11 نوع من أنواع اللعب الضروري لنمو طفلك

 

11 نوع من أنواع اللعب الضروري لنمو طفلك

 

بقلم اماندا روك

 

يعشق الأطفال اللعب لأنه مصدرمتعة لهم، إلا أنّه يُعَد أيضًا أمرًا جوهريًا لتطورهم بشكل سليم. وفي الحقيقة، يتعلم الأطفال من خلال اللعب ويمارسون مهارات أساسية كالمهارت الإجتماعية والمعرفية والتنظيمية والبدنية والإنفعالية وكذلك الإبداع والتخيل وحل المشكلات. والفوائد التي يمكنهم جنيها من اللعب هي فوائد تدرُّجية، أي أنّ المهارات التي يطورها الأطفال أثناء مرحهم ومن خلال الألعاب تعزز بعضها بعضًا. 

وعلى ما يبدو أنّ الأنشطة البسيطة مثل تدوير الكرة إلى الوراء وإلى الأمام مع شقيق أو إرتداء الملابس تصقل المهارات، مثل تبادل الأدوار والمهارات الحركية الدقيقة و إستقبال الحس العميق ( إدراك الجسم لمكانه في الفراغ) وكسب علاقات صداقة مع الآخرين.  

وأول عالم أجتماعي أشاد بفوائد اللعب كانت العالمة ميلدريد بارتن، حيث قامت بوصف ستة أنواع لعب أساسية يشارك فيها الأطفال، وذلك تبعًا لأعمارهم و حالتهم النفسية ووضعم الإجتماعي، كما وضًّحت الطرق التي يتعلم الأطفال من خلالها ويتفاعلون مع بعضهم بعضًا أثناء اللعب. 

و نعرض فيما يلي أوصاف وتوضحيات عن العمر القياسي لكل مرحلة من مراحل اللعب، علمًا أنّ كل طفل ينمو تبعًا لقدراته وقد يشارك في أنواع اللعب تلك عاجلًا أو آجلًا، ورغم أنّ مراحل اللعب تلك هي تدريجية، إلا أنّها تحدث في نفس الوقت وتبقى ثابتة حين تأتي مرحلة جديدة تليها.

  

اللعب الخالي

 

وهذا النوع يحدث عند الأطفال الرضع منذ الولادة حتى عمر ثلاثة أشهر، وهو أول مرحلة من مراحل اللعب ويتوافق مع عيونهم غير المؤهلة، ويبدون وكأنهم لايلعبون على الإطلاق. و حقيقة النشاط الذي يمارسه الرضيع من مراقبة مايحيط به أو إبداء حركات عشوائية دون قصد واضح، هي لعب خالي، وعلى الرغم من ذلك فهو حتمًا لعب ويُعد الطفل لإكتشاف اللعب في المستقبل.    

ولا يتعين على الوالدين دعم هذا النوع من اللعب فالأطفال يمارسونه فطريًا، ومن المهم إتاحة الوقت الكافي للأطفال للإكتشاف دون مواجهة عائق حتى وإن كان ذلك برفرفة أيديهم وأرجلهم في الهواء.

  

اللعب الفردي ( المستقل)

 

يظهرإبنك في مرحلة اللعب الفردي على أنّه يلعب بمفرده، وهذا النوع من اللعب هو ضروري لأنّه يُعلم الطفل كيف يجعل نفسه مستمتعًا ويضعه في طريق الإكتفاء الذاتي.

والألعاب التي يعتمدها في اللعب المستقل هي ألعاب الأطفال الرضع وحديثي المشي و الألعاب في رياض الأطفال ويمكنهم اللعب بها بأنفسهم، كالحيوانات المحشوة ومكعبات التركيب  والمجسمات وإرتداء الملابس والألعاب التي تصدر أصواتًا وأدوات اللعب والدمى وألعاب الدفع والكتب. 

يمكن لأي طفل أن يلعب بشكل مستقل إلا أنّ هذا النوع من اللعب يبدأ عادة بالظهور في عمر السنتين، وهو غالبًا مألوف بين عمر السنتين وثلاث سنوات، حيث يتمتع الأطفال في هذا العمر بالتركيز الذاتي لحد كبير ولديهم نقص في مهارات التواصل الجيد والمهارات التشاركية. وإذا كان الطفل خجول الطبع ولا يعرف صديق اللعب جيدًا فسيفضل هذا النوع من اللعب حتى عمر أكبرمن ذلك. 

 وقد يستمرالأطفال في رياض الأطفال بتفضيل اللعب المستقل حتى بعد أن يتعلموا طرق اللعب بشكل جيد مع الأطفال الآخرين فهو يمنحهم فرصًا فريدة لإكتشاف إهتماماتهم وأنشطتهم بالطريقة التي تناسبهم. 

اللعب بالمشاهدة

يظهر هذا النوع من اللعب حين يراقب الطفل لعب أطفاٍل آخرين ولا يشاركهم به. وقد يراقب إبنك ما تفعل أنت أو مايفعل البالغين، وهذا النوع من اللعب عادة يكون بين عمر السنتين وثلاث سنوات كما أنّه مألوف عند الأطفال الأصغر سنًا لأنّهم يكونون في مرحلة تطويرالمفردات اللغوية. 

وإياك أن تغفل عن أهمية هذه المرحلة التي تأسس المراحل التي تسبقها. وهي شكل سليم من أشكال التعلم من خلال اللعب وجزء من تجربة اللعب الذي سيختبرها إبنك. 

ويعني أنّ الطفل قد يشعر بتردد وأنّه يحتاج إلى تعلم القواعد وقد يكون الطفل هو الأصغر سنًا بين أقرانه ويرغب أن يمنح نفسه الوقت للمراقبة قبل الإنخراط في اللعب مع الأطفال الآخرين، فالمراقبة تعينه على كسب الثقة بنفسه و تهيئة نفسه لمراحل اللعب في المستقبل. 

ومن خلال اللعب بالمشاهدة، يراقب إبنك وربما يقلد لعب الآخرين فيطور بذلك مهاراته. 

وقد تروق للأطفال ألعابهم في الوقت الذي يكونون منشغلين باللعب بالمشاهدة، إلا أنّ هذا النوع من اللعب يكون بالمراقبة بدلًا من اللعب إلى جانب أقرانهم والذي يسمى اللعب المتماثل، (تابع المزيد فيما يلي) إلا أنّ الأطفال في مرحلة اللعب بالمشاهدة قد يُعقبون على الأنشطة التي قاموا بمراقبتها، فهم يتعلمون طريقة لعب الأطفال الآخرين ويتفاعلون معه ويُعدون أنفسهم للمشاركة القادمة في مثل مجموعة اللعب تلك.

  

اللعب المتوازي

 

قم بوضع طفلين معًا بعمر 3 سنوات في غرفة و هذا ما ستلاحظه: سيقضي الطفلين وقتًا ممتعًا وسيلعبان جنبًا إلى جنب كل في عالمه الصغير، ولايعني هذا أنّهما لايحبان بعضهما، فهما منشغلان باللعب المتماثل ليس إلا، وهذا النوع من اللعب يظهر في عمر السنتين وهو يختلف عن لعبهم سويًا ولا يحاول الطفل من خلاله التأثيرعلى لعب الأطفال الآخرين.   

يتعلم الأطفال في اللعب المتوازي من بعضهم البعض مثل إدراك أنواع اللعب المتنوعة، على الرغم من وجود تواصل إجتماعي واضح بنسبة قليلة بين رفاق اللعب. 

وبالرغم من أنّه يظهر للعيان أنّهم لا يعيرون إنتباهًا لبعضهم البعض، إلا أنّه في الواقع عكس ذلك فهم يقلدون سلوكيات الأطفال الآخرين. وهذا النوع من اللعب له دور جوهري مثل المراحل الأخرى، فهو بمثابة جسر تقدمي للعبور إلى مراحل اللعب اللاحقة، وهناك عدة أنواع من الأنشطة تظهر في اللعب المتوازي بدًأً من الرسم حتى اللعب بألعاب السيارات.

 

اللعب الجماعي

 

يختلف اللعب الجماعي إلى حد ما عن اللعب المتوازي ، ويبدأ اللعب المتوازي عادة بين عمر الثلاث والأربع سنوات، ويظهر فيه الأطفال وهم يلعبون بشكل منفصل عن بعضهم بعضًا، إلا أنّهم ينضمون لما يفعله الأطفال الآخرون، كأن يبني الأطفال مدينة من المكعبات، فكلٌ منهم يبني بناءه الخاص ويتحدثون ويتدخلون بما يفعله الأطفال الآخرون، غير أنّهم ينجزون بأنفسهم. ويبدأ شكل اللعب هذا بالزوال تدريجيًا في عمر الخامسة. 

 ومرحلة اللعب هذه هامة جدًا لأنّها تعين الأطفال الصغار على تطوير جميع مهاراتهم كالتكيف الإجتماعي ( ماذا يتعين علينا أن نبني الآن؟ ) وتبادل الأدوار ( هل يمكنني أن أستخدم المِجرف؟ ) وحل المشكلات ( كيف يمكننا أن نجعل هذه المدينة أكبر حجمًا؟ ) والتعاون ( إذا تشاركنا في العمل سويًا يمكننا أن نجعل مدينتنا أفضل) وتطوير اللغة ( تعلُّم ما عليهم قوله لإيصال رسالتهم للأطفال الآخرين )، فاللعب الجماعي يمثل بداية بناء علاقات صداقة حقيقية عند العديد من الأطفال.

 

اللعب التعاوني

 

يبدأ اللعب التعاوني بالظهورحين تجتمع جميع المراحل ويبدأ الأطفال باللعب سويًا. ويظهر عادة بين عمر الأربع والخمس سنوات، ويلاحظ هذا النوع السائد من اللعب في مجموعات رياض الأطفال الأكبر سنًا أو الأصغر سنًا ممن لديهم أشقاء يكبرونهم سنًا أو محاطين بالكثير من الأطفال.

  أمّا المراحل الأولى من اللعب ستظل مستمرة بدرجات متفاوتة عند الأطفال و في أوقات معينة. 

ويُطبِّق اللعب التعاوني جميع المهارات الإجتماعية التي إكتسبها إبنك. 

ومرحلة اللعب هذه تتضمن العديد من أنواع اللعب ( سنتطرق إليها فيما يلي) سواء وهم يحلون الأحجيات سويًا أو يلعبون لعبة الألواح أو يستمتعون باللعب ضمن مجموعة في العراء، ويمهد اللعب التعاوني الطريق إلى التفاعل في المستقبل حين يبلغ إبنك سن النضج.

  

أنواع لعب أخرى

 

رغم أنّ المراحل السابقة هامة وجوهرية لنمو إبنك الإجتماعي، إلا أنّ هناك أنواعًا أخرى للعب تساهم بتطورالطفل وتظهر حالما يبدأ الطفل بالإنشغال باللعب التعاوني و تشمل مايلي:

  

·        اللعب التنافسي: ينشغل إبنك باللعب التنافسي حين يلعب لعبة السلم والثعبان أو حين يلعب الرياضة ضمن فريق، ويتعلم دروسًا بالغة الأهمية من نوع اللعب هذا مثل أهمية القواعد وتبادل الأدوار والعمل ضمن فريق والتّعرف على حقيقة الفوز والخسارة. كما يتعلم التنظيم العاطفي وأن يكون رياضيًا بارعًا وتقبل الهزيمة.

·        اللعب البنائي: يُعلم اللعب البنائي الأطفال المناورة والبِناء والتركيب. ومثال ذلك مكعبات التركيب ولعبة الليغو التركيبية أولعبة الألواح المغناطيسية وصنع طريق لألعاب السيارات وبناء قلعة من وسائد الأرائك، كما يتعلم المهارات المعرفية اللازمة لإكتشاف أفضل طريقة للعمل، سواءً كان بناء برج ومعرفة أنّه لن يبقى صامدًا أوقلعة رملية ستنهار وهذا النوع يُعلِّم أهمية إعادة المحاولة.

·        اللعب التمثيلي/التخيلي: ترى هذا النوع حين يلعب إبنك لعبة إرتداء الملابس وتمثيل دورالطبيب والجاسوس والمطعم. ومن خلال هذا النوع من اللعب، لا يتدرب إبنك على التخيل فحسب، بل يتعلم عن تبادل الأدوار والتعاون المشاركة كما يطور المهارات اللغوية، ومن خلال تمثيل الأدوار يتعلم الأطفال طرق الإنجاز في المجتمع الأكبر مستقبلًا.

·        اللعب البدني: تأتي المهارات الحركية الدقيقة من خلال اللعب البدني سواءً برمي الكرة أو تسلق هيكل لعب أو ركوب دراجة، فاللعب البدني يحث الأطفال على تطوير مهارات اللياقة البدنية والإستمتاع بالأنشطة البدنية.

·        اللعب الرمزي: يشمل هذا النوع من اللعب الأنشطة السمعية ( الغناء والنكات ونظم القصائد ) والفنون التشكيلية ( الرسم والتلوين واللعب بالصلصال ) وتعلم العد او عزف الموسيقى، فاللعب الرمزي يعين الأطفال على تعلم التعبيرعن أنفسهم والإكتشاف والحصول على الخبرات وتشكيل الأفكار والعواطف.

المصدر: من هنا

إقرأ أيضًا: 8 أساليب لبناء قاعدة لغوية عند الطفل عن طريق التسلية