حيلة الخمس دقائق الجديدة تجعل طفلك يخلد إلى النوم من جديد
بقلم
نيخيتا ماهتاني
يدرك جميع الآباء والأمهات الجدد حجم
المعاناة التي يتحملونها عندما يخلدون إلى النوم ومن ثم يستيقظون على صوت بكاء
الرضيع الصادر عن جهاز مراقبة الأطفال. إذ يعد هذا الأمر مرهقاً للغاية، ولا شك
أنك قد جربت جميع الوسائل من تنطيط الطفل وهزه إلى االأرجحة، والغناء، والتقميط
لتهدئته.
ففي حين يشير البحث الشائع إلى أنَّ
طريقة ترك الرضيع "يبكي" ويهدّئ نفسه بنفسه هي طريقةٌ مجدية، حيث نُشرت
دراسة جديدة في 13 أيلول (سبتمبر) 2022عام والتي اقترحت طريقةً أخرى لجعل الرضيع
يتوقف عن البكاء. إذ تقدم الدراسة المنشورة في مجلة علم الأحياء الحالي طريقةً
"لتهدئة الطفل ومساعدته على النوم" باستخدام ما يسمى الاستجابة
الانتقالية، والتي تهدف إلى مساعدة الوالدين على إعادة أطفالهم إلى السرير بطريقة
أكثر فاعلية.
يمكنك اعتماد هذه "الحيلة"
لجعل الطفل الباكي يعود إلى النوم
وفقاً للدراسة، فإن حمل الطفل والمشي
لمدة خمس دقائق يزيد من فرصة خلوده إلى النوم بشكلٍ كبير، ولكن يجدر التنبيه إلى
ضرورة جلوس المربية بعد ذلك والانتظار من خمس إلى ثماني دقائق قبل أن تضع الطفل في
سريره. حيث تشير الأبحاث إلى أن ذلك يقلل من احتمالية استيقاظه مرةً أخرى.
شملت الدراسة 21 أماً، وأطفالاً
يبلغون من العمر سبعة شهور وأكثر. حيث استخدم الباحثون مخططات كهربية للقلب
وكاميرات فيديو لمقارنة التغيرات في معدلات نبضات قلب الرُّضع وسلوكياتهم في الوقت
الذي تُجرب فيه الأمهات أربع طرائق مختلفة لجعل أطفالهم يعودون إلى النوم. فقد
كانت هذه الطرائق المختلفة هي حمل الطفل والمشي، وحمله بينما تكون الأم جالسة،
ووضعه في السرير النقال، ودفعه في عربة الأطفال. وتمت مقارنة سلوكيات الأطفال بعد
ذلك –سواء أكانوا نائمين، أم مستيقظين، أم يبكون- بالبيانات المتعلقة بمعدل نبضات
قلوبهم.
وقد أظهرت النتائج أن طريقة حمل
الطفل والمشي هي أكثر الطرائق فاعلية لإسكات الطفل، فقد عملت على تهدئة جميع
الأطفال، وساهمت في جعل نسبة 45.5 في المائة من الأطفال يخلدون إلى النوم في غضون
خمس دقائق. إضافةً إلى ذلك، كان ما نسبته 18.2 في المائة من الأطفال مستيقظين
عندما توقفوا عن البكاء ولكنهم خلدوا إلى النوم بعد دقائق بينما كانت أمهاتهم يحملنهم
وهن جالسات. ووفقاً للباحثون، فإن هذا يعني أن الأطفال يدخلون في المرحلة الأولى
من النوم ويستقرون بعد دقائق معدودة فقط.
وبناءً على هذا البحث، فإن
"الحيلة" لجعل الطفل الباكي يعود إلى النوم سهلة كطريقة حمل الطفل
والمشي لمدة خمس دقائق كونها تترك أثراً لطيفاً، خصوصاً عندما يكون الطفل قريباً
من مربيته، ولكن يقول البعض أن وضع الطفل في السرير أو المهد مباشرة بعد خلوده إلى
النوم يزعجه، لذا وبدلاً من ذلك يُحبذ أن تنتظر المربية من خمس إلى ثماني دقائق
(حتى ينام الطفل بعمق) ثم تضعه في سريره.
ووفقاً لليزا هوانج، وهي طبيبة أطفال
في مستشفى بروفيدانس ميشين وحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب، فإن هذه الدراسة
تُظهر وجهة نظر موضوعية لأطباء الأطفال- وهي أن مشي الأم حاملةً طفلها هي تقليد
للحركة التي كان يشعر بها الطفل عندما كان في الرحم.
وقالت الطبيبة هوانج "إنها
دراسة مثيرة للاهتمام كونها تبحث وتقر السلوكيات التي تقوم بها الأمهات وحتى
الأمهات الجدد فطرياً. وأضافت "من المنطقي أن تُظهر النتائج أن حمل الطفل الباكي
والمشي يساعد في تهدئته، وهي الحركة التي يجدها الأطفال مريحةً وتوافق البيانات
الموضوعية، حيث يثبت معدل نبضات القلب خارج الرحم ذلك." كما أشارت إلى أن
الاتصال الجسدي مع الأم يُعطي الطفل شعوراً كما لو كان داخل الرحم.
ما هي الوسائل غير
المجدية في جعل الطفل يعود إلى النوم؟
نعلم جميعاً أن الأطفال مختلفون وما
يجدي مع أحدهم قد لا يُجدي نفعاً مع آخر.
وجد الباحثون أن الطرائق الثلاث
الأخرى ليست فعالة كحمل الطفل والمشي به، إذ يقولون أن السبب في ذلك يعود إلى أنه
عندما ينام الأطفال تنخفض معدلات نبضات قلوبهم، وعندما يفزعون أو يبدأون بالبكاء
تتسارع نبضات القلب لديهم، وبما أن نبضات قلب الطفل تتسارع عند الاستيقاظ فإن حمله
والمشي به يُبطِّئ من سرعة نبضات القلب بمعدلٍ كافٍ مما يساعده على النوم.
وقد توصل الباحثون إلى الأسباب التي
غالباً ما تُهدئ الأطفال عندما تمشي أمهاتهم حاملاتٍ إياهم. فقد قالوا إن الأطفال
يبقون متيقظين عندما يفقدون التواصل الجسدي مع أمهاتهم- وليس عندما تلامس أجسادهم
السرير- فعلى سبيل المثال إنّ هز الطفل في العربة دون التواصل مع جسد الأم قد يزيد
من تيقظه، وينطبق الأمر ذاته عندما يُترك الطفل وحيداً في السرير.
إن الجلوس مع الأم ليس فعالاً حتى
ولو استمر التواصل الجسدي بين الطفل وأمه، إذ يكمن السبب في كون الحركة عاملاً
أساسياً في تهدئة ضربات قلب الطفل، فالاتصال الجسدي مع الأم هو ما يهدئ الطفل.
وبما أن سير الأم حاملةً الطفل يتضمن هذين التأثيرين، فهذا يجعل منها الطريقة المثلى
لإعادة الطفل إلى النوم.
هل يبنغي لي أن أتبع طريقة
ترك الطفل يبكي حتى يخلد إلى النوم؟
في حين أنَّ هذه الدراسة لم تقارِن
طريقة ترك الطفل يبكي بالطرائق الأخرى لجعل الطفل يخلد إلى النوم، وقد توصلت دراسة
أجريت في عام 2016 إلى أن هذه الطريقة غير فعالة. ويؤمن مؤيدوا طريقة ترك الطفل
يبكي بمدى فعالية هذه الطريقة، إذ وبعد أول تجربة يخوضها الأطفال يتعلمون النوم
بشكل أفضل وبنفسهم. ووفقاً لهذه الدراسة، فإن مجموعة الأطفال الذين تم اتباع هذه
الطريقة معهم ناموا لمدة أطول ب 20 دقيقة من الأطفال الآخرين. فقد تكون خياراً
جيداً بالنسبة لك إذا أردت تجربتها وكنت لا تمانع ترك طفلك يبكي قليلاً قبل أن
تذهب لتهدئته.
يقول هارفي كارب، وهو طبيب وخبير في
تنمية الأطفال وباحث في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وحاصل على شهادة
الدكتوراه في الطب، إنه حتى ولو كانت تشير هذه الدراسات إلى أن هذه الطريقة فعالة،
فقد لا تكون المثلى. فقد قال "أوصي باتباع طريقة ترك الطفل يبكي عندما يكون
الوالدان متوتران وغير قادرين على التحمل ويريدان أن يقوما بأي شيء بسرعة ليحافظا
على سلامة عقليهما ويتجنبا أي حوادث خطيرة- كما تظهر نتائج هذه الطريقة في غضون
ثلاثة أو أربعة أيام".
وأضاف الطبيب كارب "على النقيض
من ذلك، من المهم أن يدرك الآباء أن الأطفال مختلفون وما قد يجدي مع أحدهم قد لا
يجدي نفعاً مع الآخر. كما أنه من المهم أن يقوم الآباء بالبحث وتجربة طرائق مختلفة
لتحديد أيها أفضل وأنسب لهم."
اقتراحات أخرى لمساعدة
طفلك على النوم
إلى جانب طريقة ترك الطفل يبكي
والاقتراحات الأخرى المذكورة في هذه الدراسة، يوصي الطبيب كارب أيضاً باتباع تقنية
تستخدم مزيج من الضوضاء البيضاء والحركة للمساعدة على تهدئة طفلك وجعله يعود إلى
النوم.
وقال "أخيراً وليس آخراً، نريد
حقاً أن نُعلِّم الأطفال كيف يمكنهم تهدئة أنفسهم بأنفسهم، الأمر الذي يضمن عودتهم
إلى النوم دون مساعدة عندما يستيقظون في منتصف الليل." كما أضاف "أوصي
بنموذج للتدريب على النوم الخفيف والذي أطلقت عليه اسم طريقة "استيقظ
ونم."
ووفقاً للطبيب كارب، فإن طريقة
استيقظ ونم تستخدم الضوضاء البيضاء والهز لتهدئة الطفل وجعله ينام. "ولكن
عندما تضع طفلك في سريره، عليك إيقاظه بلطف من خلال مداعبته بنعومة، حيث سيفتح
عينيه وبعد ثوانٍ قليلة سيغلقها وينام" كما أوضح الطبيب كارب. وأضاف
"أَعلمُ أن إيقاظ الطفل النائم يبدو أمراً سخيفاً، ولكن هذه الثواني القليلة
التي يملؤها النعاس عند الاستيقاظ تُعلِّم طفلك أنه قادرٌ على تهدئة نفسه بنفسه
والنوم خلال الليل!"