لماذا تعتبر القراءة مهمة للأطفال
تضع القراءة حجر الأساس لمهارات
الحياة التي يحتاجها الأطفال خلال رحلة نضوجهم. وهي جزء لا يتجزّأ من المدرسة والأوساط
الأكاديمية، فضلاً عن كونها عاملاً مهماً في تعزيز الوعي في عالمنا الذي نعيش فيه.
أضف إلى ذلك أنّ للقراءة دور فعّال في تحسين الصحة العقلية.
الأداء الأكاديمي
تعتبرمهارات القراءة
والكتابة وجهان لعملة واحدة. وفي هذا الخصوص، يقول الدكتور ريسبورد: " تنّمي القراءة
لطفلك وعيه الصوتي للحروف، وتعرّفه على المفردات وتطوّر المبدأ الأبجدي
لديه."
و تعتبر القراءة عاملاً أساسياً للنجاح في العديد من المواد الدراسية الأخرى؛حيث
يتمّ اكتساب وتعلم جميع المواد والمجالات الأكاديمية الأخرى من خلال القراءة، كما تقول
كلير كاميرون، الحاصلة على شهادة الدكتوراه، ومديرة برامج الطفولة المبكرة والطفولة
وبرامج الدكتوراه في قسم التعلم والتعليم في جامعة بافالو (جامعة ولاية نيويورك).
كما يميل الأطفال
الذين يقرأون بطلاقة إلى تحقيق إنجازات وأداء أكاديمي أفضل من غيرهم، ويمكن أن يشمل الأمر مؤشّرات أخرى للنجاح المدرسي
كالتقييمات المدرسية، كما تقول الدكتورة كاميرون. علاوةً على ذلك، ترتبط مهارات القراءة
المبكرة بمعدلات التخرّج. فتضيف قائلة: "ما يقارب الـ 20% من الأطفال الذين
لا يحقّقون المستوى المطلوب في القراءة في الصف الثالث، لا يمكنهم التخرج من
المرحلة الثانوية". "في حين أنه لا يفشل في اجتياز المرحلة الثانوية في
السنة المحددة سوى 4% فقط من القرّاء المتمرّسين في الصف الثالث."
فوائد القراءة
على الصحّة العقلية
قد تجعلنا القراءة هادئي الطبع وهانئين. يقول الدكتور نيس:"تُظهر
الدراسات أن القراءة تنشّط الأجزاءً المرتبطة باللغة في الدماغ". "والأروع
من ذلك هو أن القراءة تخفّض ضغط الدم، كما أنها تبني المواد الكيميائية العصبية المرتبطة
بالمتعة والفرح، وتساعد على تنظيم معدلات نبضات القلب."
أما مشاركة الكتب مع طفلك فتجعلك أقرب إليه خلال رحلة اكتساب المعرفة. وبهذا الخصوص، تقول صوفي ديجينير وهي متخصّصة في مجال محو الأمية ومعلمة مدرسة ابتدائية سابقة وأستاذة مشاركة في جامعة لويس الوطنية في إلينوي: "القراءة بصوت عالٍ تعزّز الترابط العاطفي بين الوالدين والطفل، وتدعم تطوير اللغة المبكرة ومهارتي القراءة والكتابة".
و إذا كان هدفك هو تشجيع طفلك على حبّ القراءة، فلا تفكر في وقت القراءة على أنه وقت لتعليم مهارات القراءة والكتابة. فبدلاً من ذلك، يمكنك التركيز على متعة القراءة والاستماع إلى القصص؛ فذلك يعود عليه بالنفع.
يكتسب الأطفال عادة مهارات القراءة والكتابة الأساسية من خلال تجربة القراءة الجهرية معك، كما توضح الدكتورة ديجينر. فتقول: "الكتب التي يمكن للوالدين قراءتها جهرياً هي أكثر تعقيداً مما يمكن أن يقرأه حديثو العهد بالقراءة، لذلك من خلال القراءة االجهرية، ستواظب على بناء مفردات طفلك والاستيعاب السمعي والارتباط العاطفي".
و من الضروري القراءة للصغار، كما يجب عليك المواظبة على القراءة للأطفال الأكبر سنًاً، حتى وإن أصبحوا قرّاءً محترفين. يقول مانسجرغر "أشجّع الآباء على القراءة بصوت عالٍ لأطفالهم كل ليلة حتى الصف الخامس، وكلما تقدموا في العمر، يمكنك زيادة طول النص وصعوبته، وهذا الأمر سوف يكون بمثابة تحدٍّ لخيالهم كما أنه سيزيد مخزونهم من المفردات ويعزز فهمهم للنص."
هذا الأمر مهمّ جداً لأن القراءة قد تبدأ كواجب منزلي لبعض طلاب المرحلة الابتدائية الأكبر سنًا. وتتيح قراءة الكتاب االجهرية لطفلك الاستمتاع بالقصة وتجربة الجانب الممتع من الانغماس في الكتاب، كما يوضح مانسبرجر.
حاول أن تتأكد من أن الوقت الذي يقضيه في الاستماع إلى ما تقرأه ممتع بالنسبة له أيضاً. يقول مانسبرجر: "لا يستفيد الأطفال من اقتناء الكتب في المنزل فحسب، بل يجعلهم يقرؤون قراءة جهرية بحماسٍ واندفاع وهذا مصدر الإفادة". "سيشعرون بطاقتك. والهدف هو إثارة فضولهم وجعلهم مولعين بالقراءة حتى يصبحوا قرّاءً مستقلين ويسعون إلى التعلم مدى الحياة."