الحدود في العلاقات
وضع حدود في العلاقات بكفاءة
طريقة تحديد ووضع حدود في علاقاتك.
ما السبب الذي يجعل وضع حدود في العلاقات أمرًا مروعًا؟
إنّه لسبب واحد، هو الشعور بوصمة عارمن وضع حدود في العلاقات تتمثل بالوقاحة و الأنانية.
وبالنسبة لي لا أعتبره وقاحًة عى الإطلاق، لكن هل يعد أنانية؟ بالتاكيد، فوضع احتياجاتك في أولوياتك يمثل الإهتمام بذاتك، لكنه أمٌر لاريب فيه.
إنّ الحدود ماهي إلا حواجز واحتياجات تُعرب عنها لنفسك وللآخرين بغية الشعور بالأمن و السلامة والراحة.
إنّها بالغة الأهمية في العلاقات و أساس الوصول لها هو التواصل، وإن لم تأسس تواصل في أي علاقة فلن تتمكن من وضع الحدود.
وإنشاء حوار لتواصل مفتوح يجعل وضع الحدود أيسر وأطوع.
هناك عدة أنماط للحدود فمنها الجسمانية والعاطفية والجنسية والمالية و الرقمية.
فرفض دعوة أو طلب قد يكون بحدّ ذاته حدًّا لعلاقة حسب النقاش الذي جرى على الاذاعة "باوندري هانتر." وقد أفصحت ضيفة الحلقة ايلا دوف عن المشاكل التي تواجهها في عملها و في المناسبات الاجتماعية ما جعلها تشعر بالارهاق النفسي.
وقد أخبرني البعض أنّ حدودي في العلاقات هي أكثر من حدود الأشخاص العاديين، فهذا ما يفرضه عليّ عملي كوني معالجًة.
ينبغي عليّ وضع حدود بيني وبين والعملاء، لأنّني أود أن أكون أُسوًة لعملائي وهذا جزٌء كبيٌر من مهمتي.
وباعتباري مستشارة العلاقات الزوجية، فإنّني أقوم بتوجيه النقاشات بين الأزواج إلى تعيين ووضع حدود في العلاقات بين الزوجين.
ويعجبني في الأمر أنّنا لا نفرض على أحد الحدود في علاقاتنا، ما هو إلا تفاوض فيما بيننا، فبإمكاننا أن نلتمس منهم ما نحتاج ليس إلا.
وفي حال لم يتبع الشخص ذلك أو أبى، فسيكون ذلك أصعب خطوة في وضع الحدود. وعليك أن تكون متابعًا وثابتًا في موقفك بغية أن يكون هناك حدود بينكما وإلا سيكون ذلك مجرد تهديد.
" لن أكلمك إن صرخت في وجهي"
عليك أن تُنفّذ ما تقول وإلا سيظن ذلك الشخص أنك لست جادًا إلى الحدّ الكافي.
هنا بعض الخطوات تمكنّك من وضع الحدود في العلاقات:
- عليك تحديد الحدود قبل وضعها، وكن على استعداد لشرح ما تقصد و ما سيكون عليه الوضع عند التنفيذ.
- قم باستشارة معالج حول احتياجاتك وأهمية القيود التي ستضعها لهذا الاجراء.
- كن على جاهزية لمتابعة الأمر في حال لم تتحقق احتياجاتك، ألا يوجد طواعية؟ كيف ستتصرف إن تم تجاوز الحد المتفق عليه؟
- قم بشرح الحد الذي وضعت بشفافية وهدوء، ودع للشخص فرصة لكي يستجيب لك ويسألك مايشاء.
- قد يؤدي وضع الحدود إلى التفاوض في بعض الأحيان، واستحضر في ذهنك أنّ تتشبث باحتياجاتك الأساسية، وكن منفتحًا لمواجهة حدود الشخص الآخر.
- وفي حال تضايق الطرف الآخر، فدع التحدث معه لبرهة ثم عُد إليه حين يهدأ، فوضع الحدود قد يسبب حدًة في المشاعر في بعض الأحيان.
إذا وجدت نفسك في مأزق، فقم بمراجعة أحد المختصين في العلاج الأسري، وبإمكانك إحضار أي معالج تفضّل إلى جلسة عائلية للتباحث حول مسائل وضع الحدود.
وأنصح أن يتم التحقق من الحدود على نحو دوري، فقد يحدث تفلت بسهولة لذا فإنّ تعيين وقت محدد للتأكد بنفسك يمنحك الفرصة لتقييم مقدار سريان تطبيق الحدود و تعديل ما تحتاج تعديله بالاتفاق مع الطرف الآخر.
وفي حال كانت الأمور تجري على مايرام، فمن المستحب لك أن تراجع الطرف قائلًا" شكرًا على قبولك تعديل حدّي، فقد قلل ذلك فعلًا من اضطرابي."
بقلم: كاري روسناك
المصدر: هنا