ماذا نقول بدلاً من "ذوي الاحتياجات الخاصة"
لماذا
يعتبر المصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة" مربكًا وجارحًا
بقلم
ليزا جو رودي
لقد حظي مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة" بدراسة مطوّلة على مر السنين لسبب وجيه ، وهو مصطلح مبهم و ملطف قد يكون جارحًا لبعض الناس، ومع ذلك يتم استخدامه في النطاق التعليمي والمجتمعي في الولايات المتحدة، ويتم استخدامه أحياناً بالتبادل مع المصطلحات التشخيصية أو كلمات مثل "معاق"، ويمكن القول أن مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة" لا يستخدمه القانون.
لقد
توجهنا للخبراء لمعرفة أصول مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة" للتعرف أكثر
على سبب النقاش والجدل الذي ينطوي عليه هذا المصطلح، وما البديل عنه.
أصول مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة"
يصعب تحديد أصول مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة"، ومن المهم ملاحظة أنه لم تظهر في الوثائق القانونية الرئيسية في تاريخ الولايات المتحدة، وأنها غائبة بشكل ملحوظ في قانون التعليم الأساسي والثانوي لذوي الاحتياجات الخاصة لعام 1965، وقانون إعادة التأهيل لعام 1973، وقانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة لعام 1990، وقانون الأمريكيين ذوي الإعاقة لعام 1990 و2014.
وتؤكد مورتون آن جيرسباتشير، حاصلة على الدكتوراه ،بروفيسورة في علم النفس في جامعة ويسكونسن- ماديسون أنه "لم تتم الإشارة [في هذه القوانين] للأطفال أو البالغين ذوي الإعاقة بذوي الإحتياجات الخاصة ، بل يتم الإشارة لهم دائماً في قانون الولايات المتحدة بالأفراد ذوي الإعاقة".
نحن
نعلم أن عبارة "ذوي إحتياجات خاصة" قد أصبحت عبارة شاملة- حيث أنها تعبر
عن جميع أشكال الإعاقة ومختلف التشخيصات، وتمت الإشارة مؤخراً بعبارة ذوي احتياجات
خاصة لأي شيء يتعلق بـ "الصعوبة في القراءة على المستوى التعليمي" و "عدم
القدرة على إتمام المهام اليومية الأساسية"، ونعلم أيضاً أنهاأصبحت دلالة ملتبسة
و مربكة وخاصة عندما تهدف إلى حصر مجموعة واسعة من الحالات والتشخيصات.
لماذا مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة"مربك.
يتم استخدامه اليوم على وجه العموم، ويشير لأي صعوبات سلوكية، أو جسدية، أو عاطفية، أو تعلمية والتي تتطلب توفير كافة وسائل الراحة الخاصة سواء كان في المدرسة، أو مكان العمل، أو في المجتمع.
وإنّ قائمة التشخيصات المتضمنة تحت مسمى "احتياجات خاصة" قائمة هائلة، و بعض التشخيصات المعروفة المرتبطة بالإطار الأكاديمي تتضمن:
1- التوحد
2- اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD)\(ADD).
3- صعوبات في التعلم (عسر
القراءة، وعسر الكتابة ..الخ).
4- متلازمة توريت.
5- الإضطرابات التي تتضمن الإعاقات الذهنية مثل: متلازمة داون.
ومن
الاضطرابات الأخرى غير متعارف عليها: اضطراب التعلم غير اللفظي، والذي يقع أيضاً تحت مسمى
ذوي الاحتياجات الخاصة.
لماذا تُعد العبارة "ذوي احتياجات خاصة" جارحة
يعبر مصطلح "ذوي احتياجات خاصة" عن مصطلحات متعارف عليها مثل "معاق"، وهي مصطلحات تستخدم لتلطيف معاني عبارات أخرى، حيث أننا لا نستخدم مصطلح مرحاض بل نلطف الكلمة باستبدالها بـ" سأذهب لدورة المياه"، أيضاً نحن لا نموت بل "نتوفى".
ويعتقد أن كلمة "إعاقة" أو "عجز" تحتاج الى تلطيف واستخدام عبارات أخرى مثل "احتياجات خاصة" وكان يعتقد الآباء أنه من الأريحية قول "ابني من ذوي الاحتياجات الخاصة" بدلاً من "ابني معاق".
ومع ذلك فقد أصبح مصطلح "الاحتياجات خاصة" موصوماً بنفس الطريقة مثل مصطلح "معاق"، وقد وجدت دراسة عام 2016 أن الأشخاص يعتقدون أن مصطلح "الاحتياجات خاصة" أكثر سلبية من كلمة "معاق".
لا
يعتبر وجود إعاقة إهانة ولا ينبغي أن نعتبره كذلك، فاستخدام التعبير التلطيفي في
التشخيصات أو حتى بدلا من "إعاقة" يخلق شعوراً بأن هناك شيء سلبي أو
محرج يجب إخفاؤه، وكذلك الأامر بالنسبة إلى استخدام مصطلحات أخرى مثل: "ذو
قدرات مختلفة" أو "معاق جسديًا".
ماذا نقول بدلاً من "احتياجات خاصة"
لم يستخدم القانون عبارة "احتياجات خاصة"، على خلاف كلمة "إعاقة" التي وردت في النص القانوني، وكلمة "معاق" هي كلمة مباشرة وتحمل معنًى صريح، لهذا يفضل أغلب الناس استخدامها على كلمة "احتياجات خاصة"، وكما ينص قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة "يُعرّف الفرد ذو الإعاقة بأنه شخص يعاني من إعاقة جسدية أو عقلية تحد بشكل كبير من ممارسة نشاط أو معظم أنشطة الحياة الرئيسية، أو شخص لديه تاريخ أو سجل لمثل هذا العجز، أو شخص يعتبره الآخرون ذا إعاقة. "
وثمة خيار آخر وهو وصف إعاقات الشخص عن طريق تسمية تشخيصه الخاص في بعض الحالات، ومن الجيد استخدام لغة "الشخص الأول" ("الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه") بدلاً من وصف الشخص من حيث إعاقته ("شخص قلق"). ومن المهم ملاحظة أن هذا ليس الخيار الأفضل دائمًا؛ على سبيل المثال يفضل بعض الأشخاص المصابين بالتوحد مصطلح "شخص متوحد".
نظرًا لوجود اختلافات في الرأي حول "أفضل" المصطلحات ، فإن الخيار المثالي هو السؤال ببساطة، هذا ليس ممكنا دائما، وعندما لا يكون كذلك ، فمن الأفضل استخدام المصطلح "معاق"، تجنب دائمًا المصطلحات التي من الواضح أنها تعابير تلطيفية للإعاقة، مثل "خاص" و "استثنائي".
تشرح إميلي لاداو ، مؤلفة كتاب "إزالة الغموض عن الإعاقة: ما يجب معرفته، وماذا تقول، وكيف تكون مسانداً لهم" وتقول "أعتقد أن تفضيلات اللغة هي اختيار شخصي، ويجب أن يكون لكل شخص الحق في اختيار مصطلحات التعريف التي يفضلها، أحاول تذكير الناس بأن ليس للغة مقاسٌ واحدٌ يناسب الجميع، خاصة وأن هناك أكثر من مليار شخص معاق حول العالم".