كيف يؤثّر فصل الشتاء في مرض الربو؟
بقلم بات باس
من الممكن أن تتفاقم أعراض مرض الربو في
مختلف البيئات وقد تتراوح شدة هذه الأعراض مابين الخفيفة والشديدة على مدار السنة.
فمن الممكن أن يتأثر مريض الربو بفصل الشتاء كما يمكن أن يؤدي الطقس الشتويّ الجاف
والبارد إلى تهيّج المجاري الهوائية لدى بعض الناس، فكلّما زاد الوقت الذي تقضيه داخل
منزلك، زاد تعرّضك للمهيّجات الداخلية فيه. أمّا
إذا كنت تعاني من الربو التحسّسي، فإن المواد المسبّبة للحساسية مثل وبر الحيوانات
الأليفة والغبار يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه الأعراض لديك. كما يمكن أن يؤدي فصل الشتاء
إلى زيادة خطر الإصابة بالفيروسات التي بدورها قد تؤدّي إلى تفاقم هذا المرض.
ومن الممكن ألا تظهر عليك أعراض
الربو الشديدة إلا خلال مواسم معينة، وقد تكون هذه الأعراض ثابتة على مدار السنة. لكن
إذا عرفت أسباب نوبات الربو الشتوية، ستتعلّم طرق الوقاية منها و علاجها بطرقٍ أكثر
فاعلية.
محفّزات الربو الشتوي
يمكن أن تسبّب التغيّرات الموسمية في محيطك
الداخلي والخارجي التهاباً في رئتيك وتسبب تشنّجاً في القصبات الهوائية (ضيق مفاجئ
في المجاري الهوائية) والتي بدورها تؤدي إلى ظهور أعراض الربو مثل صفير الصدر وضيق
النفس والإحساس بضيق في الصدر أيضا.ً
البيئة الخارجية
قد يعتبر البعض أن البيئة الخارجية عاملٌ
رئيسيٌ للإصابة بالربو الشتوي. حيث يمكن أن يتسبّب الطقس البارد في تهيُّج مجرى الهواء
، مما يؤدي إلى تحفيز الربو. كما يمكن أن تؤدي
ممارسة التمارين الرياضية القاسية في الطقس البارد إلى تشنج في القصبات الهوائية وتفاقم
أعراض الربو، خاصّةً إذا ما كنت تعاني من الربو الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية.
يختلف تركيز الملوثات الخارجية المسبّبة
للربو بالمقارنة مع مكان سكنك ومن المحتمل أن تساهم بعض العوامل بتفاقم مرض الربو كانبعاثات
المصانع الضارّة، والرياح، والرطوبة، والتغيّرات في تركيزات الأوكسجين، وأكسيد النيتروجين
في الغلاف الجوي خلال فصل الشتاء.
أمّا إذا كنت تعيش في منطقة معتدلة أو غير
باردة شتاءً، فإن محفّزات الربو في الهواء الطلق ستقوم بدورها في جميع الأحوال، كغبار الطلع على سبيل المثال. وهذا يعني
أنه ثمّة عوامل عدّة يمكن أن تثير أعراض الربو على مدار السنة، فلا مفرّ منها.
البيئة الداخلية
إلى جانب البيئة الخارجية، قد تكون بيئتك
الداخلية السبب الرئيسي للإصابة بالربو في فصل الشتاء حيث تستنشق كثيراً من جزيئات
الهواء المسبّبة للربو، ويعود هذا الأمر لمقدار الوقت الذي تقضيه داخل منزلك.
إليك بعض المحفزات المنزلية الشائعة للربو:
- عثّ الغبار
- العفن
- الحساسية من الحشرات والفئران
- وبر الحيوانات: كلّما زاد الوقت الذي تقضيه مع حيوانك الأليف في المنزل، زاد تعرّضك للوبر.
ليس بالضرورة أن يكون التنظيف بكثرة داخل المنزل حلّاً للسيطرة على الربو، فالتعرّض للمنظّفات يمكن أن يكون سبباً لتحفيز الربو أيضاً.
أضف إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تشغيل الفرن
داخل المنزل إلى إثارة جزيئات صغيرة تنبعث من الفلاتر وفتحات التهوئة والسجاد، مما يجعلها تدور في الهواء داخل منزلك
أو مكان عملك، عدا عن حرق الأخشاب في المواقد للتدفئة ومجالسة أو وجود المدخّنين داخل
منزلك، وخصوصاً إذا أحجموا عن فكرة التدخين خارجاً في الجو البارد، فكل ما ورد
ذكره يؤدي إلى تفاقم الربو كذلك.
الالتهابات
تعدّ التهابات الجهاز التنفسي سبباً رئيساً
لدخول المستشفى، فالتهابات الجهاز التنفّسي المعدية تكون أكثر شيوعًا خلال فصل الشتاء
وقد تؤدّي إلى تفاقم آثار الربو لديك. ويمكن أن تؤدي هذه العدوى أيضاً إلى الإصابة
بتشنّج قصبي، مما يزيد من خطر إصابتك بنوبة ربو.
التشخيص
إذا لاحظت أنك تتنفّس بصعوبة أو أنك غالباً ما تشعر بضيقٍ في الصدرخلال فصل الشتاء،
ينبغي عليك مناقشة الموضوع مع مقدّم الرعاية الصحيّة الخاص بك وستحصل على تقييم طبّي
وفقاً لحالتك، حيث يتضمّن التاريخ والفحص البدني بالإضافة إلى الاختبارات التشخيصية.
وقد تحتاج إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية، إذا كان هناك قلق بشأن عدوى الرئة. وقد
تخضع لاختبارات وظائف الرئة (PFTs) إذا كنت تعاني من ضعف في التنفّس. أضف إلى ذلك، قد تخضع لاختبارات تشخيصية
خاصة بالربو لتحديد التغيّرات في القصبات الهوائية ووظائف الرئة بعد التعرّض لمحفزات
الربو.
كيف يتم تشخيص الربو؟
قد تعاني من ربوٍغير مُشخص. فإذا تم تشخيص
إصابتك بالربو، فيمكن أن تعني هذه الأعراض
أن الربو سيزداد سوءاً في الشتاء أو قد يتفاقم بشكلٍ عام.
العلاج والوقاية
إذا كانت أعراض الربو لديك موسمية، قد يصف
لك مقدم الرعاية الصحية نوعاً أو جرعةً مختلفةً من أجهزة أو أدوية التحكم بالربو بناءً
على احتياجاتك. فقد لا يكون نظام الأدوية الخاص بك في الشتاء نفسه فعّالاً في أوقاتٍ
أخرى من العام.
ستحتاج أيضاً إلى استخدام جهاز الاستنشاق لعلاج نوبات الربو. ومن الجدير بالذكرأنّ تتبّع عدد المرات التي تحتاج فيها إلى استخدام جهاز الإستنشاق خلال نوبات الربو يساعد مقدم الرعاية الصحية في وضع خطة علاج خاصة بك بشكلٍ أوضح.
ويمكنك أيضاً استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية للمساعدة على تخفيف بعض أعراض الربو لديك وهي:
- مضادات الهيستامين
- بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان
- بخاخات الستيرويد الأنفي
- قطرات العين
- المحلول الملحي الخاص بتنظيف الجيوب الأنفية
ومن المهم أن تحاول تتبّع أنماط الأعراض الخاصة بك. لاحظ متى تشتدّ أعراض الربو لديك، أفي المنزل أم العمل؟ أو إذا ما كان تشغيل التدفئة أو المروحة يزيد من هذه الأعراض. فعندما تتعرّف على محفزات الربو، يمكن لتجنّبها أن يساعد في تخفيف حدّة هذا المرض.
أيضاً، قد تحتاج إلى إيلاء اهتمام خاصٍ لبعض الأساليب الوقائية خلال فصل الشتاء. ومنها:
- استخدام فلتر خاص لنظام التدفئة في منزلك،
- التخلص من الغبار المتراكم في المنزل
- التوقف عن مشاركة الأغراض الخاصة أو مصافحة المرضى لتجنب التهابات الجهاز التنفسي العلوي
- غسل اليدين باستمرار وابعادهما عن وجهك لمنع انتقال العدوى
- الحصول على اللقاحات الموصى بها
- التعرض للشمس بشكل يومي إن
أمكن ذلك
- ارتداء قناع للوجه (إن أمكن) عندما تكون في الخارج لتجنب استنشاق الهواء البارد
- البقاء في الداخل في حال كانت الظروف الجوية الخارجية إلى تفاقم الربو لديك
- الأكل الصحيّ للحصول على نظام مناعة قوي
- تجنّب استنشاق الدخان (خصوصاً انبعاثات
التدفئة كحرق الأخشاب).