For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيف تدعم صحة طفلك العقلية؟

 

كيف تدعم صحة طفلك العقلية؟

بقلم شيري غوردون

 

يحرص الأبوان بشدة على صحة أطفالهم الجسدية.

ويتحققان  من  تناولهم الطعام جيدًا، وحصولهم على التّطعيمات، واستمرار نشاطهم البدني.

علمًا أنّ سلامة الطفل النفسية والعاطفية لا تقل أهمية عن صحته البدنية وتحقيق جودة الحياة له.

يساعد دعم الصحة العقلية لطفلك - كدعم صحته الجسدية تمامًا- على تطوير المرونة التي يحتاجها للتعامل مع العقبات أثناء نموه ليصبح بالغًا يتمتع بصحة نفسية جيدة.

تقول "كيري هيث" الخبيرة والمستشارة بالصحة النفسية: ترتبط صحتنا النفسية بكل جوانب حياتنا سواء كان جانب بدني أو عاطفي أو ارتباطي أو روحي.

وكل جانب منها مرتبط ارتباطًا وثيقا بالآخر.

ففي حالة تأثر أيًّا منها سينعكس هذا التأثير -على الأغلب- على صحتنا النفسية.

 

لماذا الصحة العقلية للطفل بهذه الأهمية؟

عندما يتمتع الطفل بصحة عقلية جيدة، يكون قادرًا على التفكير بوضوح وتكوين صداقات وتعلم أشياء جديدة.

كما أنه يطور مهارات مثل الثقة بالنفس، وتقدير الذات، ومهارة المثابرة، وتحديد الأهداف، واتخاذ القرارات،  ومهارات التّكيف، وإدارة المشاعر الصعبة، وينّمي نظرة عاطفية سليمة عن الحياة.

فتعلم تلك المهارات ليس بالشيء السهل ويحتاج إلى كثير من الممارسة خاصة إذا كان طفلك يعاني من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق.

وفي الواقع، لا تعد المشاكل النفسية أمرًا نادر الحدوث،

وإهمال تلك المشاكل له أثر كبير على حياة الطفل.

فالأطفال بالمرحلة الابتدائية الذين يعانون من المشاكل النفسية هم أكثر عرضة للغياب عن المدرسة.

وأكثر عرضة بثلاثة أضعاف للفصل والطرد من أقرانهم.

بالإضافة إلى العواقب طويلة الأمد مثل الاضطرابات العقلية والحالات الطبية المزمنة.

توضح 'هيث' أنّ المشاكل النفسية في سن مبكرة قد تؤدي إلى اضطرابات عقلية واضطرابات تعاطي المواد المخدرة في سن الرشد.

وأنه من المهم تعليم الأطفال مهارات التّكيف لتجنُّب السلوكيات عديمة الفائدة لاحقًا ومن أجل إدارة العواطف.

يمكن للآباء إبطال تلك الإحصاءات عن طريق دعم صحة أطفالهم النفسية و وتقديم المساعدة التي يحتاجونها في مواجهة المُعيقات النفسية.

 علمًا أنّ الصحة النفسية لا تتحقق بين عشيّة وضحاها.

وللوالدان دورٌ كبيرٌ في تعزيز صحة الطفل النفسية وطلب المساعدة عند الحاجة وتوجيه الطفل في الحياة.

والآن نضع بين يديك بعض الطرق التي تساعدك على دعم صحة طفلك النفسية.


إظهار الحب غير المشروط

إنّ إظهار الحب غير المشروط هي واحدة من أهم الطرق التي تدعم صحة طفلك النفسية.

 لذا احرص أن يكون طفلك على علم بأنك تحبه مهما كانت الظروف والمشاكل التي تواجهه فأنت تحبه و ستبقى دائمًا بجانبه.

فالأطفال بحاجة لفهم أنّ جميعنا نرتكب أخطاء ولكن علينا أن نتعلّم منها.

وتأكد أنك تضع مشاكل طفلك في إطار يمكِّنه من التعلم بدلًا من استخدامها في الاستدلال على فشله.

وحتى إذا كنت محبَطًا بسبب أحد اختياراته فلا بد من إخبار الطفل بأنّ شعورك هذا لا يضاهي حبك له.

 

امدح شخصيته

إن التشجيع، والثناء، والعبارات التحفيزية كلها طرق يمكن للوالدين من خلالها ليس بناء ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته فحسب، بل الأهم من ذلك، دعم صحته النفسية.

 إذ تُظهر الأبحاث أن تدني تقدير الذات يرتبط بالقلق والاكتئاب والضغط الأكاديمي، والتي تؤثر جميعها بشكل كبير على جودة حياة الطفل.

حيث أنّ تدني تقدير الذات قد يؤدي إلى التفكير في الانتحار.

تقول 'هيث' امدح السمات الشخصية لأطفالك أكثر من مدحك لصفاتهم الجسدية ودافعيتهم نحو التحصيل .

يستجيب الأطفال للتعزيز الإيجابي ونحن نريد أن نعزز ما نريد أن يكرروه مثل إظهار العطف والتعاطف وتقديم العون للآخرين .

 

اقضِ وقتًا برفقته

إن قضاء الوقت مع العائلة لا يقوي الروابط الأسرية فحسب، بل يقضي حاجة الآباء إلى لقاء أطفالهم ويوفر لهما فرصة لمعرفة الصعوبات التي تواجه الأبناء والتعرف على أحلامهم.

كما يرسل رسالة مفادها أن أطفالك ذو قيمة وأنك تهتم بما يجري في حياتهم من أحداث. 

تقول هيث: "يمكن للوالدين تخصيص وقت لأطفالهم من خلال القيام بأنشطة مثل تناول وجبات عائلية، أو التنزه معًا، أو إنجاز مشاريع معًا، أو المساعدة في أداء الواجبات المنزلية، أو اللعب سويًا بالألعاب.

وتوضح هيث أنه يجب عليك أيضًا التعرف على أصدقاء طفلك.: "أظهر لأطفالك أنك تهتم أيضًا بالأشخاص الذين يهتمون بهم".

  ويمكنك بالإضافة إلى ذلك التدخل عندما يكونون في علاقات أو صداقات غير سليمة وذلك بتقديم الإرشاد لهم  ليكونوا أصدقاء أفضل.

 

ابقَ على تواصل معه

يفسح التحدث باستمرار مع طفلك المجال لتعليمه كيفية حل المشكلات الصعبة.

 عليك أن تستوعب  المشاعر التي يمر معها. يقول توريس: "يتيح الاتصال المفتوح للأطفال الشعور بالحرية لاستكشاف مشاعرهم".

"من المرجح أن يلاحظ الآباء الأمور التي لا تكون على ما يرام حين  يتحدثون مع أطفالهم باستمرار."

تقترح هيث طرح أسئلة مفتوحة الإجابة، فيمكنك البدء بالسؤال عن يومهم بعد المدرسة أو الحفلة أو أي نشاط مهم. فإن مشاركة طفلك هذه الأمور - الجيدة والسيئة - سيوفر لك فرصًا لمساعدته في تصويب الأخطاء.

بناء الثقة

يقول توريس: "أحد الاحتياجات الأساسية للأطفال هو الشعور بالأمان، فعندما يشعر الأطفال بالأمان، فإنهم يتطورون ويتعلمون كما يجب. وتكون هناك احتمالية أقل لمواجهة مشكلات الصحة العقلية وعندما تحدث، تكون نتيجة اضطرابات بيولوجية."

وتقول هيث إنّ خلق بيئة في منزلك يشعر الأطفال فيها بأمان أثناء التعبير عن مشاعرهم ومناقشة صراعاتهم هي إحدى الطرق لتعزيز مشاعر الأمان والثقة .

ويمكنك تطبيق ذلك بأن تكون قدوة حسنة لهم.

تقول هيث: "يتعلم الأطفال بالقدوة، إذا رأوا أنّ مشاركة مسائلهم الخلافية والصعوبات التي يواجهونها أمرٌ مقبول، فربّما يُقبلوا على والديهم."

 

علامات تخبرك أن طفلك يحتاج مساعدة خارجية

بالرغم من معاناة كل الأطفال من تقلبات عاطفية، إلا أنّ هناك بعض الإنذارات التي تشير إلى أنّ الطفل قد يحتاج إلى زيارة مقدم رعاية صحية أو أخصائي صحة عقلية.

تواصل مع شخص ما على الفور إذا ظهرت إحدى هذه العلامات لدى الطفل:

·         - يظهر الجزع أو القلق المفرط.

·         - يبدو أقل ثقة أو يشعر بالضيق تجاه نفسه.

·         - يبتعد عنك أو عن الأصدقاء أو الأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها.

·         - ظهور تغيرات كبيرة في عادات الأكل والنوم.

·         - يعاني أكاديميًا أو لديه مشكلة مع الأصدقاء.

·         - يبدو يائسًا ومكتئبًا أو يتحدث عن الانتحار .

·         -ينخرط في السلوكيات السلبية في كثير من الأحيان.

·         - يتحدث عن سلوكيات إيذاء النفس أو يشارك فيها.

·         - يشارك في سلوكيات مدمرة للذات أو لديه مشاكل في التحكم في الانفعالات.

·         - يبدو سريع الانفعال أو ينزعج بسهولة.

·         - يكتب عبارات مثل "إذا فررت بعيدًا لن يلاحظ أحد ذلك."

وبشكل عام إذا كنت قلقًا بشأن طفلك - حتى لو لم تكن أفعاله أومواقفه مُدرجة في هذه القائمة - فتحدث إلى أحد مقدمي الرعاية الصحية؛ إذ يمكنهم مساعدتك في تحديد ما هو طبيعي وما هو ليس كذلك طبقًا لعمر طفلك وتطوره.

والأهم من ذلك، يمكنهم التأكد من حصول طفلك على المساعدة التي يحتاجها.

ترجمة: هند مصطفى السيد حجازي

تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا



عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads