كيف تَلتَزم بِبَرنامجك التدريبي؟ استمتع وشارك أصدقاءك
تُظهر لنا هذه الأبحاث أسرار الحفاظ على النشاط على المدى البعيد.
أثبت العلم أهمية التمرين ، حيث تُظهر الدراسات المتلاحقة أنّ الأنشطة البدنية أساس الصحة والحيوية. ولكن إذا لم يكن التّمَرُّنُ أمراً معتاداً لديك، فقد تواجه صعوبة في الالتزام به. ووفقا لمراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها فإنَّ أقلَّ من ربع البالغين الأمريكيين يمارسون التمارين بالقَدرِ الموصى به أسبوعيًا.
ولحسن الحظ، توجد مجموعة متزايدة من الأدلة تَكشف عن العوامل التي ستساعدك على الحفاظ على نشاطك على المدى االبعيد.
وقد قام الباحثون في دراسةٍ نشرت الربيع الماضي بمتابعة مُتمرنين مبتدئين لديهم عضوية في نادي اللياقة البدنية لمدة تصل إلى اثنا عشر شهرًا، حيث طَلب الباحثون منهم ملء استبيانات حول تجاربهم. وقامت هذه الدراسة برصدِ ثلاثةِ عواملَ أدت إلى التزام المشاركين بجدولِ تدريبٍ روتيني منتظم، وهي: اختيار أنشطة ممتعة –كان المشاركون يَتَطلعون للقيام بها، والشعور بأنهم أصحاب قرار (بمعنى أنّهم يؤمنون بقدرتهم على النجاح)؛ والدعم الاجتماعي من الأهل والأصحاب.
يتأتى الدّعم الاجتماعي بشكل متكرر في المؤلفات من خلال التأكيد على روتين التمارين. وفي دراسة نشرتها مجلة علم وظائف الأعضاء العام الماضي، طُلب من الأفراد المشاركة في اختبار قوة قبضة اليد مع تَوَفُرِ الدعم الاجتماعي وبدونه؛ فكان أداء من تلقوا الدعم الاجتماعي أفضل بكثير في هذا الاختبار، حيث وصف المشاركون صعوبة المراحل بأنها أسهل مما تبدو -حتى في أصعب مراحل الاختبار.
ماذا نَعني بالدعم الاجتماعي في سياق التمارين البدنية؟ نشرالباحثون الكنديون مراجعة منهجية في المجلة العالمية لعلم النفس الرياضي والتدريبي، حيث بَيَنَت هذه المراجعةُ نوعَ الدعم الاجتماعي الفعال في مساعدة الناس على الالتزام بعادة ممارسة التمارين. فقد وجدوا أنّ الدعم العاطفي عنصرٌ بالغ الأهمية في البدء باتّباع البرامج التدريبية والمداومة عليها. وقد يأتي الدعم العاطفي من شخص تَشكو إليه ما يؤرقك ، أو شخص يعطيك دفعةً إلى الأمام عندما يشتد الأمر أو يزداد صعوبة.
أمّا فيما يتعلق بالدعم المادي –كإيصالك إلى النادي أو تقديم هدية من المُعدات التدريبية- فإنّه لا يساعد المشاركين على البدء باتباع روتين تمريني جديد، ولكنّه يساعدهم في الحفاظ على تقدمهم في الأنشطة البدنية.
وإذا سبق لك الشروع في برنامج تدريبي، فمن المحتمل أنّك قد قابلت ذلك النوع القلق من الأشخاص والذي يقدمك لك النصح بأن لا تثقل كاهلك أو أنّك قد تتسبب الضرر لنفسك.
وتُصنّف الدراسة هذا النوع من التعليقات كنوع من الدعم الاجتماعي السلبي، كما وجدت أنَّها تثبِّط من العزيمة. فإذا كان هنالك أشخاص مثبّطون في حياتك، فمن الأفضل تجاهلهم.
وقد وَجَدَتْ بعض الدراسات أنّ تقديم التشجيع من الأهل والأصدقاء يؤدي غالبا إلى انخفاض احتمالية المشاركين للتمرين مستقبلا. ومن العجيب أنّ هنالك دليلا قويا على أنَّ الأشخاص المُرْغَمين من قبل أصدقائهم والمقربين إليهم على ممارسة الأنشطة البدنية يتجنبون القيام بهذه الأنشطة. ويمكن توضيح هذا الأمر حسيًا، فحين يعتقد الناس أنهم مكرهون أو مجبرون على فعل شيء ما، فسيقومون في غالب الأمر بالتمرد على هذا الأمر؛ وعلى النقيض من ذلك، عندما يعتقدون أنّ شخصًا ما يوافقهم الرأي، فالغالب أن يكون لهذا النوع من الدعم تأثير إيجابي.
وإليك رسالة
عليك أن تتذكرها: هناك عناصرُ مهمة يمكن أن تساعدك في الالتزام بروتين التمارين. اختر نشاطًا تستمتع به، وكن واثقا بقدرتك على بلوغ هدفك، وابحث عن نظام دعم
اجتماعي يشجعك ويعينك، ولا يضغط عليك أو يكرهك عليه أحد.
ترجمة: محمد عبد النبي جبرين أبو ماضي
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا