التأمل
كيف نمارس التأمل
بقلم : كانديس ماك دو
المحتويات :
ماذا نقصد
بالتأمل ؟ -
- هل هناك
طريقة محددة للتأمل؟
هل يمكن لأي أحد أن يتأمل ؟-
-
التأمل للمبتدئين
فوائد
التأمل -
أفضل مكان للتأمل-
قد يبدو التأمل بالنسبة للكثيرين فكرة غريبة، بل يعتقدون أنّ ممارسته يمثل تحديا، و قد يوحي أيضًا بالغموض، لكنه في الواقع بغاية البساطة.
هذه
المقالة ستساعدك على التعرف على التأمل وإن كان هناك طريقة محددة للقيام به .
ستتعرف أيضًا على بعض فوائده .
ما هو التأمل ؟-
ببساطة أن تتأمل يعني أن تحلِّق في فضاء الأفكار
و تتبصر وتعمل عقلك
لذلك أنت تتأمل بإنتظام دون أن تلحظ ذلك.
و طالما أنّك تتبصَّر و تهيم بأفكارك فأنت
تمارس رياضة التأمل.
هل ثمة طريقة محددة للتأمل ؟
لا يوجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتأمل، لذا
إذا كنت لا تجلس بوضعية القرفصاء بعيون
مغلقة فهذا لا يعني أنّك لا تتأمل .
بوجود العديد من المناهج و المدربين الذين
يمارسون التأمل، قد تتساءل ما إذا كان هنالك ثمة طريقة محددة لتبدأ بها .
لوري سنايدر , معلمة يوغا وتأمل منذ وقت طويل وهي مؤلفة ومؤسسة لحركة كتاب حركة السعادة و تقول أنّه يوجد العديد من الطرق للتأمل .
التأمل ببساطة هو القيام بملاحظة وتهدئة جميع الافكار و المشاعر
الموجودة فينا كبشر وهكذا نميز ما هو
حقيقي و صادق.
لوري سنايدر , معلمة تأمل
عدم تبنيك منهجًا محددًا لتمارس التأمل
يتيح لك أن تكون خلّاقًا ومبدعًا فالنضج العقلي و الحرية ومجالات مفتوحة لإستكشاف المشاعر و الخبرات تصبح
ممكنة ومتاحة .
وأضافت قائلة: " تجنبوا كل من يدعي أنّ طريقته وحدها هي الصحيحة
. اهرعوا مبتعدين عن هؤلاء ".
هل يمكن لأي أحد أن يتأمل؟
نعم ! يقول ماكس ديوكس
وهو مدرب مارس التأمل يوميا لمدة عشر سنوات يقول " التأمل هو تطهير لجهازنا العصبي وطالما أنّك
تتمتع بجهاز عصبي فالتأمل خلق لك " .
ليس مطلوبًا منك أن تكون مثاليًا، كل ما
هو مطلوب أن تتنفس وتتدرب على التنفس، قد يعجبك الأمروقد لا يعجبك، الممتع هنا هو أنّه يمكنك تطويعه
حسب رغبتك لأنه ليس ثمة طريقة صحيحة وطريقة خاطئة في التأمل .
التأمل للمبتدئين
ان كنت تنوي أن تباشر بالتأمل فإن لوري سنايدر قد قدمت كتيبا يمكنك أن تستدل به، عليك فقط أن تجرب هذه الخطوات لعدة دقائق كبداية :
1. حدد وقتًا،
دقيقة أو دقيقتين 5 دقائق كحد أقصى .
2.
حدد مكانًا مريحًا لتجلس فيه حيث يمكنك الاستناد على كرسي أو أريكة أو على الأرض
أو على وسادة ، و إن كنت تجلس على شيء له مسند تقدم إلى الأمام قليلًا بحيث يبتعد ظهرك عنه،
هذا سيبقيك منتصبًا .( من الأفضل ألا تستلقِ على الأرض لأنّك قد تغفو) .
3. ركز على تنفسك بعينين مفتوحتين أو مغمضتين و راقب أحاسيسك خلال الشهيق والزفير.
4.
لاحظ درجة حرارة الهواء كيف تمتلئ رئتيك بهواء
الشهيق و كيف تزفر أين تشعر بنفسك . لا تقلق إذا شرد ذهنك فالأمر طبيعي ! حالما
تلاحظ شرود ذهنك أرجعه بهدوء .
5. عندما ينتهي الوقت لاحظ شعورك ثم تابع حياتك اليومية كالعادة.
ينوه ديوكس إلى أنّ
جلسات التأمل تحت إشراف مدرب تعد أفضل طريقة للبدء حيث المساعدة موجودة بحال تشتتت
الأفكار ويمكن إعادتها للمسار الصحيح .
فوائد التأمل
التأمل هو التدرب على الاسترخاء و التمحور
على الأفكار، الأمر الذي يضمن لك التركيز والرسوخ في التفكير العميق.
الابتعاد عن التشويش الذي يحدثه العالم من
حولنا بحد ذاته مفيدا لنا، لذا يمكن أن تلمس النتائج على الفور، لكن سنايدر تؤكد أنّ التأمل هو عبارة عن ممارسة وهذا يعني أنها عمل متواصل . فلمَ ترضى بنتائج
محدودة !؟.
و أشارت إلى النتائج المثمرة للتأمل :
_ قد تصبح
أكثر ودا و لطيفًا و متعاطفًا مع نفسك ومع الآخرين .
_ قد يقل شعورك بالخوف .
_ قد يقل التوتر لديك .
_ يتحسن نومك .
_ يمكنك أن تصبح صادقًا مع نفسك .
_ قد تصبح أكثر سعادة .
_ يمكن أن تشفى من صدمة لديك .
_ تتمكن من فهم التحديات الخارجية وكيف
تتعامل معها بطريقة أكثر فاعلية.
_ تتمكن من التعامل مع مصاعب الحياة
بطريقة احترافية أكثر.
_ قد تصبح خياراتك أكثر وضوحًا .
تؤمن سنايدر أيضًا أنّ الجميع يمكنهم أن يلمسوا الفائدة
من ممارسة التأمل وخصوصًا من يعاني من القلق والتوتر، وتنصح أيضًا بإيجاد منهج و/
أو معلم يتجاوب معك ويرشدك .
أفضل مكان لممارسة التأمل
الآن وقد أصبحت تمتلك كل المعلومات، أين سوف
تتأمل ؟ إنّ إيجاد مكان مثالي لتتأمل فيه
هو أمر أساسي وضروري لكي تحصل على
أفضل النتائج من هذه التجربة .
ابتكر فضاًء مريحًا
ينبغي أن تنتقي مكانًا ليصبح ملاذا لك
:مكانًا تشعر فيه بالسلام الداخلي والتوحد مع الذات. و قد تضطر أحيانا لخلق هذا
المكان بالحد الأدنى من الامكانات المتاحة.
تدرك سنايدر أنه كم يبدو الوضع مثاليا لو تمكنّا
جميعا من الحصول على حجرة مزينة و جميلة ومنعزلة حيث نستطيع أن نتأمل و على كل حال
إنّ هذا الترف كله قد لا يتوفر لنا في الواقع، فلا بأس إن اضطررت لأن تجلس في
الحمام أو في السيارة. هنا تنصح سنايدر أن تتنفس بعمق وبطء .
و حسبما يقوله ديوكس فإنّ الأماكن
الهادئة تبقى أفضل لأنّ مصادر التشويش فيها تكون في حدودها الدنيا و الشعور
بالراحة هو أمر أساسي عند التأمل، لذا فإنّ الجلوس في السرير شابكا ساقيك ساندا عمودك الفقري إلى ظهر السرير يبقى الأفضل
.
وأخيرًا فإنّ التأمل هو فقط ما تقوم به لأن جوهر التأمل يعتمد بنسبة كبيرة على القدرة
الذهنية في التركيز على فكرة التمحور حول الذات و عيش اللحظة مع أفكارك و مرة اخرى
لا يوجد طريقة محددة وصحيحة لتتأمل .
يمكن أن تجرب أيضًا التأمل الموجه و تعدله
كما يناسبك .
يوجد أيضًا ما يدعى ب التأمل بحوض الاستحمام . ما يهم هنا هو أنك تحصل على ما
ترغب به حقا، حدد أهدافك واعمل على
تحقيقها .
ببساطة إن تخصيص خمس دقائق من وقتك لنفسك والاستعداد
لممارسة حياتك اليومية كفيلة
بصنع فارق كبير في تحسين صحتك .
الإعتناء بالنفس يشمل العناية
بالصحة الذهنية و الجسدية والعاطفية،
فالتأمل له أثر إيجابي على هذه الجوانب جميعًا، ولهذا فإنّ تخصيص وقت للتأمل حتى لو لعدة دقائق يعود عليك بالفائدة.
حتى لو انتابك شعور بأنّ التأمل ليس لك فإنّ
تخصيص خمس دقائق يوميًا صباحًا قبل النهوض لتتنفس بعمق وأنت مغمض العينين
عوضًا عن القفز مباشرة من السرير يمكن أن يكون استعدادًا جيدًا لتبدأ به يومك .
ترجمة: رشا داوود
تدقيق ومراجعة: ظلال مصطفى صباغ