ما يجب على الآباء معرفته حول استخدام المراهقين لوسائل التَواصل الاجتماعيتسلط إرشادات جديدة الضوء على أفضل طرق دعم المراهقين. أُصدِرَ مُؤخراً في شهر التوعية بالصحة العقلية
مجموعتان من الإرشادات حول استخدام المراهقين وسائل التواصل الاجتماعي. أفادت تقارير كلاً من الجمعية الأمريكيةلعلم
النفس، و الجرّاح العام الأمريكي فيفك مورثي، بأنّه القول قطعاً أنّ وسائل
التواصل الاجتماعي سيئة أو جيدة. لكن من الواضح أنّ بعض المراهقين يعانون من
تجارب يمكن أن تضر بصحتهم الاجتماعية والعاطفية في هذه الفترة الحرجة من حياتهم والتي
تؤثِّر على ثقتهم بأنفسهم وتكوين قيمهم ومتانة روابطهم الاجتماعية. إن من دواعي سروري أن أوضح بعض الإجراءات التي
يمكننا اتخاذها بالمنزل لحماية ودعم أطفالنا، حيث أن معظم الأهل يشعرون بفقد السيطرة
فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي مع أطفالهم. وذهبت توصيات الجرّاح العام لخطوة أبعد حين
وضّح كيف يمكن لشركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون جزءاً من الحل. ما الذي يستطيع الوالدين فعله من المنزل؟يجب على الآباء أن يعلموا أن وسائل التواصل الاجتماعي تعرِّض أطفالهم لمحتوى غير مناسب لتطورهم النفسي والجسدي. كما وتؤثر على أفكار المراهقين الأصغر سناً بين (10 – 14 عاماً) وتسبب انحرافهم الفكري في أهم فترة من فترات تطور أدمغتهم. فإنّ دماغ المراهق جاهزة لاكتساب معلومات اجتماعية وهذا سبب أهمية العلاقات مع الأقران في هذه المرحلة العمرية. وبات ضغط رز الاعجاب لمنشور وسيلتهم لاكتساب المعلومات من المجتمع. حيث أظهرت دراسة حديثة وجود تحفيز عالٍ للمنشورات ذات العدد الكبير من الإعجابات والعكس. حيث يتم تحفيز دماغ المراهق للاهتمام بتلك الصور ذات الإعجابات الكثيرة ونشرها، مما يؤدي إلى ترسيخ فكرة أن رأي الآخرين أهم من الرأي الشخصي. ناهيك عن تأثره الكبير بالمحتوى الذي يحظى بعدد كبير من الإعجابات وشعوره بالانهيار النفسي في حال لم تحقِّق منشوراته النجاح المرجو. تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر معلومات مضلِّلة
والعنصرية والتصورات النمطية والكراهية. وتشير آخر الأبحاث أن المراهقين أكثر
عرضة لتصديق الأخبار الكاذبة من البالغين، إذ أنّهم يجدون صعوبة في التمييز بين
الحقيقة والكذب. وأظهرت الدراسات أن 52% من المراهقين يعتبرون الأخبار الكاذبة
أخباراً حقيقية موثوقة. فمثلاً، عندما يبحث أطفالنا عبر الانترنت عن معلومات عن نوع
الجنس أو حتى جماعات عرقية، يتم تقديم إجابات نمطية لهم تميل الى التحيز ضد
الجماعات غير البيضاء مثلاً، أو غير محددي الجنس، أو مع الذكور …الخ تصف سفيا أموجا نوبل في كتابها "خوارزميات
القمع" نوع من "تمييز الببانات "حيث يقومون بالتعصب ضد ذوي البشرة
السمراء وخاصة النساء. لذا يجدر بنا أن نشارك هذه المعلومات مع مراهقينا الصغار
حتى يتبيّنوا أنّ المعلومات التي يرونها عبر الانترنت، قد تكون كاذبة وتسبب
الأذى. ساعد المراهقين على التواصل مع العالم خارج وسائل
التواصل الاجتماعي من واجب الآباء خلق بيئة تعطي الأولوية للحياة بعيداً عن العالم الافتراضي، حيث يواجه المراهقون صعوبة في ضبط وقتهم على وسائل
التواصل الاجتماعي. وينصح بتخصيص وقت خالٍ من الشاشات، وتعزيز النشاط البدني،
والخروج للتجول، ودعم النوم السليم من خلال إبعاد الأجهزة خارج غرفة النوم. وهنا يطرق أذهاننا هذا السؤال، هل نحتاج إلى
اقناعهم؟ أظهرت إحدى الدراسات وجود علاقة قوية بين قوانين
الوالدين التي تحد من استخدام الانترنت قبل النوم وبين نوم المراهقين السليم.
فكلما كان هناك قيود أكبر على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في سن مبكرة
واتباع سلوكيات صحيحة، أصبحت تلك عادات راسخة. فقبل أن يكون لدى المراهق جهاز
خاص، على الآباء ترسيخ أساس قوي ومتين حتى يكونوا قادرين على تحمُّل المسؤولية
المصاحبة لاقتنائه. انتبه من استخدامك لهاتفك الخاص أمام أبنائك يكتسب الأطفال أفكارهم الأولى نحو الأشياء مثل شرب الكحول وما هو مناسب من السلوكيات الأخرى من والديهم. فإذا كنا نستخدم هواتفنا بكثرة ونتصفح مواقع التواصل الاجتماعي طوال الوقت منشغلين عنهم، فإننا نوجد لذلك قيمة في أذهان أطفالنا جراء انشغالنا به. لا يعني ذلك بالضرورة أنّ الآباء لا يمكنهم استخدام وسائل التواصل
الاجتماعية. فقد أظهرت دراسات حديثة أنّ الآباء الذين يشاركون بنشاط على وسائل
التواصل الاجتماعي، مثلاً كصناعة المحتوى، لديهم قواعد وحدود واضحة لاستخدام
أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال إجراء محادثات صريحة معهم وأن يكونوا
قدوة لأبنائهم يحتذى بها. ومرة أخرى أكرر النصيحة: ابدأ بوضع الحدود وتقديم المعلومات لهم في وقت مبكِّر قدر المستطاع قبل أن يقتني أطفالك جهازاً خاصاً؛ لأن ذلك من
شأنه التسهيل عليهم اتخاذ قرارات سليمة بشأن ما تبثُّه إليهم مواقع التواصل
الاجتماعي. كيف يمكن لشركات التكنولوجيا الموجهة للمراهقين أن تكون جزءاً من الحل؟ هذه الشركات موجهة للمراهقين منذ البداية. يمكن لهذه الشركات بالتعاون مع المراهقين أن تصمِّم أدوات رقمية تلبي
احتياجاتهم واهتماماتهم العامة. لقد قمنا في مختبر تابع لجامعة كاليفورنيا في
سان فرانسيسكو بإجراء دراسة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لنعرف كيف يرغب
المراهقون الكبار في تصميم برامج تساعد على الإقلاع عن التدخين. جمعنا معلومات
عن طريقة التدخل السريري الذي كان له صدىً كبيراً مع شبابنا اليوم. تركز معظم شركات وسائل التواصل الاجتماعي على عكس هذا النهج مع مجموعة
مختلفة من أصحاب المصلحة. وأكرر ثانية هنا أنّ إشراك المراهقين في تصميم الأدوات
الرقمية التي يستخدمونها خطوة هامة في تحقيق رفاهيتهم بدلاً من إيذائهم. اتبع إرشادات دعم سلامة المراهقين وتطورهمهناك إرشادات في قمة الأهمية تخص كيفية تصميم وسائل
التواصل الاجتماعي والخدمات الرقمية الأخرى الموجهة للشباب، وتهدف إلى إعطاء
الأولوية لسلامة الشباب وتدعم تفاعلاتهم بما يتلاءم مع تطوراتهم النفسية والاجتماعية
المتشابكة. فمثلاً يوفر الرمز البريطاني إرشادات حول كيفية تصميم مواقع الانترنت
من أجل حماية وسلامة الشباب. كما يوضح الطبيب الجراح ممارسات إضافية للسلامة عن
طريق التصميم التي على هذه الشركات اتباعها. عندما تعطي الشركات أولوية لدعم المراهقين منذ
البداية؛ فإنهم بذلك يحدون من أذى المراهقين جراء استخدامهم لمواقع التواصل
الاجتماعي وكذلك يضبطون تفاعلاتهم معها. أشعر بارتياح كبير، بصفتي باحثةً وأخصائيةً ووالدةُ،
عندما أرى أنّ الجمعية الأمريكية لعلم النفس والجراح العام الأمريكي يطلقان نداء
انذار بشأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأيضاً تأثيرها على المراهقين في
الوقت الحاضر. نحتاج إلى الحديث حول كيف يمكن للوقت المنفق على الانترنت أن
يساعد أو يضر أطفالنا. |