كيف تجعل أبناءك يصغون لإرشاداتك ويتبعونها؟
من دور
الآباء إرشاد الأبناء طوال حياتهم، ومن المحتمل أن تشعر أن بعض الإرشادات مهمة
بشكل خاص ليتبعها أبناؤك. لكن كيف يمكنك التأكد من أن أبناءك سوف يصغون إلى ما
تقول؟
يعد
توضيح الأفعال التي يمكن للأبناء تنفيذها بما يتناسب وطبيعتهم أو شخصيتهم إحدى
الطرق التي تساعد على التوجيه المناسب . وقد شاهد معظمنا أقرانًا أو زملاءً يتعاملون
مع مواقف بأساليب نالت استحساننا ولكننا شعرنا أنّه لا يمكن أن تصدر منّا.
وقد
تعتقد أيضاً أن هناك طريقة مثالية واحدة يجب أن يستجيب بها أبناؤك في موقف معين،
خاصة إذا كنت تظن أنّ ردَّهم بشكل مختلف سيدفع شخصاً ما إلى إساءة معاملتهم. وعلى
الرغم من أنك قد تكون على صواب، إلا أنه من المهم أن تضع في الحسبان أن ذلك الأمر
سيستمر طوال رحلة التربية.
غالباً
ما تحدد طريقة تقديم الإرشاد احتمالية تطبيقه. فنظراً إلى أنّ معظمنا لا يرغب في
سماع انتقاد سلبي بشأن أفعاله، فإنّ الطريقة التي تتم بها مواجهتنا بعيوبنا تُمثل
جانباً مهماً.
يتصف بعض الأشخاص بالحساسية عند التعقيب
على فعل في حال كان الكلام الموجّه لهم يحمل لهجة قاسية. عند تقديم الإرشاد لابنك فكِّر
فيما إذا كنت تلمِّح في حديثك إلى سمة متأصلة في شخصيته والذي سيجعله يصرف تركيزه
عن الإجراء التصحيحي الذي تريد أن يتخذه ويجعله يركِّز بدلاً من ذلك على مدى كونه
خيبة أمل بالنسبة لك.
هل تصدر أحكامًا على الآخرين بشكل صريح؟ إذا كان الأمر كذلك، فسوف يتعلم أبنائك بسرعة معاييرك للمديح والانتقاد. وسوف تتزايد لديهم أيضاَ الرغبة في معرفة رأيك في أفعالهم.
لن يكون الأمر مهماً إذا كنت تعبّر عن آرائك بشكل صريح أم لا. وهذا ما يُسمى بالتعلم غير المباشر، وكثيراً ما يقوم الآباء بتعليم أبنائهم بهذه الطريقة على الرغم من قيامهم بذلك بشكل لا إرادي في كثير من الأحيان.
ما هي أفضل
طريقة في اعتقادك لإبداء الملاحظات؟ بادئ ذي بدء، حاول أن تتجنب استخدام كلمات مثل
"دائماً" أو "أبداً" فهي كلمات تدل على التطرُّف والصفات المطلقة،
وعادة ما تكون هناك استثناءات تجعل مثل هذه العبارات غير صحيحة.
بالإضافة
إلى ذلك، إذا كنت على علم بالأسباب التي قد تجعل ابنك أو ابنتك لا يأخذان بنصيحتك،
فإن معالجة هذه الأسباب من البداية تُعد فكرة جيدة.
إذا أردت
أن يضع أبناؤك خيارات أخرى في عين الاعتبار بدل الخيارات التي يميلون إلى اتِّباعها، فعليك
التفكير ملياً في الأسئلة التي تعكس مشاعرك مثل:
مع تقدُّم أبنائك في العمر، فإنه يمكنك أن تكون أكثر وضوحاً معهم بشأن مقاصدك وأن تسألهم مباشرة عن أفضل الطرق التي بإمكانك اتباعها عند تقديم إإرشاد. فيمكنك قول شيء مثل: "هل تعلم أن جُل ما أتمناه، كوني والدك، هو مساعدتك على تجاوز المواقف الصعبة بسهولة وتحقيق نجاحات أكثر مما حققت أنا. لكنني أدرك أيضاً أنني قد لا أقدم دائماً الإرشادات بالأسلوب الذي ترغب به. هل يمكن أن تعطيني فكرة عن الطريقة التي تفضلها؟"
أي من هذه النصوص هي عبارة عن مسودات ويمكنك تغييرها كما يناسبك لتعبّر عن ذاتك الحقيقة. ومثلما أوضحت أن أبناءك قد لا يحسنون التصرف على نحو مثالي في موقف ما، فقد لا تتوصل أنت أيضاً إلى الطريقة المُثلى عند تقديم الإرشاد لهم.