أهمية أسلوب التحدث مع الطفل
بقلم كاثرين لي
يشغل بالنا كثيرًا نحن الآباء الأسلوب الذي يخاطبنا به أطفالنا وكيف
يتصرفون، ونأدبهم عندما يخطئون، ونأكد على أهمية تحليهم بالأخلاق الحميدة وننبههم على التصرفات الفظة، إلا أنّنالا ننتبه
لما ننتقي من ألفاظ ولا لطريقة كلامنا معهم.
تقييم أسلوب تحدثك مع طفلك
يصعب على الأباء تقييم تصرفاتهم بموضوعية، عندما تفكر في وصف الطريقة التي تتعامل بها مع طفلك يوميا، تخيل نفسك وأنت تسجل انفعالاتك ثم تشغل الصور الرقمية والصوت من جديد، هل سيبدو صوتك صبورًا وعطوفًا؟
هل ستبدومهتمًا لما يقوله طفلك؟ أم تثرثر على الهاتف، وتراسل الأصدقاء وتتحرى الرسائل على هاتفك بدل توجيه تركيزك الكلي على طفلك؟ إذا ما سجلت صوتك ثم شغلت التسجيل من جديد هل تظن بأنك كنت تفعل كل ما في وسعك؟
إذا كانت إجابتك لا، فعليك التفكير في طريقة لتغيير الأسلوب الذي
تتعامل به مع طفلك. هل صوتك قاس، أوغير صبور أو غاضب عندما تحدث طفلك عن خطأ قام
به. هل تتجادل مع طفلك حتى لو لم يقم بتصرف خاطئ
فقط لأنك متعب؟
أسباب تجعلك تستخدم نبرة إيجابية
ثمة العديد من الأسباب المهمة التي تدفعك لاستخدام نبرة صوت وكلمات إيجابية لتجعل تواصلك مع الأطفال إيجابيًا ومجزيًا.
غالبًا سيصغي ابنك لك
أتفضل أن يتحدث إليك أحدهم بنبرة قاسية وناقدة أم شخص يتحدث معك بهدوء
وعقلانية وبصوت لطيف؟
حتى إن كنت تعترض على أمر ما
أو كان عليك أن تصوب ما فعله ابنك. سيجذب انتباهه صوت لطيف ونبرة جدية وسيجعله
أكثر انصاتًا لما تقوله.
القسوة ليست مجدية
لن تحصل على نتائج حسنة لمجرد صراخك والتكلم بعدائية مع طفلك، بل ستزيد الطين بلة وتضر علاقتكم؛ في الواقع أثبتت الأبحاث أن الصراخ مضر مثله مثل التربية القاسية. سينصت طفلك على المدى القريب لكن إذا رغبت بأن يحسن طفلك المهارات اللازمة لضبط تصرفه، فأحسن طريقة هي التحدث إليه بلطف.
يتعلم الأطفال من خلال تصرفاتنا، فالطريقة الوحيدة لجعل طفلك يتحدث
بلطف معك هي أن تتحدث بهدوء معه فالانتقاد المستمر والتحدث بقسوة معه ينتج عنها ما
لا يحمد عقباه.
تكوين علاقة قوية
يمكنك دعم أواصر العلاقة بينك وبين طفلك إذا ما عاملته بكل احترام
ولباقة. فعندما تتحدث لطفلك قل شكرًا ومن فضلك ؛ واشرح له بكل جدية بأنك تتوقع منه
أن يفعل نفس الشيء؛ إذ إنّ تعاملكما مع بعض بأسلوب حسن وباحترام سيقربكما من بعض، فالكلمات
السيئة والنبرة القاسية ستعطي نتائج عكسية.
يصبح طفلك أكثر احترامًا
حين تستخدم نبرة لطيفة مع طفلك في المنزل، فمن المؤكد أنه سيقوم بهذا أيضا في المدرسة وفي أماكن أخرى، و في الحال سيطري من حوله على تصرفاته المؤدبة وطريقة حديثه الحسنة، وسيشعر بالفخر بمهاراته التي سيتمتع بها حتى مرحلة المراهقة وما بعدها.
تخيله مراهقًا مؤدبًا و يعرف كيف يعبر عن نفسه بطريقة مؤدبة، وهذا
ممكن إذا ما غرست فيه هذه المهارات.