أنواع الذاكرة
أنواع الذاكرة الأربعة الرئيسية ووظيفة كل منها
بقلم توكيتيمو أوهوفوريولي
تُعرف الذاكرة بأنها
القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها عند الحاجة. ويوجد أربعة أنواع عامة
للذاكرة وهي: الذاكرة الحسِّية، والذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة العاملة، والذاكرة
طويلة المدى. يمكن تصنيف الذاكرة طويلة المدى بشكل أكبر على أنها إما ضمنية (غير
واعية) أو صريحة (واعية).
تُشكل هذه الأنواع مجتمعة ماهيتنا
كأفراد، لكننا لا نفكر كثيراً في طريقة عمل الذاكرة. فهي ظاهرة تتضمن العديد من
العمليات ويمكن تقسيمها إلى أنواع مختلفة يلعب كل منها دوراً مهماً في الاحتفاظ
بالمعلومات واسترجاعها.
أنواع الذاكرة الأربعة الرئيسية
تناول الباحثون والخبراء تصنيف الذاكرة
على مدار العديد من السنوات. ويتّفق العديد منهم على أنّ هناك أربع فئات رئيسة
للذاكرة وتندرج جميع أنواع الذاكرة الأخرى تحت تلك الفئات الأربع الرئيسية.
كما تُصنف الذاكرة في بعض الأحيان حسب
المراحل والعمليات. يرى الأشخاص الذين يصنفون الذاكرة إلى نوعين مميزين فقط، الذاكرة الضمنية والصريحة، أنّ الأنواع
الأخرى من الذاكرة، مثل الذاكرة الحسِّية وقصيرة المدى وطويلة المدى، ليست أنواع الذاكرة
ولكنها مراحل متعلقة بها.
الذاكرة
الحسِّية
تتيح الذاكرة الحسِّية تذكُّر
المعلومات الحسِّية بعد توقف المثير الحسّي. ويعتقد الباحثون الذين يصنفون الذاكرة
بصفتها مراحل، أنّ جميع الذكريات الأخرى تبدأ بتكوين الذكريات الحسِّية. وعادةً ما
تحتفظ ذاكرتك الحسِّية بالمعلومات لفترات وجيزة. فعندما تريد تذكر الإحساس بلمسة
شخص أو صوت سمعته بشكل عابر، فإن هذه الانطباعات تُخزَّن في الذاكرة الحسِّية.
عندما تستمر التجربة الحسِّية في الحدوث
بشكل متكرر، وتبدأ في إضافة ذكريات أخرى إليها، فإنّها لن تظل في ذاكرتك الحسِّية.
فقد تنتقل إلى ذاكرتك قصيرة المدى أو بشكل دائم إلى ذاكرتك طويلة المدى.
يوجد ثلاثة أنواع من الذاكرة الحسِّية: الأيقونية، التي تسجل المعلومات المرئية أو البصرية، والصدَوية، التي تسجل
المعلومات السمعية، واللمسية، التي تسجل المعلومات اللمسية.
الذاكرة
قصيرة المدى
تتيح الذاكرة
قصيرة المدى، كما يوحي اسمها، استرجاع معلومات محددة عن أي شيء لفترة زمنية
قصيرة. وتختلف الذاكرة قصيرة المدى عن الذاكرة الحسِّية في أن مدى احتفاظها
بالمعلومات ليس وجيزاً جداً لكنه ليس دائماً أيضاً مثل الذاكرة طويلة المدى. كما تُعرف
الذاكرة قصيرة المدى أيضاً بالذاكرة الأولية أو النّشطة.
تقدِّر الأبحاث أنّ الذكريات قصيرة
المدى تدوم لمدة 30 ثانية فقط. ٣ فعندما
تقرأ سطراً في كتاب أو سلسلة من الأرقام التي يتعين عليك استرجاعها، فإنّها تُخزّن
في الذاكرة قصيرة المدى.
يمكنك الاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرتك
قصيرة المدى من خلال تكرارها باستمرار. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى تذكر
سلسلة من الأرقام، فيمكنك تكرارها حتى تقوم بكتابتها. ولكن، إذا طُلب منك تذكر هذه
الأرقام بعد مُضي 10 دقائق تقريباً من كتابتها، فإنك على الأرجح لن تتمكن من فعل
ذلك.
الذاكرة
العاملة
تُعد الذاكرة العاملة أحد أنواع الذاكرة
التي تتضمن قدراً صغيراً وفورياً من المعلومات التي يستخدمها الشخص بنشاط أثناء
أداء المهام المعرفية.
بينما يعتبر بعض الخبراء أن الذاكرة
العاملة هي نوع ذاكرة رابع قائم بذاته، إلا أنّها يمكن أن تندرج تحت تصنيف الذاكرة
قصيرة المدى، وفي كثير من الحالات، يتم استخدامهما بالتبادل.
الذاكرة
طويلة المدى
نقوم بتخزين الغالبية العظمى من
ذكرياتنا في ذاكرتنا طويلة المدى. ويمكن تصنيف أي ذكرى لا يزال بإمكاننا تذكرها
بعد مُضي 30 ثانية على أنها ذكرى طويلة المدى. تختلف هذه الذكريات من حيث الأهمية؛
بدءاً من تذكُّر اسم أحد الأشخاص الودودين الذين التقيتهم في المقهى المفضل لديك
ووصولاً إلى تذكر بعض المعلومات المهمة مثل تاريخ عيد ميلاد صديق مقرب أو عنوان
منزلك.
تستوعب الذاكرة طويلة المدى مقداراً غير
محدودمن المعلومات ولفترات زمنية طويلة. ويمكننا تقسيم الذاكرة طويلة المدى إلى
فئتين رئيسيتين: الذاكرة الصريحة والضمنية.
الذاكرة طويلة المدى الصريحة
الذكريات التي يتم استقبالها من خلال
الذاكرة طويلة المدى الصريحة هي ذكريات يتم تشكيلها واسترجاعها عن قصد وبشكل واعٍ.
تحتفظ الذاكرة الصريحة بمعلومات مثل تاريخ عيد ميلاد صديقك المفضل أو رقم هاتفك. وفي
الغالب، يتم بها تخزين الأحداث البارزة في حياتك مثل أحداث الطفولة وتواريخ سنوات
التخرج أو الأعمال الأكاديمية التي تعلمتها في سنوات الدراسة.
وبشكل عام قد تكون الذكريات الصريحة عرَضية
أو دلالية.
·
تتكون الذكريات
العَرضية من أحداث معينة في الحياة. وتشمل المرة الأولى التي ركبت فيها دراجة
أو يومك الأول في المدرسة.
- تشير الذكريات الدلالية إلى الحقائق والمعرفة التي تم اكتسابها
على مدار السنين. فعلى سبيل المثال، عندما تتذكر حقيقة عشوائية أثناء قيامك بحل
أحجية الكلمات المتقاطعة، فإنك تسترجعها من الذاكرة الدلالية.
تؤثر أمراض مثل مرض الزهايمر بشكل كبير على الذكريات الصريحة.
الذاكرة طويلة
المدى الضمنية
تتضمن الذاكرة
الضمنية تذكراً غيرمقصود للذكريات على عكس الذاكرة الصريحة. حيث تتشكل الذكريات
الضمنية دون وعي ومن الممكن أن تؤثر على طريقة تفكير الشخص وتصرفه.
غالباً ما تلعب الذاكرة الضمنية دوراً
عندما نتعلم المهارات الحركية مثل المشي أو ركوب الدراجة. فإذا تعلمت ركوب الدراجة
عندما كنت في العاشرة من عمرك ولم تقم بركوبها مجدداً إلا عند بلوغك عشرين عاماً،
فإنّ الذاكرة الضمنية تساعدك على تذكر كيفية ركوبها.
يمكننا استرجاع الذكريات طويلة المدى من
خلال عدة طرق مختلفة. ويُمثل الاستدعاء والتعرف وإعادة التعلم الأنواع الثلاثة
لاسترجاع الذكريات. ٥
لماذا نمتلك أنواعاً مختلفة من
الذاكرة؟
تُعد جميع أنواع الذاكرة المختلفة لدينا
مهمة، وتمتلك جميعها وظائف مختلفة. حيث تتيح لك الذاكرة قصيرة المدى معالجة
المعلومات واستيعابها في لحظة. فعندما تقرأ فقرة في كتاب وتستوعبها، فإنّ ذلك يكون
بفضل ذاكرتك قصيرة المدى.
تُخزن ذكرياتك القيمة والعزيزة في
ذاكرتك طويلة المدى. وتُسهل ذاكرتك طويلة المدى كيفية المشي والتحدث وركوب الدراجة
والمشاركة في الأنشطة اليومية. كما أنها تتيح لك استرجاع التواريخ والحقائق
المهمة.
في أنشطتك اليومية، لا بد أن تجد نفسك معتمداً
على ذاكرتك طويلة المدى أكثر من غيرها. فبدءاً من الاستيقاظ من النوم ومروراً بغسل
الأسنان ووصولاً إلى ركوب الحافلة المناسبة التي تُقلك إلى عملك، فإن ذاكرتك طويلة
المدى تُسهل عملية تذكر كل هذه الخطوات.
كيف تتشكل هذه الأنواع من الذكريات؟
تتضمن عملية تكوين الذكريات ثلاث مراحل
مميزة تبدأ بالترميز. يُعد الترميز الطريقة التي تنتقل بها المحفزات الخارجية
والمعلومات إلى الدماغ. ويحدث ذلك من خلال أي حاسة من حواسك الخمس.
يُمثل التخزين المرحلة الثانية، حيث
تُخزن المعلومات التي يتم استقبالها إما لفترة وجيزة، كما يحدث في الذاكرة الحسِّية
والذاكرة قصيرة المدى، أو بشكل دائم، كما يحدث في الذاكرة طويلة المدى.
يُمثل الاسترجاع المرحلة الأخيرة. إنّ
الاسترجاع هو قدرتنا على استعادة الذكرى التي صنعناها من مكان تخزينها. وتُعبّر
هذه العمليات أيضاً عن الطريقة التي يمكن بها تحويل الذكريات الحسِّية إلى ذكريات
قصيرة المدى أو الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى.
كيف تقوي ذاكرتك؟
من الشائع أن تسمع أشخاصاً يشكون من ضعف الذاكرة. فعندما نحاول استرجاع المعلومات التي
قمنا بترميزها وتخزينها، ولا يمكننا ذلك، تكون ذاكرتنا قد خذلتنا.
الخبر السار هو أنه من الممكن تقوية
ذاكرتك وجعل عملية ترميز المعلومات وتخزينها واسترجاعها أكثر سلاسة. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تقوية ذاكرتك:
- اعتنِ بجسمك. إذا اعتنيت بجسمك عن طريق اتباع نظام غذائي متوازن
وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، فإنك بذلك تعمل على تحسين
صحة دماغك مما يساعدك على معالجة الذكريات واسترجاعها بشكل أفضل.
- دّرب عقلك. هناك العديد من الأنشطة والأحجيات التي يمكنك القيام بها لمنح عقلك تمريناً رائعاً.
- استفد من التقويمات والمخططات. أفرغ بعض المعلومات الموجودة في
عقلك من خلال الاستعانة بالتقويمات والمخططات لتذكر الأمور الصغيرة مثل قوائم التسوق وأوقات الاجتماعات.
داوم على ممارسة النشاط العقلي. تساعدك القراءة والكتابة والتعلم المستمر على الحفاظ على نشاطك العقلي، مما يعمل على تقوية ذاكرتك.
ترجمة: آلاء طارق محمد
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا