أربعة إجراءات بسيطة تعزز الذكاء الحواري
بقلم تِم إلمور
- تعلّم
طرح الأسئلة: يمكن القول إن مهارة طرح الأسئلة قد ضاعت بين ملايين
الأشخاص، خصوصًا بين أجيال الشباب. ففي اللحظة التي استطعنا فيها التفاعل عبر
الشاشات، صرنا كسالى، اجتماعيًا وعاطفيًا؛ فنحن نختبئ خلف الشاشات، ونتشاجر
مع الغرباء على الشاشات، ونهجر معارفنا من الشاشات. أن تكون ماهرًا في طرح
الأسئلة يعني أن تتجاوز الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها بـ "نعم"
أو "لا". وبدلًا من ذلك، لما لا تطرح سؤالًا يُعبِّر عن فضولك تجاه
حالة الشخص الآخر؟ فعندما تُظهر الفضول، سيُنظَر إليك على أنك محاور مذهل.
وبما أن ذلك قد يكون غريبًا على الآخرين، ابدأ بطرح سؤال آمن وسهل عن أمور
عامة، ثم انتقل إلى أسئلة شخصية وكاشفة أكثر. ابدأ بكلمات مثل: مَن؟ وأين؟
وما؟ ومتى؟ ولِما؟
2.
تعلّم
حسن الاستماع: في رأيي، هذه مهارة أخرى مفتقرة. وكما علَّمنا المؤلف ديفيد
أوجسبرجر: "إنَّ الشعور الذي يراود الإنسان عندما يستمع أحد إليه قريب جدًا
من شعور أنه محبوب، إلى درجة أنّ الشخص العادي لا يُفرِّق بينهما". إذ يجب أن
يشكِّل الاستماع نصفَ الحوار على الأقل، إذا لم يكن أكثر من ذلك. وأنا أعي جيدًا
مقدار كلامي ومقدار استماعي عندما أتفاعل مع الآخرين. وهذا يساعدني على تجنب
الهيمنة على النقاش. قال المؤلف كيفن كيلي: "حتى لو لم تنطق بأي كلمة، وأصغيت
بكلِّيّتك، سيرى الأشخاص أنك محاور رائع". ولتحقيق حسن الاستماع، يجب أن
نتجنب الأشكال الشائعة من "الاستماع المزيَّف" مثل: الاستماع الناقد،
حين ننتقل إلى خاتمة الحوار مبكرًا، أو الاستماع الانتقائي، حين لا نسمع إلا لما
نريده فحسب، أو الاستماع العجول، حين نقاطع حديث الآخرين أو ننهي جملهم بأنفسنا،
أو الاستماع المتعالي، حين نتظاهر أننا نستمع لكننا في الحقيقة لاهون في عالمنا
الخاص، أو الاستماع العنيد، حين نكون قد اتخذنا آراءنا بحسم.
3.
تعلّم
التعاطف: إنَّ التعاطف،
مهارة مفتقرة أيضًا، وتصعب ممارستها، خصوصًا خلف الشاشة. وبكل صراحة، لقد قابلتُ
شخصًا الأسبوع الماضي وأخبرني أنه لا يريد بذل مجهود كبير في العلاقات، ولهذا لا
يتفاعل مع الأشخاص إلا من الشاشة. ومن الجدير بالذكر أنّ الثقافة الأمريكية تختلف عن
ثقافات معظم دول العالم. ففي حين أنّ معظم الدول الصناعية تتأثر سلبًا بالأجهزة
المحمولة، يتشتت انتباه الأمريكيين بالهواتف المحمولة وبروح الانشقاق التي لديهم
منذ ولادتهم. يتصف الأمريكيون بالفردية الشديدة، ويتجلى هذا في طريقة حياتهم
(تزداد أعداد من يعيشون ويأكلون ويسافرون بمفردهم) وطريقة قيادتهم (تزداد أعداد
السائقين الأنانيين بدلًا من السائقين الدَمِثين). إنهم يؤمنون بمبدأ "البقاء
للأقوى"، ولذلك يجب علينا أن "ننتبه للإجراء الأول". يتطلب التعاطف
منا أن نضع أنفسنا مكان الآخرين ونشعر بمشاعرهم، ثم نُعبِّر عنها بالكلمات (إشارات
شفهية)، وبلغة
الجسد (إشارات غير شفهية)، وبنبرة الصوت
(إشارات شبه شفهية).
4.
تعلّم
الاسترسال في الرد: هذه مهارة أخرى مفقودة لدى كثير من الناس. تتمثل في بدء
الإرسال والاستقبال والاسترسال، تمامًا مثل مباراة التنس. يتعين على اللاعب أن
يبدأ في إرسال الكرة ثم يستعد لاستقبالها والاسترسال في ردها. وقد يستمر اللاعبان
الماهران في الاسترسال في الرد عدة مرات. وكذلك الحال مع الحوار. لقد وجدتُ أنه من
المفيد أن أعرض نفسي على أنني "مضيف" وليس "ضيفًا" بغض النظر
عن أيهما كنت. وهذا يعني أن أتحمل مسؤولية "البدء بإرسال" أول سؤال أو
ملحوظة، ثم أسترسل في الحوار حتى ينتهي بشكل طبيعي، وبكل أريحية. وعندما أسافر
وأحاور الناس، عادةً ما أجهِّز خمسة أسئلة لطرحها على الجمهور. أدخل القاعة
مبكرًا، وأُعِدُّ الأجهزة التكنولوجية وشرائح العرض التقديمي، ثم أصافح الأشخاص
وأتعرف إليهم. وعندما يحين موعد حواري، أكون قد تعرفت إلى حوالي ثُلّة من الأشخاص
وأشعر بأُلفة فيما بيننا. وبعد التعليق
على ملحوظة في الحوار، ربما أسترسل في الرد قائلًا: "أخبرني أكثر عن
ذلك". أو "أراهن على أنّ ذلك كان محرِجًا. ماذا فعلت حينها"؟ أو
"ماذا حدث بعد ذلك"؟
.يمكن أن يجني شباب اليوم نفعًا من الذكاء الحواري المُعزَّز. لذا فلنساعدهم من خلال صياغته له
ترجمة: أحمد فهمي
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر من هنا