For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قوة التفاؤل

 قوة التفاؤل

 

إنَّ إيمانك بقدراتك هو أول وأهم خطوة تخطوها سواءً عزمت على تغيير حياتك بالكامل أو تحقيق هدفٍ متواضع.

 

بقلم باهرام أكرادي

 

قدَّم يودا في فيلم حرب النجوم حكمةً قصيرة للشاب لوك سكايووكر، والتي لربما أصبحت خالدة حيث تشكل دعامةً لنا، إذ قال يودا "سواءً فعلت أم لم تفعل، فلا تحاول".

كانت تلك الرسالة حافزًا جبارًا في نفس لوك؛ فقد شحنت طاقته للعمل "أكسبته القوة"، وجعلته يتحكم بقدراته الكامنة. إلا أنني أعتقد أن كثيرًا من الناس لم يدركوا بعد مدى أهمية تطبيق هذا الدرس  واستثماره في حياتهم. 

كانت رسالة يودا واضحة على الرغم من مراوغته؛ فقد أراد أن يقول في عبارته: تتضافر قدرتنا على تحقيق هدفٍ ما إلى حدٍ كبير مع إيماننا بقدرتنا وإصرارنا على تحقيقه، سواءً اتخذنا القرار وشرعنا بالعمل أم لم نشرع به بعد. 

إننا نعشق عبارة "سأحاول" فهي تعبير عن تأييدنا لعمل مشروعٍ ما، إلا أنها تنطوي في كثيرٍ من الأحيان على تنصُّلنا من المسؤولية. 

إذ إنَّ "المحاولة" هي ادِّعاء بذل جهد دون توخِّي تحقيق الغاية؛ بإتمامها والتعهُّد بها. وهي بذلك تُمثِّل محطةً على طريق الفشل. 

ووفقًا لخبرتي، فإنك في حال شرعت بالمحاولة بقنوٍط و توانٍ، فإنّك تستنزف طاقتك دون إحساس قوي بمدى ارتباطك بتحقيق نتائج إيجابية؛ وقد لا تشرع بالمحاولة على الإطلاق. 

إذًا لماذا يستمر معظمنا بالتعنُّت حيال إجراء المحاولات؟ أعتقد أنّ أحد الأسباب يعود إلى الخوف من المجهول؛ فمن طبيعتنا نحن البشرأن نحبذ الوضع الذي نعيش فيه حتى وإن كان مؤلمًا ومثيرًا للإحباط. إذ أننا لا نعلم ما تخبأه لنا الحياة وراء أيّ إنجاز نحققه حتى وإن كان بناءً. 

ولا ريب في أنّ ذلك الجانب أكثر أمانًا، إذ أنه شمَّاعةً نعلِّق عليها أعذارنا بأنّ ما نرغب به قد لا يتحقق. 

أذكر شابًا كان يعمل لدي منذ سنوات، وكان يعمل بكٍد واجتهاد بغية تحقيق النجاح. وقد قمت بتدريبه وقدّمت له التشجيع؛ ومنحته العديد من الفرص للتقدم، إلا أنّه كان كلما حقق نجاحًا بعد سعيٍ دؤوب، يتشتت تركيزه بالقلق والتفكير فيما إذا كان بمقدوره جني ثمار المشقة، وذلك بدلًا من أن يتصور النجاح الذي يصبو إليه ويركز اهتمامه على طريقة تحقيقه.

 

كان يقول "إنني أحاول" 

ولا شك في أنّ ذلك الشاب كان جادًا في عمله، لكنه كان يتعثر بأيّ عائق يواجهه ويشك بقدراته في كل خطوةٍ يخطوها. فقد كان يطلق العنان لهواجسه ولا يصوغ تطلعاته. مما قوّض ثقته بنفسه وأنهك قواه وشتت تركيزه. ناهيك عن ابتعاد الناس عنه. 

وفي نهاية المطاف انتقل الشاب إلى عمل آخر. أتمنى أن يكون قد حقق نجاحًا عظيمًا، لكن إن لم يتمكن من شق طريقه والمضي قدمًا؛ فأظن أنه سيبقى عالقًا في قارعة الطريق. 

ينزع الناس عادًة إلى الإعتقاد أنّ تحقيق النجاح يجعلهم يشعرون بالثقة، إلا أنني أعتقد أنّ الأمر على عكس ذلك تمامًا. فالأشخاص الذين يؤمنون بقدراتهم ويتعهدون بالالتزام، لا يسعهم إلا أن يصبحوا أفرادًا ناجحين. 

هل تعد الثقة بالنفس والتفاؤل ضامنان لتحقيق النجاح في جميع الأحوال؟ بالتأكيد لا. علمًا أنّهما عنصران أساسيان،  فإذا تيقّنت أنّك ستنجح، فربما تنجح. أما إذا افترضت أنّك ربما تنجح، فستفشل حتمًا.

ترجمة: أ.ظلال مصطفى صباغ
تدقيق ومراجعة: أ.مادلين مأمون 

المصدر: من هنا

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads