For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيف تجعل أبناءك يصغون لإرشاداتك ويتبعونها؟

 كيف تجعل أبناءك يصغون لإرشاداتك ويتبعونها؟

فكّر ملياً في ما تقول وفي أسلوب تحدُّثك.

بقلم باميلا دي براون

من دور الآباء إرشاد الأبناء طوال حياتهم، ومن المحتمل أن تشعر أن بعض الإرشادات مهمة بشكل خاص ليتبعها أبناؤك. لكن كيف يمكنك التأكد من أن أبناءك سوف يصغون إلى ما تقول؟

نقدّم لك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على تقبل أبنائك للتوجيه والإرشاد، بالإضافة إلى بعض الاقتراحات حول طرق التواصل معهم لتشجيعهم 
على السمع والطاعة.


يعد توضيح الأفعال التي يمكن للأبناء تنفيذها بما يتناسب وطبيعتهم أو شخصيتهم إحدى الطرق التي تساعد على التوجيه المناسب . وقد شاهد معظمنا أقرانًا أو زملاءً يتعاملون مع مواقف بأساليب نالت استحساننا ولكننا شعرنا  أنّه لا يمكن أن تصدر منّا.

فعندما تقدِّم حلولاً لأبنائك، ضع في اعتبارك الاختلافات المزاجية أو النضجية بينك وبينهم والتي قد تجعل من الصعب عليهم تطبيق إرشاداتك. وبالرغم من أنك ترغب في تعزيز قدرة أبنائك على تجربة حلول مختلفة للمشاكل، إلا أنه من المهم ألا تكون الحلول التي تقدِّمها غير قابلة للتطبيق بالنسبة لهم.

وقد تعتقد أيضاً أن هناك طريقة مثالية واحدة يجب أن يستجيب بها أبناؤك في موقف معين، خاصة إذا كنت تظن أنّ ردَّهم بشكل مختلف سيدفع شخصاً ما إلى إساءة معاملتهم. وعلى الرغم من أنك قد تكون على صواب، إلا أنه من المهم أن تضع في الحسبان أن ذلك الأمر سيستمر طوال رحلة التربية.

فدورك لا يتجلّى في تقديم أفضل الإرشادات في الوقت الحالي فحسب، بل يهدف إلى تنمية المهارات اللازمة لدى أبنائك لاتخاذ قرارات مستنيرة في المستقبل عندما لا تكون بجوارهم للتأثير على سلوكياتهم. ومن أجل تشجيعهم على المجازفة العقلانية والسليمة، من المهم إيصال فكرة أن عثراتهم الصغيرة ليست أحداثًا كارثية. حيث ينبغي عليك إعلامهم أنّ هدفك الذي ترجوه لهم يتمثل في اكتساب مهارة حل المشكلات على نحو مستقل ومدروس بعد تفكير وتأنٍ والاستعانة بها للتصرف في المواقف المختلفة.


غالباً ما تحدد طريقة تقديم الإرشاد احتمالية تطبيقه. فنظراً إلى أنّ معظمنا لا يرغب في سماع انتقاد سلبي بشأن أفعاله، فإنّ الطريقة التي تتم بها مواجهتنا بعيوبنا تُمثل جانباً مهماً.

بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن سماع قول أنّ أفعالهم من المحتمل ألا تُفضي إلى تحقيق نتائج إيجابية يجعلهم يشعرون
بالخجل أو الإخفاق. حتى الإرشادات المهمة من المرجح أن يتم تجاهلها إذا تم تقديمها بطريقة يغلب عليها طابع الإذلال أو الازدراء أو السخرية.

يتصف بعض الأشخاص بالحساسية عند التعقيب على فعل في حال كان الكلام الموجّه لهم يحمل لهجة قاسية. عند تقديم الإرشاد لابنك فكِّر فيما إذا كنت تلمِّح في حديثك إلى سمة متأصلة في شخصيته والذي سيجعله يصرف تركيزه عن الإجراء التصحيحي الذي تريد أن يتخذه ويجعله يركِّز بدلاً من ذلك على مدى كونه خيبة أمل بالنسبة لك.

فلابدّ أنّك لا تريد أن يعاني أبناؤك من الاختيار بين تنفيذ إرشادك في الوقت الحاضر و الدفاع عن أفعالهم السابقة.

هل تصدر أحكامًا على الآخرين بشكل صريح؟ إذا كان الأمر كذلك، فسوف يتعلم أبنائك بسرعة معاييرك للمديح والانتقاد. وسوف تتزايد لديهم أيضاَ الرغبة في معرفة رأيك في أفعالهم.

لن يكون الأمر مهماً إذا كنت تعبّر عن آرائك بشكل صريح أم لا. وهذا ما يُسمى بالتعلم غير المباشر، وكثيراً ما يقوم الآباء بتعليم أبنائهم بهذه الطريقة على الرغم من قيامهم بذلك بشكل لا إرادي في كثير من الأحيان.

فعلى سبيل المثال، إذا رآك أبناؤك تتجاهل شخصاً ما أو تستصغر أحدهم لأنه كسول، فسيعرفون عندما تشير لهم أنّهم لا يُعيرون اهتماماً بشأن تحقيق الأهداف أو تحقيق الانجاز الجيد فقد كانت كلماتك تحمل في طيَّاتها وصف "كسول" وأن الكسل يثير استياءك. 


ما هي أفضل طريقة في اعتقادك لإبداء الملاحظات؟ بادئ ذي بدء، حاول أن تتجنب استخدام كلمات مثل "دائماً" أو "أبداً" فهي كلمات تدل على التطرُّف والصفات المطلقة، وعادة ما تكون هناك استثناءات تجعل مثل هذه العبارات غير صحيحة.

وكما أشرت في مقالات سابقة، فإنه من المفيد استهلال الحديث بجملة لطيفة لا تلقي باللوم على الأبناء. حيث يمكنك بدء الحديث بتعبيرات مثل "ربما فاتك إدراك ذلك"، و"أتساءل عما إذا كان ذلك" و"هل تعتقد أن الأمور كانت ستصبح مختلفة لو ...؟"

بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت على علم بالأسباب التي قد تجعل ابنك أو ابنتك لا يأخذان بنصيحتك، فإن معالجة هذه الأسباب من البداية تُعد فكرة جيدة.

فعلى سبيل المثال، إذا كانوا يخشون أن تنتقص من استقلالهم الذاتي، وضِّح لهم أنّ هذا ليس ما تعنيه. حيث يساعد تصحيح أي سوء فهم قد يطرأ في أذهانهم في توضيح سبب تقديمك للتوجيهات.

إذا أردت أن يضع أبناؤك خيارات أخرى في عين الاعتبار بدل  الخيارات التي يميلون إلى اتِّباعها، فعليك التفكير ملياً في الأسئلة التي تعكس مشاعرك مثل:

"ما هو مبتغاك؟"، "ما الذي تأمل في حدوثه؟"، "هل هناك شيء تتمنى أن يفعله الشخص الآخر؟"، "هل تعتقد أنهم سيتقبّلون ذلك؟"، "هل فكرت في ما ستشعر به إذا لم يتقبلوا الأمر؟" "هل سيزعجك ذلك؟"

مع تقدُّم أبنائك في العمر، فإنه يمكنك أن تكون أكثر وضوحاً معهم بشأن مقاصدك وأن تسألهم مباشرة عن أفضل الطرق التي بإمكانك اتباعها عند تقديم إإرشاد. فيمكنك قول شيء مثل: "هل تعلم أن جُل ما أتمناه، كوني والدك، هو مساعدتك على تجاوز المواقف الصعبة بسهولة وتحقيق نجاحات أكثر مما حققت أنا. لكنني أدرك أيضاً أنني قد لا أقدم دائماً الإرشادات بالأسلوب الذي ترغب به. هل يمكن أن تعطيني فكرة عن الطريقة التي تفضلها؟"

أي من هذه النصوص هي عبارة عن مسودات ويمكنك تغييرها كما يناسبك لتعبّر عن ذاتك الحقيقة. ومثلما أوضحت أن أبناءك قد لا يحسنون التصرف على نحو مثالي في موقف ما، فقد لا تتوصل أنت أيضاً إلى الطريقة المُثلى عند تقديم الإرشاد لهم.

وتذكّر أن تتحقق مع أبنائك في وقت لاحق لتعرف مدى نجاح الأمر. فبالإضافة إلى سؤالهم عما إذا كانت استراتيجيتهم ناجحة أم لا، يمكنك أيضاً سؤالهم عما إذا كان هناك شيء آخر كان بمقدروك فعله أو قوله لتقدم الدعم لهم. وستحرز تقدُّمًا في هذا الأمرمع مرور 
الوقت.

ترجمة: آلاء طارق محمد
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads