أكبر المخاطرعلى صحة المراهقين
بقلم أمي مورين
يتعرّض المراهقون في هذه الأيام لمخاطر عديدةٍ
أكثر من أيِّ وقت مضى، من التنمر على شبكة الإنترنت وعمليات إطلاق النارفي المدارس
إلى إدمان الكحول وتعاطي الأفيون، كما ويتعرض المراهقون لدرجات أعلى من التوتر عما
كانوا عليه في أعوام مضت وزيادة في معدلات الانتحار.
حوادث السيّارات
تعد حوادث المركبات السبب الرئيسي للوفاة بين
المراهقين في الولايات المتحدة. وحسب تقديرات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها
يموت يوميا سبعة مراهقين ممّن تتراوح أعمارهم ما بين 16 و19 عاماً إثر حوادث السيّارات،
كما يتم نقل عدد أكبر إلى غرف الطوارئ بسبب الإصابات البالغة.
كما يتعرّض المراهقون الذين تتراوح أعمارهم
ما بين 16 إلى 19 سنة للموت أو الإصابة في حوادث تحطم السيارات أكثر من أي فئة
عمرية أخرى.
لذا يجب فهم العوامل التي تؤدي إلى حوادث
السيارات بين المراهقين قبل أن يقود ابنك المراهق المركبة، وتشمل هذه العوامل:
·
نقص الخبرة: حيث لا يمتلك المراهقون القدرة الكافية على
إدراك المواقف الخطرة، كما أنّهم يبدون ردود أفعال ضعيفة.
·
السرعة: ينزع المراهقون إلى القيادة بسرعة عالية والاقتراب من السيارات
المقابلة.
·
ربط حزام الأمان: تبلغ نسبة طلاب الثانوية العامة الذين يلتزمون
بوضع حزام الأمان أقل
من 60%. وفي واقع الأمر، نصف عدد السائقين في عمر الشباب الذين
لقوا حتفهم جراء حوادث السيارات عام 2017 لم يضعواأحزمة الامان.
·
القيادة تحت تأثير الخمور: تُظهر الإحصائيات أنّ واحد من
كل ستة مراهقين سبق له أن ركب مع سائق مخمور، وأنّ واحدا من كل عشرين أفاد أنه قام
بالقيادة بعد شرب الخمور.
الانتحار
يعتبر الانتحار ثاني الأسباب المؤدية للموت بين المراهقين. حيث زادت حالات الانتحار بين المراهقين بنسبة 56% بين عامي 2007 و2017. وتُشير الإحصائيات أنّه من بين كل أحد عشر طالباً في الثانوية، هنالك طالب واحد قد حاول الانتحار.
وتشمل العوامل التي تفضي إلى الانتحار الوحدة، والاكتئاب، والمشاكل العائلية، واضطراب تعاطي المخدرات. وتكون مثل هذه القضايا شائكة، ولا تكون نتيجة لعامل أو اثنين فقط في العادة. وتقل فرصة التورط في الممنوعات أو الإصابة بالاكتئاب عند المراهقين الذين هم على تواصل دائم مع بالغ واحد على الأقل.
كما يجب أن تكون على دراية بالعلامات التي تدل على أن المراهق يفكر في الانتحار، ويشمل ذلك:
·
الشعور بأنه عالة على غيره
·
العزلة
·
القلق المفرط
·
الشعور بالمحاصرة أو ألم لا يطاق
·
إدمان المواد المخدرة
·
البحث عن وسائل قاتلة
·
كثرة الغضب والانفعال
·
تقلبات مفرطة في المزاج
·
ظهور علامات اليأس
·
كثر أو قلة النوم
·
التحدث أو النشر عن الرغبة في الموت
· التخطيط للانتحار
إذا كنت تظن أنّ طفلك يفكر في إيذاء نفسه،
فاسأله إذا كانت تراوده أفكار حول الانتحار، وبيِّن له مخاوفك حول تصرفاته. أصغ له
باهتمام ولا تصدر أحكامًا عليه، وأخبره أنّ صوته مسموع وأنّه ليس وحيداً، وقم بعرضه على
أخصائي.
العنف المسلّح
يعد عنف العصابات وإطلاق النار مشكلة كبيرة في العديد من المدن في الولايات المتحدة. حيث أنّ الأطفال السود معرضون للموت بالأعيرة النارية بنسبه ثمانية أضعاف أقرانهم من الاطفال البيض.
ويظهربحث تم إجراؤه أنّ نحو 1 من كل 3 أسلحة نارية موجودة في البيوت يكون مُلَقَما بالرصاص و مفتوح الأمان ، ومعظم الأطفال على دراية بمكان احتفاظ الوالدين للسلاح. ومعظم الإصابات وحالات الوفاة بالأعيرة النارية بين الأطفال والمراهقين تكون بسبب الأسلحة التي يُحتفظ بها في المنازل.
حوادث القتل بإطلاق النارهي السبب الثالث
لموت كثيرمن الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-24.
التنمّر
حيث أنّ واحداً من كل ثلاثة مراهقين تقريبًا قد سبق له أن تعرّض للتنمّر –وهو شكل من أشكال العدواني، حيث يقوم شخص ما بمضايقة أو جرح شخص آخر قاصداً متعمداً ذلك وبشكل متكرر. وقد يكون التنمّر لفظياً، أو اجتماعياً، أو بدنياً، أو عبر شبكة الإنترنت بما يدعى التنمرٍ الإلكتروني. والتنمّر أمر شائع في المدارس، حيث أفاد مايقارب 30% من المراهقين بأنّهم قد مارسوا التنمّر.
يمكن أن يتسبّب التنمّر المستمر بالشعور بالعزلة، والطرد، والإقصاء، واليأس، إضافةً إلى الاكتئاب والقلق، ممّا قد يؤدي إلى سلوكيات انتحارية. وعلى الرغم من أنّ معظم المراهقين الذين يتعرضون للتنمّر لا يحاولون الانتحار، فإنّ أيّ مراهقٍ يمكن أن يكون ضحية للتنمّر.
وعلى الرغم من أنّ كثيرًا من المراهقين
يتعرضون للتنمّر، فإن 20-30% من المراهقين فقط يفصحون عنه لأولياء أمورهم.
هنالك
علامات تدل على أنّ ابنك المراهق ربما يتعرّض للتنمّر، وتشمل هذه العلامات:
·
العودة إلى البيت مصابًا
بجروح، وكدمات، أو خُدوش دون الإخبار عن سببها.
·
اختلاق أعذار لتجنب
الذهاب إلى المدرسة، أو الامتناع عن الذهاب أو ركوب الحافلة المدرسية.
·
الشكوى من الصداع،
وآلام المعدة، أو أمراض بدنية أخرى بشكل متكرر، أو حدوث اضطرابات في النوم، أو
رؤية كوابيس متكررة.
·
فقدان الاهتمام بالمهام
المدرسية.
·
ظهور الحزن ، أو المزاجية،
أو البكاء ، أو القلق ، أو الكآبة مكتئباّ عند العودة من المدرسة.
التدخين
التدخين هو سبب الموت الرئيسي الذي يمكن الوقاية منه في الولايات المتحدة الأمريكية. ويبدأ إدمان النيكوتين في الغالب عند المراهقين، وخاصة في سنة التخرج من الثانوية العامّة. وأكثر من ثلثي الأطفال قد سبق لهم تجربة التدخين أو تعاطي التبغ بانتظام.
وفي حين قل تدخين السجائر وغيره من أنواع التبغ في الخمس وعشرين سنة الماضية، فقد انتشر التدخين الإلكتروني (استخدام جهاز إلكتروني لتعاطي النيكوتين) كانتشار النار في الهشيم.
وقد ساد في بادئ الأمر اعتقاد بأنّ السيجارة الإلكترونية أكثر أماناً على الصحة من تدخين السجائر العادية؛ ورغم ذلك، تمّ اكتشاف مرض رئوي جديد عام 2019 يعرف ب EVALI(أمراض رئوية متعلقة باستخدام السجائر الإلكترونية).
فإذا صادفت ابنك يدخن السجائر العادية أو
الإلكترونية، فبدلا من الوعيد والتهديد، قم بالحديث معه لمعرفة سبب تعاطيه
للنيكوتين وإيجاد طريقة صحية للتصدي ذلك السبب.
اضطرابات التغذية
يبدأ ظهور اضطرابات التغذية بشكل متكرر خلال
فترة المراهقة، ويُساء فهمها على أنّها أسلوب حياة.
ويمكن أن يصاب بها كلا الجنسين، ولكنّها عند الفتيات أكثر من الشبان، فإذا كان طفلك منهمكًا بتناول الطعام، ومشغولًابشأن وزنه و جسمه، فقد يعني هذا أن طفلك يعاني من اضطرابات في التغذية.
وهنالك علامات أخرى عليك أن ِتَرصُدَها، وذلك يشمل:
·
تناول الطعام بكمية محددة.
·
نقص أو زيادة كبيرة في الوزن.
·
قضاء كثير من الوقت في الحمام للتقيؤ بعد الوجبات.
·
اختلاس الطعام
أو وتناوله في الخفاء.
· أكل كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير.
إذا لاحظت أنّ طفلك لديه علامة من
علامات اضطراب التغذية، فيجب الشروع في معالجته، ويشمل ذلك العلاج النفسي، والعلاج
بالأدوية، وحضور حصص في التغذية.
السمنة
حيث يوصف 20٪ من المراهقين في الولايات المتحدة طبيا بالسمنة، وهي أن يكون مؤشر الكتلة الجسمية عند نسبة 95% أو أعلى من الوزن الطبيعي للأطفال من نفس العمر والجنس.
وتكون العواقب الصحية لسمنة الأطفال خطيرة وتشمل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والربو، ومرض الكبد الدهني. وقد تتسبب أيضًا في مشاكل نفسية بما في ذلك القلق والاكتئاب، وتدني تقدير الذات، والتنمر. كما أنّها تضع حجر الأساس للبدانة والمشاكل الصحية عند البلوغ.
وتشمل العوامل المرتبطة بإصابة المراهقين بالسمنة المفرطة الآتي:
• استهلاك الأطعمة النشوية عالية الدهون
والأطعمة المعالجة (بما في ذلك الوجبات السريعة)
• قلة النّشاط البدني
• ممارسة الأنشطة قليلة الحركة كمشاهدة التلفاز، أو ألعاب الفيديو
• تدني تقدير الذات
• الكآبة
• المشاكل العائلية ومشاكل مع الأقران
• التاريخ العائلي مع السمنة
في الواقع ، لا يتناول 87٪ تقريبا من طلاب المدارس الثانوية الحصص الخمس الموصى بها من الفواكه والخضروات يوميًا ، في حين يتناول أكثرمن 25٪ ما يزيد عن حصتين من المنتجات عالية الدسم يوميًا. ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن حوالي 33 ٪ من طلاب المدارس الثانوية لا يمارسون تمارين بشكل كافٍ، فيما يلتحق 36٪ منهم فقط ببرامج التربية البدنية اليومية.
وقد يكون التعامل مع مشاكل الوزن فترة المراهقة أمرا معقدا. حيث يمر معظم المراهقين بزيادة نمو خلال هذه السنوات، وغالبا ما يكتسبون وزنًا قبل أن يزداد طولهم. ويشعر العديد من المراهقين بعدم الارتياح حيال أجسامهم الجديدة وحساسية تجاه الحديث حول أوزانهم.
فإذا كنت قلقًا حيال وزن ابنك الزائد، استخدم حاسبة مؤشر كتلة الجسم التابع لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الخاص بالأطفال والمراهقين، أو اطلب تقييما لوزن طفلك في المرات القادمة. وتعتبر نسبة 85٪ من مؤشر كتلة الجسم زيادة في الوزن، بينما تعتبر 95٪ سمنة.
كما يشمل علاج السمنة، إنقاص الوزن وتغيير نمط العيش، بما في ذلك تحسين
النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية الروتينية. ويمكن لاستشارة أخصائي
التغذية أن تساعدك في وضع خطة غذائية متوازنة. ويمكن أن يساعد تناول الأكل الصحي في
العائلة في دعم ابنها المراهق دون إحساسه بأنّه مستهدف.
ترجمة: صميم الله عظمتي
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا