لماذا الحصول على الدرجات النهائية يشكل مشكلة؟
يرغب معظم الآباء بالأداء الحسن لأطفالهم في المدرسة، وعادة ما يتمثل ذلك
في حصولهم على الدرجات النهائية.
فهم يعتقدون أنّ الدرجات المرتفعة ستضمن لأطفالهم حياة سعيدة ناجحة، وهي مؤشر على
تفوقهم في الحياة كما تفوقوا في المدرسة، إلا أنّ ذلك ليس هو الضمان.
وفي الواقع، يمكن أن تكون
الدرجات النهائية علامة على أن طفلك لا يتعلم ما ينبغي تعلمه كي يصبح ناجحاً في
الحياة.
إلى ماذا تشير الدرجات ؟
جميعنا نرغب أن يحصل أطفالنا على درجات جيدة، إلا أننا يجب أن نسأل أنفسنا ما
الذي تشير إليه، فما تشير إليه هو مقدار ما تعلمه الطفل، وما يعرفه الطفل وهذا ما
تبيّنَ في معظم الحالات.
وفي حال كانت الدرجات تعكس ما يعرفه الطفل أكثر مما قد تعلمه فقد يحصل على
درجات تامة دون أن يتعلم شيئا جديدا.
وبمعنى آخر يمكن للطفل أن يبدأ عامه الدراسي وهو يعرف الكثير عن المادة الدراسية
التي ستتم دراستها خلال العام ويحصل بسهولة على الدرجات النهائية في الواجبات والإختبارات.
أليس ذلك شيئا جيدا؟ أليست الدرجات النهائية علامة على الأداء الحسن للطفل
في دراسته وحياته؟ ربما يكون ذلك صحيحا وربما لا.
على الرغم من صعوبة اكتشاف الأطفال الموهوبين، لكنّ ذلك أمراً ضرورياً.
يعتقد الكثيرون أنّ الأطفال المتفوقين يحصلون على الدرجات النهائية ويصلون إلى العلياء.
ومع ذلك، فإنّ هذا لا يتحقق بشكل دائم، لأن بعض الأطفال المتفوقين يكون تحصيلهم
الدراسي متدنياً أحيانا. لذا، فإنّ الدرجات المتدنية ليست دليلاً دائماً على أنّ
الطفل ليس موهوبا.
ليس شرطاً أن تعكس الدرجات النهائية قدرات الأطفال وإمكاناتهم ، لكن ما
الذي تعكسه الدرجات المرتفعة عن القدرات والإمكانات؟ مما يثير الدهشة، أنه قد لا
تميز هذه الدرجات قدرة الموهوب عن غيره.
المجهود
دعونا نفكر
مرة أخرى بما تشير إليه الدرجات، فقد تشير إلى معارف الطفل أو ما تعلمه، فهل
تكفي المعرفة لتمكين شخص ما من تحقيق النجاح؟ إلامَ تشير الدرجات بخصوص الجهد الذي
بذله الطفل حتى تمكن من الحصول على الدرجات المرتفعة؟ إذا كان للطفل معرفة سابقة
بالمعلومات، فمن المحتمل أنّه لم يبذل جهدا كافيا للحصول عليها.
حين يكتسب الطفل معلومة جديدة، و لم يبذل
جهداً كبيراً في تعلّمها، فإنّه لن يدرك قيمة العمل الجاد.
وأن
يتمنى الآباء حصول أبنائهم على درجات مرتفعة دون أن يبذلوا جهودا كافياً لتحصيلها،
ليس بالأمر الغريب، ومع ذلك فإنّ العمل هو سر النجاح، و المشكلة في حصول الطفل
على أعلى الدرجات، فإنّها تكمن في الجهد المبذول.
ترجمة: إبراهيم عموش
تدقيق ومراجعة: ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا