نصائح للتعامل مع نوبات غضب الطفل
بقلم ايمي مورين
إذا كان طفلك يرمي نفسه أرضًا ويصرخ ويخبط بقدميه على الأرض فلست وحدك من تعاني من هذا السلوك؛ جميع الأطفال يعانون من نوبة غضب من وقت للآخر.
يمكن التعامل مع نوبات الغضب بقليل من الصبر والمثابرة مع أنها قد
تكون محرجة ومحبطة. كما تساعد أساليب الانضباط على إدراك الطفل أن نوبات الغضب لن
تساعده في شيء.
أسباب نوبات الغضب
قد يتمالك الأطفال أنفسهم خشية إظهار مشاعرهم إلا أنّ مشاعر الإحباط لا بدّ أن تظهر من خلال سلوكهم. فالطفل الذي لا يعرف كيفية التعامل مع المشاعر المزعجة مثل الغضب والحزن وخيبة الأمل، قد يعاني من نوبات غضب. فهم يلجؤون إلى الصراخ والركل للتعبير عن طلب المساعدة لأنهم فقدوا السيطرة على أنفسهم.
ويكمن السبب الثاني في رغبتهم في السيطرة على الموقف؛ فهدفهم هو
الحصول على ما يشتهون؛ ويأملون بأن الصراخ سيدفعك لفعل ما يريدون.
الوقاية
لا يمكن الوقاية من جميع نوبات الغضب لكن يمكن لبعض الخطوات الاستباقية أن تمنع حدوثها.
راقب الوقت الذي يكون فيه طفلك عرضة لنوبات الغضب هل تحدث إذا كان جائعًا أو مجهدًا، إذا كان كذلك خطط مسبقا ولا تحدد له نشاطات مرهقة مالم يأخذ قيلولة ويأكل وجبة صحية خفيفة.
تحدث أحيانًا نوبات الغضب نتيجة لتوقعات طفلك غير المناسبة، مثلا إذا اعتاد طفلك الحصول على لعبة في كل مرة يذهب فيها إلى المتجر مع جدته، سيتوقع منك أن تشتري له لعبة.
يعتبر التعليم المسبق طريقة رائعة لمساعدة طفلك على تكوين توقعات واقعية، فقبل أن تصحبه إلى المتجر اشرح له ما سيحدث، يمكنك مثلًا أن تقول سنشتري بعض البقالة ثم نغادر، لن نلقِ نظرًة على الألعاب ولن نشتريها اليوم.
ضع قوانين قبل التعرض لمواقف جديدة، اشرح له ما الذي تريد من طفلك أن
يفعله؛ يمكنك قول سر بمحاذاتي وأبقِ يديك في جيوبك، وحذر طفلك من عواقب عدم اتباعه
القواعد.
لا تستسلم لنوبات الغضب
تأكد بأن نوبات الغضب ليست مجدية لطفلك، فإن حدثت النوبة في المتجر
لأنه يريد أن تشتري له لعبة، فلا تفعل. فالخضوع له سيوقف نوبة الغضب على المدى
القصير ، أما على المدى البعيد ستؤكد لطفلك بأن نوبات الغضب طريقة فعالة للحصول
على ما يريد.
كافئ طفلك على تحكمه في مشاعره بشكل لائق
تصرف طفلك اللائق يتطلب منك نتائج إيجابية، امدحه على تحكمه في مشاعره وأشد بتصرفاته الائقة ويمكنك قول”لقد أبليت بلاءً حسناَ في المتجر اليوم يا جوني بإصغائك للتوجيهات وتنفيذها”.
كافئ طفلك على حسن تصرفه. وقدم له ملصق إذا نجح في الخروج من المتجر دون بكاء، قدم له ملصقات كل دقيقتين إذا أحسن التصرف ولم يكن قادرًا على الإنتظار حتى نهاية التسوق. تتطلب استراتيجيات الانضباط الإيجابي مجهودا كبيرًا؛ لكنها ستمنع العديد من المشاكل.
العواقب السلبية لنوبات الغضب
تتطلب نوبات الغضب وضع عواقب ليتعلم طفلك أنّ عليه الامتناع عنها. وتجاهل السلوك أسلوب مذهل لتقليل النوبات؛ فليس من الممتع القيام بنوبة غضب دون مشاهدين.
يمكنك النظر إلى الإتجاه المعاكس وتظاهر بأنك لا تسمع شيء وتصرف وكأن
نوبة غضب طفلك لا تزعجك. قد يرتفع مستوى صراخه في البداية؛ ولكن سيتعلم في نهاية
الأمر أن نوبة الغضب لن تلفت انتباهك.
إذا كانت سلوكيات طفلك مزعجة للغاية بحيث لا يمكنه البقاء في المتجر، يمكنك على سبيل المثال اصطحبه إلى السيارة لقضاء بعض الوقت ثم أكمل تسوقك بمجرد أن يهدأ.
ضع في حسبانك أنك لست وحدك في هذه المعضلة وأن معظم الأطفال يفعلون ذلك، فقد تم إجراء إحدى الدراسات على 330 حالة نوبة غضب في بيئة سريرية مع الأمهات وأطفالهم؛ وقد وجدت أن معظم نوبات الغضب تستمر لمدة 3 دقائق. وكانت تبدأ نوبة الغضب بسلوك عدواني ثم يتحول إلى كَدَر. ولاحظ أغلب الآباء أن تصرفات أبنائهم تحسنت بعد الدراسة؛ وإن حدثت النوبة من جديد تكون وفق النمط المعتاد.
ترجمة: بومغيتي عزة
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا