الربوّ خلال فصل الصيّف
تتسبب الحرارة، والرطوبة، وكافة مُثيرات الحساسيّة في تأزم أعراضه
بقلم الدكتور بات باس
إذا كنت مصابًا بالربو، فإن فصل الصيف من الفصول المتعبة، إذ تؤثرُ
الحرارةَ والرطوبةَ على الممرات الهوائية، وتسبب أزيز الصدر، وضيقاً في النفس،
بالإضافةِ إلى أعراضٍ أُخرى، مما يزيد من احتماليّة التعرض لنوبات الربو.
وبصرف النظر عن نوع الربو الذي تعاني منه، فإن كُنت تعاني من الربو
التحسسي، ستجدُ صعوبة في التغلب على المرض. حيث تزداد مُثيرات الحساسية كغبار الطلع
والعفن خصوصاً في الطقس الحار والرطب. ويصح الأمرَ ذاتهُ في حالات الربو الناجم عن
ممارسة الرياضة؛ كونك تصبحُ أكثر نشاطاً في الهواء الطلق خلال فصل الصيف.
أعراض ربو الصيف
على الرغم من أن أعراض الربو أكثر شيوعًا في فصليّ الخريف والشتاء، فإنّ فصل الصيف ينفرد بعدد من المخاطر
الحرارة: إن مجرد إصابتك بالربو يعني حساسيّة
رئتيكَ بشكل خاص للحرارة الشديدة، فتنفُسكَ للهواء الساخن يؤدي إلى تضرر الممرات
الهوائية ويُفاقم الأعراض.
وعلاوة على ذلك، قد تصاب بالجفاف، ومن الطبيعي ارتفاع معدل التنفس، مما يلعب دوراً في ظهور الأعراض.
الرطوبة: من الصعب تنفس الهواء الرطب فهو هواء ثقيل، خاصةً في الطقس الحار. بالإضافة إلى أنَّ الهواء الرطب يجعل مهيّجات الرئة مثل حبوب اللقاح، والعفن، وعثة الغبار والأماكن المغلقة عالقة فيه.
الأوزون: الأوزون هو نتاج مواد كيميائية في الغلاف الجوي وضوء الشمس. وبناءً على دراسات أجراها بعض الباحثين تبين أنَّ هذا التلوث الكيميائي يسبب تفاقم الربو ، وقد أظهرت تدهورًا في وظائف الرئة بعد وصول الأوزون إلى أعلى مستوياته، مما يؤثّر على مرضى الربو وحتى الأصحّاء.
مُثيرات حساسية الصيف: إذا كُنت تعاني
من الربو التحسسي الناجم عن مسببات معينة للحساسية، والتي تنتشر في أشهر حزيران،
وتموز، وآب، فمن المرجح تعرضك كثيرًا لنوبات الربو خلال تلك الأشهرِ.
·
من
آذار(مارس) إلى حزيران (يونيو): زيادة
انتشار حبوب لقاح الاشجار
·
من
أيار (مايو)إلى بداية حزيران (يونيو): زيادة
انتشار حبوب لقاح الأعشاب
·
حزيران
(يونيو): ذروة انتشار أبواغ العفن في الهواء الطلق، وتتراجع
بعد الصقيع الأول.
·
من آب (اغسطس)إلى
الصقيع الأول: زيادة انتشار حبوب لقاح الأعشاب الضارة (تبلغ
ذروتها يومياً في فترة الظُهر).
الدخان: تتعرض بشكل كبير للدخان من
نيران المخيمات الصغيرة وحتى حرائق الغابات العنيفة، د خلال أشهر الصيف. حيث يحمل
الدخان جسيمات دقيقة تدخل إلى الشعب الهوائية وتؤثر بشكل كبير على الربو.
علاج ربو الصيف
إذا كان لديك تاريخٌ مرضي لتفاقم الربو في فصل الصيف، فتعاون مع
مقدم الرعاية الصحية لوضع خطة عمل موسميّة، تتضمن إدراج أدوية إضافيّة أو تدابير لنمط
حياتك.
وستكون الأساس لاستقبال الصيف وإبقاء أعراض الربو تحت السيطرة.
إلا في الحالات التالية:
·
استخدام
مٍنشَقة الإنقاذ أكثر من مرتين في
الأسبوع.
·
تُعيق
أعراض الربو النوم أكثر من مرتين في الشهر.
·
تحتاج
إلى تجديد مٍنشَقة الإنقاذ أكثر من مرتين في السنة.
تأكّد من اتباعك لخطة العمل الخاصة بالمرض، وتجنب مثيرات الحساسية،
والتزم باتباع جرعات العلاج التي يصفها مقدم الرعاية الصحية.
وقد تتضمن هذه الإجراءات تناول أدوية يومية للسيطرة على الربو التحسسي
ومنع ظهور أعراضه وأدوية الإنقاذ لعلاج الأعراض الحّادة.
فإذا كنت تُعاني من الربو التحسسي الذي يسبّبه مثير معروف للحساسيّة،
فأفضل ما يمكن فعله هو تجنب هذا المثير بقدر الإمكان.
وإن لم تستطع، بإمكانِ مقدم الرعاية الصحية تعزيزِ نظام العلاج ليتضمن
ما يلي:
· مضادات الهستامين الفموية: تعمل مضادات الهستامين على تنبيه الجهاز المناعي عند فرط الحساسيّة؛ وتمنع التضيّق القصبيّ وهو (تضيّق الشعب الهوائية) وإنتاج المادة المُخاطيّة. يستغرق مضاد الهستامين الفموي مدة أسبوعين ليظهر تأثيره، لذا عليك البدء بتناوله قبل بدء ذروة مسبّبات الحساسيّة.
· بخاخ مزيل احتقان الأنف: يُخفف من الأعراض على المدى القصير، ومع ذلك لا يمكن استخدامه خلال فصل الصيف. لأنَّ الإفراط في استخدامه، يُزيد من شدّة الأعراض. كما عليك استشارة مقدم الرعاية الصحية أو الصيدلانّي حول عدد مرات استخدام البخاخ الأنفيّ دون حدوث ضرر.
· بخاخ الستيرويد الأنفي أو كرومولين الصوديوم الأنفي: يمكن استخدام هذا النوع من البخاخات بدون وصفة طبيّة، مثل بخاخ فلوناس (فلوتيكاسون) الذي يُعتبر من أكثر الأدوية الفعّالة والآمنة، إذ تُستخدم عند الحاجة فقط.
·
محلول الإرواء
الملحيّ: يتضمن هذا تنظيف الجيوب الأنفيّة بالمحلول الملحي
؛ للتخلص من غبار الطلع ومسبّبات الحساسيّة الأُخرى. وهنالك طريقةٌ واحدةٌ لفعل
هذا باستخدام أداة بسيطة تُدعى وعاء نيتي، ويمكنك شرائه من الصيّدلية المحليّة.
الوقاية
من الصعب تجنب مسبّبات الحساسيّة جميعها، خاصةً إن كُنتَ من محبّي
النزهات في الطقس الدافئ؛ لذا من الممكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية في فترة
الصيف، بالإضافة إلى اتّباع خطتك العلاجية:
·
تحقّق
من عدد حبوب اللقاح في منطقتك. يمكنك الحصول
على تلك المعلومة من نشرة الأخبار المحليّة على التلفاز أو عبر الإنترنت، ومن
تطبيقات الطقس وتوقعات حبوب اللقاح على الهواتف الذكية، أو حتى من موقع إدارة
التحسس الوطني.
·
ابقَ
في المنزل خلال الطقس السيئ. عليك تخفيف نشاطاتك الخارجية قدر
المستطاع، خلال فترات الحرارة الشديدة والرطوبة العالية، وفي الأيام التي تزيد فيها حبوب اللقاح أو يزداد
دُخان الحرائق، وفي الأيام التي تنذر بقدوم عاصفة، وتُنذر بغاز الأوزون (وحتى
بضعةِ أيامٍ بعدها).
·
استحم
بعد الانتهاء من نشاطاتك الخارجية. للتخلص من حببوب
اللقاح أو أيَّ مُهيّجاتٍ أخرى..
·
لا
تسمح للغبار بالتراكم في منزلك. قد تختلط حبوب اللقاح مع الغبار
وتتجمع لفتراتٍ طويلةٍ. أغلق النوافذ، وتخلص من الغبار (يمكن ارتداء قناع الوجه) لتجنب
استنشاق مسبّبات أو مهيّجات الحساسيّة.
·
استخدم
جهاز إزالة الرطوبة والمكيّف الهوائي. فالحدّ
من الرطوبة في الجو والمحافظة على الحرارة المعتدلة (وليس الباردة المتجمدة)
يُسهّل عمليّة التنفس، كما يعمل على منع نمو العفن.
· خُذ بعين الاعتبار العلاج المناعيّ (حِقن الحساسيّة). تُوصي المعاهد الوطنية للصحة بالعلاج المناعي تحت الجلد لمن يعاني من الربو التحسسيّ بعد سن الخامسة. وقم باستشارة مقدم الرعاية الصحية إذا ما كانت حِقن التحسس مُناسبة لك.
ترجمة: نور الكردي
المصدر: من هنا