماء:
عندما يتغير موضع الشخص من وضع الوقوف إلى الوضع الاستلقاء، يعود الدم إلى
المخ و يبدأ الشخص باستعادة وعيه، ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة أو يستغرق بعض الوقت
ويختلف ذلك من شخص لآخر، وتختلف أيضاً الاستجابة الجسدية فقد يشعر بعض الأشخاص
بالآتي:
سرعة نبضات القلب
فقدان السيطرة على المثانة و التبرز
استعادة اللون الطبيعي
توقف التعرق
الأسباب:
يحدث الإغماء بسبب العصب المُبهم الذي يربط الجهاز الهضمي بالمخ، ووظيفته
هى التحكم في كمية الدم المتدفق إلى المعدة، و يوجه العصب المُبهم الدم إلى المعدة
والأمعاء عند وصول الطعام إلى الجهاز الهضمي و أنسجة الجسم الأخرى بما فيها المخ.
يمكن للعصب المُبهم أن يسحب كمية كبيرة من الدم من المخ، مما يجعل التقيؤ و
التحكم في عملية التغوط أكثر صعوبة.
تزيد الحالات الصحية التي تسبب انخفاض ضغط الدم من تأثيرات العصب المُبهم كالآلم الناتج عن تشنجات الطمث.
الجفاف:
كمية الماء القليلة بمجرى الدم تعمل على خفض ضغط الدم وتحفز العصب المُبهم،
ويشعر الشخص بالدوخة و فقدان الوعي عند انخفاض ضغط الدم.
يوجد العديد من أسباب حدوث الجفاف منها:
التقيؤ أو الإسهال، ارتفاع درجة حرارة الجسم والحروق و يعمل التقيؤ و
الإسهال على تحفيز العصب المُبهم.
الصدمة:
يدرك الأشخاص تأثير ضغط الدم المرتفع التي تعتبر جيدة و تأثير ضغط الدم
المنخفض الخطير.
الصدمة هي حالة تتسم بانخفاض ضغط الدم الذي يؤدي إلى فقدان الوعي، فلا
يرتبط الإغماء بالعصب المُبهم في كل الحالات.
الصدمة هي حالة طارئة مهددة للحياة
وتنتج عن النزيف أو الحساسية المفرطة أو العدوى الشديدة، ويشعر الأشخاص
الذين يعانون من الصدمات بالارتباك ثم يفقدون الوعي و تزداد حالتهم سوءاً.
المخدرات ( الكحوليات):
بالإضافة إلى تأثير التخدير للكحوليات، فيؤدي تناولها إلى فقدان الوعي و
كثرة التبول الذي يُسبب الجفاف و تعمل على تمدد الأوعية الدموية مما يؤدي إلى
انخفاض ضغط الدم، ويعد فقدان الوعي بسبب تناول الكحوليات دليل على الثمل ولكن لا
يعد إغماءاً، وقد يعتبر سبباً لحدوث فقدان الوعي، ومن الممكن أن يموت الشخص بسبب
تسمم الكحوليات.
تعمل الأدوية القانونية و المخدرات غير القانونية على تدميرك بسبب الآتي:
أى دواء يتم تناوله بكثرة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع يعمل على خفض ضغط
الدم بشكل مبالغ.
تعمل دواء مُدر البول على كثرة التبول مما يؤدي إلى حدوث الجفاف.
تعمل أدوية القلب على خفض ضغط الدم.
تعمل أدوية النترات على خفض ضغط الدم بسرعة.
يقلل الأفيون من معدل التنفس و يعمل على خفض ضغط الدم.
ترفع المنشطات درجة حرارة الجسم.
معدل نبضات القلب:
قلبك هو المضخة التي تضخ الدم خلال الشرايين و الأوردة، ومن وظائفه الهامة
الحفاظ على معدل ضعط الدم ملائم، وعندما تزداد نبضات القلب أو تقل عن المعدل
الطبيعي أو عند حدوث أزمة قلبية يصبح القلب ضعيف و لا يستطيع الحفاظ على هذا
المعدل الملائم، قم بقياس نبض القلب، فإذا كان سريع جداً (أكثر من 150 نبضة
بالدقيقة الواحدة)، أو كان بطئ جداً (أقل من 50 نبضة بالدقيقة الواحدة)، فيمكن أن
يكون سبباً في حدوث الإغماء، وإذا اشتكى شخص ما من آلالم بالصدر أو من أعراض
الأزمات القلبية فيدل ذلك على ضعف القلب للقيام بتدفق الدم إلى المخ، ويحتاج
استمرار تدفق الدم إلى كمية من الضغط بمجرى الدم و تدفق الدم من المخ يؤدي إلى
الإغماء.
أسباب أقل شيوعاً لحدوث الإغماء:
يعمل القلق واضطراب الهلع و الضغط العصبي على تحفيز العصب المُبهم مسبباً
الإغماء، وقد يفقد بعض الأشخاص الوعي عند رؤية الدم، وقد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية
المفرطة للعصب المُبهم مما يؤدي إلى حدوث الإغماء.
ويعمل العصب المُبهم على تحفيز الجهاز العصبي المُبهم الذي يعمل على خفض
معدل نبضات القلب و انخفاض الدم.
إذا فقد شخص ما وعيه، تأكد من استمرار تنفسه، وإذا لم يتنفس اطلب المساعدة
و طبق الانعاش القلبي الرئوي له.
العلاج:
رغم أن الإغماء ليس حالة مهددة للحياة، إلا أن الإغماء الناتج عن السكتة
القلبية يحتاج إلى علاج فوري.
يعتمد علاج الإغماء على سبب حدوثه، فعندما يفقد الشخص وعيه، قم بتمديد جسده
بشكل مستقيم و ارفع قدمه لعودة الدم، وإذا فقد شخص ما وعيه لأول مرة اطلب
المساعدة، أما إذا كان لدى الشخص تاريخ مرضي بالإغماء ، راقب تنفسه وأعطه دقيقتين
ليستعيد وعيه وإذا لم يستعيد وعيه خلال 3 دقائق اطلب المساعدة. تسبب بعض الحالات
الصحية الخطيرة حدوث الإغماء و يجب تقييم هذه الحالات من قِبل مختصين طبيdن لمعرفة
كيفية التعامل معها.
الوقاية:
لا يمكنك منع حدوث الإغماء، لكن إذا شعرت بحدوثه، قم ببعض الأشياء التي قد
تساعدك وهي:
إذا شعرت بالسخونة أو الحر أو الغثيان أو التعرق البارد، استلقي حتى ينتهي
الشعور بالدوار واطلب المساعدة إذا لم ينتهي هذا الشعور خلال دقائق أو شعر
بالألم في الصدر أو نقص بالتنفس.
ترجمة: فاطمة السيد
تدقيق ومراجعة: ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا