8 أساليب لتربية مراهق واثق من نفسه
بقلم
إيمي مورين
قد
يكابد الأطفال الذين كانوا يتمتعون بالثقة في مرحلة الطفولة للحفاظ على تأكيد
الذات خلال مرحلة المراهقة.
ويرى الكثيرمنا مرحلة الشباب تتصف بعدم الثقة بالنفس
وشعور بالإرتياب من شكل الجسد وعدم الشعور بالأمان.
و بإمكانك إتباع خطوات تساعد المراهق على تعزيز تقدير
الذات مما يصب في مصلحة إبنك المراهق من عدة نواحٍ. فالمراهق الذي يتمتع بالثقة
يكون على جاهزية أكبر لمواجهة الضغوطات التي يتعرض لها من قبل أقرانه وخوض تجربة
المواعدة وإتخاذ قرارات سليمة والنهوض من العثرات، وهنا سنعرض لك ثمانية أساليب
ترسخ الثقة لدى إبنك المراهق مدى الحياة.
دعِّم تطوير الذات لديه
قد يعد المراهق نفسه فاشلًا تمامًا حين يكابد من أجل أن يحترف مهارة ما، فعلى سبيل المثال، عندما يواجه المراهق صعوبة في مادة الرياضيات، فقد يُقِّرأنّه ليس شخصًا فطنًا، أوقد تخفق محاولته في أن يكون عضوًا بفريق كرة قدم فيحكم أنّه لن يكون جيدًا في ممارسة الرياضة.
فهناك توازن سليم بين قبول الذات وتطويرها، لذا بيِّن للمراهق أنّه من الممكن تَقبُّل النواقص مع الإجتهاد من أجل أن تطويرذاته، وبدل أن يصف نفسه "بالغبي"، قدِّم له العون ليرى أنه في الوقت الذي يكافح من أجل تحصيله الدراسي، بإمكانه أن يجتهد ليطورذاته.
ويتعين عليك أن تساعد إبنك المراهق على تحديد نقاط القوة
الضعف لديه لتدعِّم بذلك تطويره لذاته، ومن ثم وجهه لوضع الأهداف وحل المشكلات مما
يجعله يسعى إلى تحسين المجالات التي يبذل جهدًا فيها.
تأكد أن الأهداف التي وضعها قابلة للتحقيق وفي حدود قدراته
ثم ضع خطة توضِّح الطريقة التي سيتبعها لتحقيق تلك الأهداف.
قم بالثناء على الجهد المبذول بدلًا من النتائج
عليك
أن تثنِ على إجتهاد إبنك المراهق في الدراسة بدلًا أن تثنِ على حصوله على علامة جيدة
في الإمتحان. فبدل أن تقول "عمل رائع أن كسبت تلك النقاط الخمس في اللعبة"
قل
"هاهي التدريبات التي قمت بها قد جنت ثمارها." بيِّن أنّ له شرف
المحاولة بجِد وأنّه لا ضير إن لم يحقق نجاحًا على الدوام."
بإمكان
إبنك المراهق أن ينظم الجهد الذي يبذله إلا أنّه ليس بإمكانه أن يضبط النتائج على
الدوام. من الضروري أن يُسلِّم بقدراته و جهوده مما لا يجعله يظن أنّه ليس جديرًا بالثناء
إلا حين يحقق نجاحًا.
علّمه مهارات إثبات الذات
على المراهق أن يتحدث بأسلوب لائق عن نفسه، فالمراهق الذي يتمتع بإثبات الذات يقوم بطلب المساعدة لفهم واجباته المدرسية بدل أن يتقاعس عن أدائها.
والمراهق الذي يتحدث عن نفسه يكون أقل عرضة للمعاملة السيئة من قبل أقرانه، وسيكون بوسعه التصريح عما في نفسه حين يتم التعامل معه بأسلوب لا يعجبه، وحينها يكون بمقدروه أن يطلب ما يريد بصراحة.
ولتعلم إبنك المراهق كيف يثبت ذاته، عليك أن تبدأ بالتحدث عن الفرق بين إثبات الذات والعدائية، وعليك أن تعرّفه أنّ إثبات الذات يعني دعم النفس بصوت عالٍ واثق دون التعامل بفظاظة و شكوى مع الآخرين.
كما يمكنك منحه مهارات إثبات الذات من خلال إتاحة الفرص
له لإتخاذ القرار و إثبات أنّه يتمتع بحقوق خصوصًا حق الرفض لما يسبب له الإزعاج.
إمنحه فرصًا إضافية ليمارس مهارات إثبات الذات في المنزل من خلال عرض إختيارات ومنحه حرية رفض الأمورالتي لا يرغب به
شجِّعه على كسب فرصٍ جديدة
تعين ممارسة
أنشطة جديدة وإكتشاف مواهب جديدة وتحدي النفس على تنمية ثقة المراهق بنفسه، إلا
أنّ العديد من المراهقين يخشون تجربة الفشل ويتجنبون الشعور بالإحراج.
شجع
إبنك المراهق على الإنضمام إلى نادي رياضي والعزف على آلة موسيقية و المشاركة في
عمل تطوعي أو البحث عن عمل بدوام جزئي، فإتقان مهارات جديدة يساعد على تحسين
مشاعره إتجاه نفسه.
كما أنّ
إنضمامه إلى مجموعة أصدقاء يكسبه مزيدًا من الشعور بالأمان والثقة إلى جانب
إكتسابه فرصة تكوين صداقات.
كن قدوة له بالثقة بالنفس
أكثر ما يؤثرفي ثقة إبنك المراهق هو ما تفعله لا ما تقوله. فإن إرتكبت خطًأ بإصدارك حكمًا نقديًا عن مظهر جسمك أو قدراتك، فستدفع إبنك لفعل نفس الأمر.
عليك
أن تكون قدوة له بمواجهة حالات جديدة بشجاعة وثقة وأبدي له أهمية حبك لنفسك. وحدِّثه
عن الأوقات التي كنت فيها تتحلى بالشجاعة أو إنجازات حققتها خلال مسيرة حياتك بغية
أن تعزز ثقتك بنفسك.
عزز إستحقاق الذات لديه
حين
يشعر إبنك المراهق بالراحة من حصوله على عدد ما من الإعجابات على مواقع التواصل الإجتماعي،
أو من إرتدائه بنطال ملائم له، فسيشعر بالمشقة ليحافظ على ثقته بنفسه حين يواجه حالات
لا تتماشى مع متطلباته.
فبناء إستحقاق
الذات من أمور سطحية وظروف خارجية أو من الناس تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس على
المدى البعيد.
ساعد
إبنك المراهق على بناء أساس سليم وثابت من إستحقاق الذات. وأكد له على قيمك وأنّ الإستحقاق
الذاتي يكون بإتباع تلك القيم. بيّن له أن تكون لطيفًا و عطوفًا على الآخرين، أهم من
أن تكون نحيلًا وجذاب المظهر.
قم بالموازنة بين الحرية وتوجيه الإرشادات له
لا ينتج عن التدقيق على إختيارات إبنك المراهق إلا أن تعزز فكرة أنّه غير جدير بالثقة لإتخاذ قررات مناسبة بمفرده، فمن المهم أن توازن بين منحه القدرالمناسب من الحرية وبين توجيه الإرشادات له.
إمنحه الكثير من الفرص ليمارس المهارات التي علمته. دعه يجرب العواقب وسيتعلم من أخطائه، ومع مرور الوقت سيزيد من ثقته بقدراته في إنتقاء ما هو مناسب.
ساعده في تطوير حديث النفس الإيجابي
تلعب نجوى إبنك المراهق دورًا هامًا في مشاعره إتجاه نفسه، فإذا كان يفكر دائمًا "إنني دميم الشكل" أو "لا أحد مثلي" فسيشعر بمشاعر سيئة إتجاه نفسه، لهذا عليك أن تعلمه كيف يتحدث عن نفسه بشكل سليم.
قم بالإشارة إلى الأفكارغير الصحيحة وبيّن له أنّه حين يكون فظًا فإنّ ذلك يضر بمصلحته. علمه أن يتجنب الأفكار اللاعقلانية مثل "سأفشل لأنني غبي" وأن يقول بدل ذلك قولًا أكثر واقعية مثل
"سأنجح بمادة الرياضيات إن بذلت جهدًا."
المصدر: من هنا