For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

العقل السليم في الجسم السليم

 

العقل السليم في الجسم السليم (من المفترض أنه أمر صعب)

 

بدلاً من أن تتساءل متى ستصبح التمارين أسهل، اسأل نفسك، "هل حان الوقت لبذل جهد أكبر؟"

كان لدي سؤالان ملحان حين تمرنت مع مدرب شخصي للمرة الأولى:

(1)   كم من الوقت أحتاج حتى أحصل على النتائج؟

(2)   ومتى سيصبح التدريب أسهل؟

لم يستطع عقلي المنهك بالتدريب فهم إجابات المدرب المليئة بمصطلحات التمرين، لكن ما تعلمته – كرياضي ومدرب – على مدار العشرين عام هو ما يلي:

(1) إن الحصول على النتائج يتطلب وقتا أطول مما نتخيل.

(2) التركيز على الوقت الذي سيصبح فيه التمرين أسهل، يجعلك تخطئ الهدف.

في هذه الأيام، أسأل نفسي، "هل حان الوقت لبذل جهد أكبر؟"

دعني أشرح ذلك، إنّ تعزيز اللياقة البدنية، هي عملية دورية لبذل الجهد والتكيف على القيام بتمارين مجهدة. ابذل جهدا شاقاً عدة مرات وستشعر في النهاية أن الأمر صار أسهل وأن الصعوبة قلّت. وهذه السهولة هي إشارة على أنك مستعد لخوض تحدٍ جديد للمحافظة على استمرار دورة التكيف، ويمكن أن يتمثل ذلك بحمل أوزان أثقل، أو قطع ميلان إضافيان على دراجتك، فيبدو الأمر وكأنه ممارسة رياضة جديدة أو طريقة تدريب كلياً.

لكي نكون واضحين، هذا لا يعني أن التمرين يجب أن يكون تحديا شاملا نبذل فيه قصارى جهدنا، حتى نكون أقوى، فحتى التمارين البسيطة والحركات السهلة لها دور مهم في تدريبك.

بمعنى آخر، إنّ الموازنة بين المشقة والسهولة (بغرض بذل جهود عظيمة) هو ما يجعل من اللياقة البدنية سحرا، فكما ينهك بذل الجهود الشاقة جسدك تدريجيا، تساعدك الجهود البسيطة والسهلة على أن تصبح أقوى، إنّ بذل الجهود المضنية يعتبر تحديا للعقل وبذل الجهود البسيطة يمنحك مساحة كي تستمتع بشعورك المتزايد بالقدرة على التحمل.

تؤدي ممارسة أنماط الحركة كفاءة وفعالية التمرين، فبهذه الطريقة تجعل الحركات السهلة بذل الجهود الشاقة أيسر وآمنة أكثر.

بالنسبة لي، منحني السؤال "هل حان الوقت لبذل جهد أكبر؟" سبلاً جديدة لأحرز تقدما في مرحلة التدريب، ليس التنبؤ بمستقبل مجهول أو إصدار حكم على الذي لم يتحقق بعد هو قصد السؤال.

بمعنى آخر، إنه سؤال مرتبط بشدة بالآن وهنا، وبالتركيز على المهمة التي في متناول اليد. منحني هذا السؤال فرصة للتواصل مع نفسي، واتخاذ قرارات مدروسة بشأن الخطوة التالية، وإنّ أي إجابة صادقة على هذا السؤال ستكون بمثابة بيانات عملية قابلة للتنفيذ.

عن التحدي الأكبر في تجربتي، هو العثور على تلك الإجابة الصادقة. وبالنسبة لي، يمكن أن يكون التمرن مع مدرب واتباع برنامج جاهز، طرقا رائعة لإدارة التدريب والراحة بالإضافة لتحديد الوقت المناسب لخوض التحدي من خلال زيادة السرعة و الوزن وحجم التدريب و الشدة وما إلى ذلك.

لقد تعلمت أيضًا أن تقدير كيفية وزمن حصول التكيفات الفيزيائية قد لا يتوافق تماماً مع تجربتي الشخصية.

ساعدت عملية التواصل مع الذات – حتى إن كان هناك قوة خارجية توجهني – على تطوير حدسي. فالرسائل الجسدية تكون أكثر وضوحاً، كلما كان الاهتمام بالإشارات الداخلية – من خلال التجربة والخطأ – أكبر.

لقد تمكنت من تصميم برامج تساعدني على إحراز تقدم مستمر وآمن، كما أني أجريت محادثات هادفة مع مدربي حول ما يحتاجه جسدي لتحقيق أهدافي – وحول الوقت المناسب لإعادة تحديدها، لقد نجحت أيضاً في تجنب الإرهاق أو التعرض لأي إصابة مع المحافظة على عدم التنازل عن إحراز التقدم، حتى لو كان التقدم في بعض الأحيان أبطأ مما أتمنى.

سأعترف لك بأنه ليس بالضرورة أن يكون النهج الذي اتبعته مفيدا لك كما كان مفيدا لي، ربما يمنحك التركيز على بعض الإنجازات المستقبلية الحافز الذي تحتاجه الآن لبدء العمل، ومن الممكن أيضا أن تكون بداية تحول الأمور للأسهل دليلاً على تحقيق التقدم.

ما أريد جذب انتباهك إليه هو ما يلي: مع بداية كل تمرين، سل نفسك: "هل حان الوقت لبذل جهد أكبر؟

لا يتعلق هذا السؤال بالزمن ولا بكمية الطاقة التي ستبذلها، فأنت لست مطالباً بفعل شيء مهما كانت إجابتك. سأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، إنّ إجابتك على هذا السؤال ما هي إلا أمراً ثانويا تمنحك الفرصة للتفكير بالسؤال، ومن المحتمل ألا يغير هذا السؤال شيئا، ولربما غير كل شيء، كما إكتشفت أنا.

ترجمة: إبراهيم عموش

تدقيق ومراجعة: ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads