كيف ينتقي الوالدان أفضل العادات الغذائية للأطفال الذين يرفضون تناول بعض الأطعمة؟
بقلم ستيفاني براون
إنّ إجبار الأشخاص على تناول الطعام الذي يرفضونه قد لا يُعدل موقفهم وسلوكهم إتجاه الطعام، فتبعًا لدراسة أجريت حديثًا فإنّ إيجاد أسلوب لتناول الطعام إيجابي داعم ومرن يُعد أكثر نفعًا.
وقد أجرى باحثون من مستشفى دوك إستقصاء لأكثر من 19,000 شخص أمريكي بالغ ممن كانوا يرفضون تناول بعض أنواع الطعام أو لديهم أعراض إضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المقيَّد، وقد طرحوا عليهم سؤال فيما إذا ساعد إتباع أساليب التغذية التي وضعها أحد الوالدين على تكوين عادات غذائية.
وكشفت الدراسة أن نسبة 39% من المواضيع التي سجلت في تقرير للمشاركين ترتبط بإطارعاطفي إيجابي عن تناول الطعام، إلا أنّ 40% من الإجابات عبّرت بأنّ "أسلوب تنظيم تناول الطعام" كان مجديًا.
ومن ناحية أخرى، أخبر المشاركون أنّ إكراههم على تناول الطعام أو الشعور أنّهم يتسببون بإغضاب والديهم لإمتناعهم عن تناول بعض الأطعمة، أمرٌ غير مجٍد.
وفي حين أنّ الإستقصاء إختبر عينة واسعة، فقد كان المجيبون على الدراسة الإستقصائية 75% من الإناث و 25% من الذكور و89% منهم من العرق الأبيض.
وقالت
ميغان كارلسون إختصاصية في علم النفس السريري في مركز إضطرابات تناول الطعام متعدد
التخصصات في مدينة كانساس "لطالما إتصفت إضطرابات تناول الطعام بأنّها مشكلة
محصورة بالفتيات المراهقات من العرق الأبيض، غير أنّ نظم البيانات الإلكترونية لا
تميز بين أحجام الأبدان وأنواعها والإنتماءات العرقية و الهويات الجنسانية و
الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية."
إضطراب تناول الطعام
أراد الباحثون إستخدام نتائج الدراسة لإيجاد أساليب تساعد المرضى الذين يعانون من إضطراب تناول الطعام الإجتنابي المقيّد وهو تشخيص حديث نوعًا ما لأحد إضطرابات تناول طعام، وقد أُدرجت هذه الحالة لأول مرة في جمعية الطب النفسي الأمريكي في طبعة عام 2013 للدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية، ويستخدم التشخيص حين يعاني المريض من "إختلال في تناول الطعام" الذي يسبب لهم نقص في المواد الغذائية التي تحتاجها أجسامهم.
كما يختلف إضطراب تناول الطعام الإجتنابي المقيّد عن الإضطرابات الأخرى مثل فقدان الشهية العُصابي أو النُهام العُصابي لأنّ المريض الذي يعاني منه لا يعير إهتمامًا لوزن جسمه أو شكله.
وتقول كارلسون أنّ المرضى المصابون بذلك الإضطراب غالبًا يقيدون تناول الأطعمة بناًء على حساسيتهم أو مخاوفهم من تجارب سلبية مثل الإختناق أو الإصابة بمرض ما.
كما تقول أنّ رفض تناول بعض أنواع الطعام قد يختلف تبعًا للسياق الثقافي، فمعظم الآباء والأمهات يركزون على طريقة الطفل في الإختيار أو الإعراض عن أطعمة محددة أكثر من صلته بالطعام بوجه العموم، وهذا يشكل تحديًا بالأخص بالنسبة للوالدين لإنجاز الأعمال الكثيرة حين يكون لديهم أبناء آخرون.
وتقول كارلستون أنّ تشجيع الأطفال على إتباع نظام غذائي صحي يماثل تدريبهم على إستخدام القعادة.
هل رفض تناول بعض أنواع الطعام مثير للقلق على الدوام؟
تظهر أمارات رفض تناول بعض أنواع الطعام عند العديد من الأطفال بهدف إثبات إستقلالهم، وذلك حسبما أخبرت به إمي رييد إختصاصية تغذية أطفال في المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي ومتحدثة بإسم أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية.
وتقول إنّ
ظهور أمارات تجنب تناول الطعام في سن مبكرة لا يثير القلق على الداوم، إلا أنّ
تفضيل بعض الأطعمة الشديد قد يثير القلق في حال سبب سوء تغذية و تأخر نمو والضغط
النفسي وقت الطعام.
ترجمة: ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا
إقرأ أيضًا: هل لنمط الحياة الذي يتسم بكثرة الجلوس عواقب على الصحة العقلية حتى مع ممارسة التمارين الرياضية؟