For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

لماذا الذاكرة العاملة تساعد الأطفال على تعلم القراءة؟

 

لماذا الذاكرة العاملة تساعد الأطفال على تعلم القراءة؟

 

بقلم كارول بينبريج

 

لايمكن للأطفال الإلمام بالقراءة والكتابة حتى تصل أدمغتهم والذاكرة العاملة إلى مرحلة "الجاهزية للقراءة." وفي هذه المرحلة فإنّ علامات "الجاهزية للقراءة" ستظهر بوضوح في سلوك الطفل. وتتجلى تلك العلامات بحمل الطفل للكتاب بالشكل الصحيح والتّظاهر بالقراءة ومعرفة بعض الحروف الأبجدية، وبالطبع إدراك أصوات اللغة والذي يُعرف ب(phonemic awareness). 

إنّ مهارات الجاهزية للقراءة هي أمرُ جوهري والتي تركّز المناهج على تطويرها للأطفال في رياض الأطفال، وعلى سبيل المثال في رياض الأطفال و الحضانة، يتعلم الأطفال الحروف الأبجدية وأصواتها، وهي ليست بالمهمة اليسيرة، ولهذا السبب تقوم بعض صفوف الحضانات ومعظم رياض الأطفال بالتركيز على تعليم حرف واحد لمدة أسبوع.

وإن لم يدرك الأطفال الحرف وصوته، فإنّهم سيقعون في مشقة تعلم القراءة.

  

العمليات العقلية أمرٌمطلوب للقراءة

 

القراءة ليست مجرد التّعرف على الحروف وأصواتها، ويجب أن يكون بوسع الأطفال استيعاب ما يقرأون، لذا يتعيّن عليهم إجراء عدد من العمليات العقلية.   

أولًا، عليهم أن يتعرّفوا على الحروف وتذكّر أصوات تلك الحروف وفهم طريقة دمج تلك الأصوات مع بعضها البعض لتشكّل الكلمات. 

فعملية القراءة تَحدث كالتالي: يرى الدماغ خطوطًا عشوائية على الصفحة ويحتاج إلى التّعرف عليها كحروف، ثم عليه أن يتذكر أصوات الحروف ثم دمج تلك الأصوات لتشكيل الكلمات. إنّ تلك العملية تستهلك القليل من الطّاقة  

  العقلية، وإنّنا نسمع قارئين مبتدئين ينطقون الكلمات بتأنٍ مثل

الكِتابَ: ال-كِ-تا-بَ

وحين يمارس الأطفال القراءة، فإنّ عدد الكلمات التي بمقدورهم تمييزها بصريًا تتزايد مرة بعد مرة، لكنهم سيواصلوا مكابدة المشقة مع كلمات جديدة وغير مألوفة لهم. إنّ عملية المعرفة هذه تستغرق الكثيرمن الطاقة العقلية التي تُستنفذ لفهم معاني الكلمات، فهي تفي للتّعرُّف على الكلمات ليس إلا.


دور الذاكرة قصيرة المدى على عملية استيعاب القراءة

 

تلعب الذاكرة قصيرة المدى دورًا رئيسًا في في عملية استيعاب القراءة، ولكي يستوعب الأطفال مايقرأون عليهم تطبيق بعض الأمور في الوقت ذاته، فعليهم تمييز الحروف والكلمات ومعرفة كيف تم تركيب الكلمات في الجملة، فمثلًا جملة "الكلب عضّ الرجل" تختلف في المعنى عن"الرجل عضّ الكلب." فالأطفال بحاجة لتذكّر الكلمات التي قرأوها وعلاقتها مع أخرى وفي الوقت نفسه عليهم تحليل كلمات جديدة إلى مقاطع صوتية.

تتيح الذاكرة قصيرة المدى للقارئ إنجاز المهام المطلوبة للقراءة، فحين يتعلم الأطفال القراءة فإنّ قدرة الذاكرة العاملة لاتكون كافية لتتيح لهم المجال لتذكُّر كل ما يلزم تذكره. وبعبارة أخرى، يقوم الطفل بتحليل الكلمات إلى مقاطع صوتية في بداية الجملة وَيتعيّن عليه أن يستمر بذلك.

وحين ينتقل الأطفال بالقراءة من بداية الجملة إلى نهايتها، فقد ينسون الكلمات في بداية الجملة. 

وسيواجه معظم البالغين مشكلة استيعاب وتحليل الكلمات إلى مقاطع صوتية عند قراءة معلومات عالية التقنية و جمل طويلة ثرية بالتعابير الإختصاصية، وما يساعد على الفهم واكتساب المعلومات بصورة أفضل هو اكتساب كلًا من المفردات والمعلومات من جمل بسيطة، وهذا هوحال القارئ المبتدئ، لذا فإنّ الأطفال الذين اكتسبوا عددًا كبيرًا من المفردات يصبحون في مرحلة متقدمة. 

تتيح الجمل القصيرة في كتب القارئ المبتدئ للأطفال عددًا قليلًا من المعلومات والتي يتم الإحتفاظ بها في الذاكرة قصيرة المدى.

وحين يتقدم الأطفال بقراءة النصوص من جمل بسيطة مؤلّفة من ثلاث أو أربع كلمات إلى جمل أطول، فإنّهم يكتسبون مزيدًا من المعلومات.

إلّا أنّ قراءة جملٍ مفردة هو بداية لعملية الإستيعاب والإتقان. ويَتعيّن على الأطفال تَذكُّر المعلومات في الجملة الأولى من الفقرة حتى إنهائها. كما يتعين عليهم إستعادة معلومات الفقرة الأولى حين وصولهم إلى الفقرة الأخيرة. 

 وغالبًا يواجه الأطفال صعوبة في الإستيعاب لأنّ ما يتوجب عليهم تذكُّره يفوق مقدرة الذاكرة قصيرة المدى لديهم. 

و بمعنى آخر ليس بمقدروهم حفظ المعلومات لفترة طويلة لتذكُّر ما قرأوه.

تطور الذاكرة 

إنّ الذاكرة العاملة هي عملية إحتفاظ مؤقتة ومعالجة المعلومات. وقد أظهرت نتيجة بحث أنّ الذاكرة قصيرة المدى هي أساسية لعملية استيعاب القراءة. وتزداد قدرة الذاكرة قصيرة المدى مع التّقدّم بالعمر وتعتمد على تطوّر الجزء الأمامي من الدماغ (الفص الأمامي). وعندما يتطور دماغ الطفل، يحدث إبدال بين القدرة على تحليل الكلمات وتذكُّر معانيها، وبوسع الدماغ المتطورأن ينجز أحد المهمتين بشكل فعّال، وليس بالضرورة كليهما معًا في الوقت ذاته. 

وحين يواصل الدماغ تطوره، فإنّ الذاكرة قصيرة المدى تتعزز وقدرة الذاكرة تزداد، وتبدأ الذاكرة العاملة بتحسين أدائها في سن السادسة عند معظم الأطفال.


المصدر: من هنا


إقرأ أيضًا: هل الكتابة باليد تعين الأطفال على تعلم القراءة؟

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads