لماذا تعد القراءة لطفلك أمرًا هامًا
بقلم شيري غوردون
لا تَعُدّ تعريف طفلك بروائع الكتب أمرًا سابقًا لأوانه حتى و إن لم يكن بإمكانه حمل كتاب أو لم يكن ذا دراية بالحروف الأبجدية. وفي الواقع تقوم القراءة بتزويد طفلك بحجر الأساس اللازم لتطوير مهارته اللغوية، كما تعده بأدوات ضرورية لتطوير مهاراته الإجتماعية والعاطفية.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الأطفال الرضع الذين تتم القراءة لهم يوميًا يُحصِّلون خزينة مفردات تصل إلى حوالي 78,000 مفردة كل عام، وهذا يعني أنّ الطفل الذي يقرأ القصص منذ الولادة حتى يصبح في عمر 5 سنوات يُحصِّل 1.4 مليون مفردة. ولهذا التحصيل أثر مباشر على مهاراتهم اللغوية في المستقبل وهو الطريقة الأمثل التي يقدمها الوالدين لأطفالهم والتي تضعهم أمام طريق النجاح العلمي.
ونقدم لك هنا ما يلزمك معرفته عن القراءة لطفلك وما هي أهميتها وكيف يمكنك الشروع بها.
لماذا القراءة لطفلك هامة
تؤدي قراءة الكتب دورًا في تطوير طفلك من عدة نواحِ، فالقراءة لا تجعل الطفل ملمًا بالعديد من الكلمات الأصوات فحسب، بل تمنحه الشغف بالكتب و هواية المطالعة. كما أنّ القراءة تُحفز مخيلة الطفل و تطلعه على العالم من حوله.
تقول الطبيبة دانييل روبيرتس وهي إختصاصية طب أطفال تعمل في مركز وادي موسكنغوم للصحة في أوهيو: "للقراءة دور ليس فقط في تعلم الأطفال حديثي الولادة وإثرائهم بالمفردات اللغوية، بل تساهم في التواصل العاطفي مع الشخص الذي يحتضن الطفل أثناء القراءة."
وحتى لو كان الطفل لا يمكنه التحدث بعد، فهذا لا يعني بالضرورة أنه لا يتعلم. وفي الواقع يخوض الأطفال منذ الولادة رحلة طويلة في تعلم التحدث، وذك حسبما صرحت به هيثر تورنير وهي حاصلة على درجة الماجستير في التربية و مدرسة قراءة ومعلمة لغة إنكليزية سابقة لمرحلة التعليم الثانوي حاصلة على شهادة في علوم القراءة.
وتقول تورنير: "ينمو دماغ الطفل في عامه الأول أكثر من أي وقت لاحق في حياته، وحين تتم القراءة للطفل فإنّه يتعلم الأصوات اللغوية ومعاني المفردات مع توفرعامل التواصل الإجتماعي البديع." وتضيف تورنير قائلة: "لقراءة الكتب للأطفال و الأبناء دور في إكتسابهم حصيلة المفردات الغريبة وبناء الجمل، كما هو الحال مع السجع والتكرار وهي متطلبات أساسية للقارئ.
وللأنشطة الإعتيادية كما يعلم كل أبوين دور جوهري، فهي تعزز قيمة القراءة منذ البداية، لأنّها أحد أفضل الطرق التي تمكِّن الوالدين من تمهيد طريق النجاح لأبنائهم ليس في المجال العلمي فحسب بل في مجال الصحة الإجتماعية والعقلية كذلك."
وفي الوقت ذاته، قد يكون لعدم القراءة للطفل عواقب، ففي الواقع الأطفال الذين لا تتم القراءة لهم يتلقون عدد أقل من المفردات وقد يكون تطور مهارات التحدث والمهارات اللغوية بطيء، وذلك حسبما قالت الطبيبة روبيرتس.
وتقول: "إنّ ضعف مهارات القراءة والكتابة في مرحلة الطفولة ذو صلة بزيادة المشكلات السلوكية."
وقد أظهرت دراسة انّ الأطفال الذين تتم القراءة لهم والتحدث معهم يكتسبون مفردات أكثر في عمر السنتين من أقارنهم الذين لم يكتسبوا الخبرات ذاتها.
كما أنّهم يتعلمون القراءة في الوقت المناسب أكثر من الأطفال الذين لم تتم القراءة لهم.
فوائد القراءة للأطفال
تعود القراءة بالفائدة لدماغ الطفل من عدة نواح حتى ولم يكن يعي كل ما تلقيه عليه، وهنا بعض تلك الفوائد:
. تزود طفلك بالمعلومات عن العالم من حوله.
. تعلمه أهمية التواصل.
.تحسن مهارات الإستماع والتذكر ومهارات المفردات.
. تكسبه المعرفة بأمور مثل الأعداد والحروف والألوان والأشكال.
متى تبدأ بالقراءة لطفلك
تحث الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على القراءة للطفل منذ الولادة فهي تمكِّنه من التعلم والتَّعرف على صوتك، وذلك حسبما قالت الطبيبة روبيرتس.
وتقول: "يمكن للأطفال حديثي الولادة تمييز نبرة الصوت والإيقاعات، كما أنّ صوتك يشعره بالطمأنينة."
لذلك حالما تدرج القراءة في جدول مهامك عليك تطبيقها بالفعل، وإن لم تبدأ بالقراءة منذ الولادة فلا تقلق من ذلك، فحسبما صرحت به الطبيبتان روبيرتس و تورنير، لم يفت الأوان لتبدأ بالقراءة لطفلك. و مادمت تبدأ بالقراءة لطفلك بأسرع وقت ممكن، فذلك سيعود عليه بالنفع.
وتقول تورنير: "لتحصل على الفائدة القصوى، يتعين عليك أن تقرأ قراءة جهرية لطفلك يوميًا لترسِّخ عادة القراءة لدى طفلك." فالمرحلة الهامة للغة المحكية والمفردات اللغوية تبدأ منذ الولادة حتى عمر 3 أعوام. تسهم القراءة الجهرية للطفل في عامه الأول في تعزيز مفرداته اللغوية و معرفته بالعالم وأصوات اللغة المكتوبة وأنماطها وكل ذلك هو أساس متين للإلمام بالقراءة والكتابة.
وفي حال كان لديك أكثر من طفل واحد، فالقراءة هي طريقة ممتازة لتشغلهم في نفس الوقت. وحينما يكون لديك طفل صغير، دع أبناءك الأكبر سنًا ينتقوا الكتب، فالقراءة تتيح الفرصة لهم بإحتضان المولود الجديد وزيادة أوصال الترابط فيما بينهم.
كم مرة تقرأ لطفلك
إذا كان لديكِ مولوٌد جديٌد فالقراءة له قد تكون أمرًا مرهقًا لك، وبالأخص إذا كنتِ تقومين بإرضاعه على مدار الساعة وتعانين من الحرمان من النوم، لكن إجعلي القراءة فرصة للجلوس وإحتضان طفلك _ فرصة لأخذ قسط من الراحة والإسترخاء_ وليس أحد المهام المترتبة عليكِ.
تقول تورنير: "تعد الجلسات قصيرة (حوالي 5 ـ 10 دقائق) جيدة طالما أنّ طفلك يبدي إهتمامًا، فالقراءة الجهرية تعد مثل إيداع الأموال في حساب طفلك البنكي من المفردات، وكلما بدأت مبكرًا بها كلما زادت حصيلته منها، مما يعده لدخول المدرسة بشكل أفضل.
وتقترح تورنيرتخصيص وقت كل يوم مثل وقت النوم أوبعد الإستحمام أو أي وقت للقراءة يسوده الهدوء، وخصص أوقات للقراءة يمكنك فيها تذكر موعد القراءة وجعلها عملًا إعتياديًا لطفلك.
خطوات القراءة
نعرض لكِ خطوات عامة تساعدك في معظم وقت القراءة.
· إحتضني طفلك أثناء ممارسة القراءة له فذلك يجعله يشعر بالأمان والترابط معك.
· إستخدمي الصوت التعبيري المناسب أو إستخدمي أصواتًا مختلفة لكل شخصية.
· قومي بالتوقف وقدمي تعليقات حول الصور أو النصوص وقومي بتحديد الأشياء لطفلك.
· قومي بتجهيز مكان مخصص للقراءة مثل كرسي كبير ومريح في مكان قريب من الكتب.
· أغلقي التلفاز وضع جهازك الجوال في وضعية الصمت أثناء ممارسة القراءة.
· دعي إهتمامات طفلك ترشدك، ولن يكون تحديد الكتب المفضلة له أمرًا عسيرًا، لذا لن تخشِ من القراءة له مرة تلو المرة.
· شجِّعي طفلك على ملامسة الكتاب وحمله وتقليب صفحاته حين يصبح في سن مناسب.
إقرأ أيضًا: 8 أساليب لبناء قاعدة لغوية لطفلك عن طريق التسلية