متى عليك منح طفلك هاتفاً محمولا؟
عندما يدخل طفلك البالغ من العمر عشر سنوات أخيرا من الباب الأمامي، ولا تدري أتعانقه أم تصرخ في وجهه، إذ كنت قلقاً جداً عليه و وتنتظر وصوله إلى البيت قبل نصف ساعة. وبينما تبدأ في إلقاء محاضرة عليه، يرد قائلاً: لقد أخبرتك أننا كنا نعمل على ذلك المشروع الجماعي اليوم، وكان علينا إنهاؤه، لأننا مطالبون بتسليمه غدا!
طفلك محقٌ في وجهة نظره تلك، ولكنك ما زلت ممتعضاً لفعله. وبعد أن تهدِّأ من روعك، تخبره بكل هدوء أنك مسرور لرؤيته، ولكن في المرة القادمة عليه أن يتصل بك إن كان سيتأخر. عندها يجيب طفلك وهو ينظر إليك باستغراب: بأيِّ هاتف؟
وتبين أنه لا يوجد هاتف أرضي في المكان الذي كان يعمل فيه طفلك وزملاؤه. كما أن حادثة مشابهة وقعت منذ بضعة أسابيع، عندما تم تغيير مكان تدريبهم لكرة القدم ولم تكن تعلم من أي ّ مكانٍ ستنقلهم. ثم بدأت بالتساؤل عمّا إذا كان هذا هو الوقت المناسب لتمنح طفلك هاتفاً، فطفلك ما يزال في العاشرة من عمره ، وأنت لا تريده أن يصبح مدمناً على وسائل التواصل الإجتماعي، أو أن تتاح له الألعاب متى شاء، ولا تريده أن يقضي ساعات متأخرة من الليل في مراسلة اصدقائه.
قد يحتاج الأطفال في وقتنا المعاصر إلى اقتناء هواتف
محمولة في سن مبكر–ولكن هذا لا يعني
بالضرورة أن يكون أحدث هاتف في السوق. دعنا نقسم كيفية معرفة متى يحتاج طفلك إلى هاتف، وما نوعه ،
وكيفية وضع قيود لاستخدامه.
لماذا يحتاج الأطفال إلى هواتف خاصة؟
هنالك عدة أسباب تجعل الحياة أسهل وأكثر أمناً بحصول طفلك على هاتف.
السلامة الأساسية
من المهم أن يستطيع أطفالك الوصول إليك بسهولة وبشكل مباشر في حالات الطوارئ ، وتتضح أهمية هذا الأمر بشكل خاص عندما يبدأون بقضاء وقتهم مع أقرانهم دون رقابة، كما أنك تريد أيضا أن يكون باستطاعة طفلك الاتصال بك متى شعر بأنّ هناك خطبٌ ما، حتى لو كان برفقة شخص راشد.
وسواءً كان ابنك يخرج راجلاً إلى المدرسة أو يستقل الحافلة فقد تكون مرتاح البال إن كان باستطاعته إرسال رسالة سريعة لإعلامك بأنه قد وصل إلى وجهته بأمان.
و قد يحتاج المراهقون الذين يقودون السيارات أو يركبون مع
أقرانهم إلى استخدام هاتف للاتصال بآبائهم أو رقم الطوارئ. وتقول ماتي ويدنكلير-مستشارة
مهنية مفوضة بمقرها في كولورادو- تتعامل مع الأطفال والمراهقين: إذا علقوا على قارعة
الطريق أو ضلوا طريقهم، فيجب أن يكون
بمقدورهم فتح تطبيق لمعرفة الاتجاهات أو
الاتصال وطلب المساعدة.
التواصل مع الأقران
الهواتف المحمولة وسيلة أساسية للتواصل مع الآخرين في هذه الأيام، وقد يساعد اقتناء الأطفال الهواتف الخاصة في في الاندماج الاجتماعي وتكوين صداقات. ويمكن للأطفال والمراهقين الأكبر سنا استخدام هواتفهم للتخطيط للعمل المدرسي الجماعي واللقاءات الاجتماعية.
وتقول رينا بي باتل -أخصائية
نفسية في مجال التربية الإيجابية ومحللة سلوك معتمدة من المجلس التعليمي- " في
عصرنا الحالي، قد تكون الهواتف أداة لتعزيز المهارات الإجتماعية، كاستخدامها لمحادثة
الأهل والأصحاب بالصوت والصورة."
الأنشطة خارج المنهج
إذا كان أطفالك مشاركين في الأنشطة غير الصفية، فإن
امتلاكهم للهاتف يسمح لهم بالوصول إليك وقت الحاجة. على سبيل المثال، قد يحتاجون لإعلامك
بالتغييرات في الجداول أو الأماكن. وقد يكون هذا في نهاية الموسم الرياضي أو العام
الدراسي عندما يتم تكثيف الأنشطة المدرسية
والدراسة.
الجوانب السلبية للهواتف على الأطفال
في حين أن هنالك العديد من الفوائد على صعيد الراحة والأمان،
إلا أن حصول طفلك على هاتف قد يكون له بعض السلبيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
الآثار السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي
قد ينتهي المطاف بالأطفال الذين يمتلكون
الهواتف إلى قضاء الكثير من أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تم ربط الاستخدام
المفرط لوسائل التواصل الإجتماعي عند المراهقين بمشاكل في الصحة العقلية؛ كالنظرة السلبية
إلى الذات والزيادة في إيذاء النفس.
الآثار السلبية على النوم
فقد ثبت أنّ استخدام الشاشات قبل وقت النوم له أثر سلبي على النوم، حيث
أنّ حرمان الأطفال من النوم الكافي قد يكون مرتبطاً بضعف في سرعة المعالجة
وضعف في عمل الذاكرة، ويعني هذا أنّ التعلم يصبح أكثر صعوبة على الأطفال الذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم.
الوصول إلى المعلومات بشكل غيرمحدود
بما أنّ كل شيء متوفرٌ على الإنترنت، لذا فقد تكون قلقاً
من أن يعثر أطفالك على محتويات غير لائقة، أو أن يقرءوا عن أشياء عليهم تعلمها تحت إشرافك. ومن المؤكد أن
الهواتف ليست الطريقة الوحيدة ليصادف الأطفال ما لا ينبغي عليهم الوصول له، إلا أن
تعاملهم مع هذه التكنولوجيا حتما سيجعل هذا أمراً سهل الحدوث.
ترجمة: صميم الله عظمتي
تحرير: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا