كيف تتجنب إصدار الأحكام؟
هل سبق لك أن تأنّيت وأحصيت عدد
المرات التي تصدر فيها أحكاماً بشأن الأشخاص أو المواقف أو الأحداث في اليوم؟ فهي عادة
شائعة نمارسها جميعنا.
على سبيل المثال، عندما
نلتقي بشخص ما، فإننا ننزع إلى الحكم على مظهره ووضع افتراضات حول نمط حياته. وبينما نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نقرر ما إذا كانت
ملابس الأشخاص الآخرين تلاقى استحساننا لا، ونمعن النظر في تسريحات شعرهم، ونسخر
من تصرفاتهم الغريبة، كما أننا نصدر أحكاماً على وجبات إفطارهم.
توضح ميغان ماركوم، الحاصلة
على درجة الدكتوراه في علم النفس وكبيرة الأخصائيين النفسيين في مؤسسة إدارة
المنشآت الطبية الأمريكية في مجال الرعاية الصحية AMFM Healthcare، أن إصدار الأحكام يعني رؤية الأمور من خلال عدسة النقد.
إنّ
إصدار الحكم هو قدرة معرفية تساعدنا على تقييم الأشخاص والمواقف والعلاقات بناءً
على الأدلة الحسية المتاحة أمامنا للوصول إلى الاستنتاجات واتخاذ القرارات. ١ وعلى الرغم من أنّها قدرة ذات أهمية ، فإنّه من الضروري أن
نستخدمها بشكل صحيح وألا نفرط في انتقاد الآخرين.
تستعرض هذه
المقالة فوائد أن تكون أكثر انفتاحاً وتقترح بعض الطرق التي تجعلك تتجنّب إصدار الأحكام.
تحدد الطبيبة
ماركوم بعض الصفات التي يتسم بها الأشخاص الذين يُصدرون أحكامًا مقارنة بالأشخاص الأكثر انفتاحًا.
الأشخاص الذين يُصدرون
الأحكام
·
المبالغة
بالانتقاد
·
وضع
افتراضات سلبية، دون الإلمام بجميع الحقائق
·
النظرة
إلى العالم بتحيُّز شخصي
·
قلة
التعاطف مع الآخرين
·
التقليل
من قيمة الآخرين من أجل الشعور بالتفوق
· النظر إلى الآخرين على أنهم خصوم أو منافسون
· غالباً ما يكونون غير سعداء
الأشخاص المنفتحون
·
التّفهم
·
التمتع بعقلية
منفتحة ورؤية أفضل ما في الأشخاص والمواقف
·
التمتع بنظرة
عادلة وواعية
·
التّعاطف مع
الآخرين
·
عدم مقارنة النفس
بالآخرين
·
يحظون بعلاقات
داعمة وسليمة
· الشعور بالرضى
الفوائد التي تعود عليك عندما تبتعد عن إصدار الأحكامتناقش الطبيبة
ماركوم بعض الفوائد التي ستعود عليك عندما تصبح تبتعد عن إصدار الأحكام:
- المزيد من الإيجابية: ينبع إصدار الأحكام من طاقة سلبية. فالابتعاد
عن إصدارً الأحكام يتيح لك رؤية العالم بنظرة إيجابية. وتشير الدراسات إلى أن
امتلاك موقف إيجابي يساعدنا على عيش حياة أكثر سعادة وصحة. ٢
- علاقات محسنة: التعرض للأحكام المسبقة يُبعد الآخرين
عنك ويجعل من الصعب عليهم الوثوق بك. وفي المقابل ، فإنّ التّعاطف والتّفهم
يساعد على بناء علاقات داعمة.
إليك 6 طرق لكي تتجنب إصدار الأحكام
تشارك الدكتور ماركوم بعض
الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على أن تتجنب إصدار الأحكام.
راجع أفكارك
تتمثل الخطوة الأولى في
إدراك أنّك تتجنب إصدار
الأحكام بالفعل . يمكنك أن تبدأ في مراجعة أفكارك بشكل
أكبر، حتى تتمكن من تحديد الوقت الذي تُصدر فيه الأحكام.
ابحث عن أفكار أو عبارات
مثل:
·
"ما
الذي يفعله/يقوله/يرتديه [هذا الشخص]؟"
·
"يجب أن يقوم [الشخص] [بفعل هذا الأمر] بدلاً من [هذا الأمر]. "
حلِّل افتراضاتكإذا كانت لديك وجهة نظر سلبية تجاه شخص ما، فاسأل نفسك عن الأساس الذي تستند إليه في تكوينك لوجهة النظر تلك. هل قمت بصياغة وجهة نظرك بناءً على الحقائق؟ هل لديك كل المعلومات أم تحتاج إلى معرفة المزيد من المعطيات عن الموقف؟ |
كن مدركاً لتحيُّزاتككن على دراية بالتحيزات والمعايير الثقافية لديك. وعليك أن تعلم أن نظرتك للحياة محدودة حيث تستند في تكوينها إلى تجاربك الخاصة. |
كن متعاطفاًاجعل تعاملاتك مع الآخرين يسودها التعاطف والرحمة، حتى لو كانوا يبدون أو يفكرون أو يلبسون أو يتحدثون أو يتصرفون بشكل مختلف عنك. |
وسّع آفاقك
|
مارس التفكير الإيجابييمكنك تطوير عقلية أكثر إيجابية من خلال الممارسة. فإذا وجدت نفسك تفكر في فكرة سلبية بشأن شيء ما أو شخص ما، فقاوم أفكارك لمحاولة رؤية الجانب الإيجابي في الموقف بدلاً من ذلك. يمكنك أيضاً تخصيص بضع دقائق كل ليلة لتحديد الأمور الجيدة التي حدثت في ذلك اليوم وشكر الله على ما أنعمه عليك. يمكنك اختيار أداء هذا التمرين بنفسك في عقلك أو تدوين الأفكار في دفتر يوميات أو القيام بهذا التمرين مع أحد الأشخاص المقربين. ترجمة: آلاء طارق محمد تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ المصدر: من هنا |