كيف تساعد إبنك على تعزيز ثقته بنفسه
خطوات وإرشادات لدعم الثقة بالنفس لدى إبنك
بقلم
سارة ليندبرغ
يسعى كل والدين إلى تربية أطفال يتمتعون بثقة عالية بالنفس تُمكّنهم من الصمود في مواجهة مصاعب الحياة و تحقيق النجاح. و في حين أنّ وِجهة الوالدين بشكل أساسي تكون بالتركيزعلى "النفس"، إلا أنّهما يؤديان دورًا جوهريًا في تعزيز كفاءة الأبناء وشعورهم القوي بالذات والذي يعد أمرًا هامًا لصحة أبنائهم النفسية وشعورهم بالسعادة.
وتعد الرعاية الذي يقدّمها الوالدين لابنهم وإلتزامهم بما يقولون حين يطلب منهم من الإرشاد، أمرًا فارقًا بين ما يعتقده عن نفسه و ما يشعربه من ارتياب حيال قدراته.
ونقدم
هنا بعض الإرشادات العامة التي يمكنك إتباعها لتساعد إبنك على تطوير ثقته بنفسه.
ضاعف رصيده من تقديره لذاته
يتم
إستخدام مفهومي الثقة بالنفس وتقدير الذات بصورة تبادلية، إلا أنّهما مفهومان
مختلفان بعض الشيء، فحين تجعل لإبنك رصيدًا من تقديره لذاته، فإنّك بذلك تُقدّم
رعاية وحبًا له بصرف النظر عن سلوكياته، فمثلًا يمكنك أن تخبره عن إفتخارك به أو تُقدّم
له إطراء عن تحقيقه إنجاز ما.
وعندما
تظهر حبك وتقديرك له بكل الأحوال، فإنّ هذا سيعزز تقديره لذاته وشعوره بالإعتزاز
بالنفس، وحين تتكون تلك المشاعر لدى الطفل، يصبح من اليسير بالنسبة له إكتشاف فرصٍ
جديدة وتَقبُّل المجهول بثقة مما يعززثقته بنفسه ويجعله على إستعداد ليثق بقدراته.
خصّص وقتًا للعب معه
يتعلم الأطفال بكافة الأعمارمن خلال اللعب والتفاعل مع الآخرين، ودورك كوالد يوجب عليك أن تكون رفيق إبنك في اللعب مما يجعلك الفرد الأول الذي يعينه غلى تطوير إحساس عالٍ بالنفس.
فأنت
تبيِّن لإبنك أنّه ذو قيمة وأنّه جدير بقضائك وقتًا في اللعب معه والخروج للتنزه أو الجلوس معه ومطالعة كتبه المفضلة، فهذا
يشعره بالقيمة والدعم ويجعله في جاهزية لمواجهة مصاعب الحياة.
إنتبه إلى مدى تكرار الثناء عليه
يُفضِّل الأطفال بكافة الأعمار إلتماس تأييد والديهم، وفي الحقيقة يشعرالأطفال بمدى إستحقاقهم من خلال أسلوبي المديح والتغذية الراجعة الإيجابية التي يقدِّمها الوالدين لهم، ولهذا من المهم للغاية أن تكون واقعيًا في مديحك لأبنائك.
يقول الطبيب جيف نلين إختصاصي بعلم النفس السريري ومؤسس ومدير تنفيذي في مركز ماليبو للمعالجة النموذجية، عليك أن تقدم لإبنك التغذية الراجعة الإيجابية حين يحقق نجاحًا أو يسعى إلى خوض تحدٍ، لكن إيّاك والمديح غير المبرر، ويوضح قائلًا " إضافة إلى أهمية مديح الأبناء، يتعين عليك أن تبدي إستحسانًا على كفاءتهم"
يفقد الأطفال الذين يتلقون مديحًا بلا جدوى على الدوام شعورهم بالتحفيز لتجاوز المعوقات والمضي قدمًا نحو ما نأمله منهم.
كما أنّهم يشعرون بإحساس مزيف بالتأييد والذي يتلاشى حينما يواجهون التحديات، وذلك حسبما صرّح نالين.
وتوجيه
المديح جُزافًا لإبنك قد يعيق أداءه ويزيد من صعوبات التعلم لديه ويقوده إلى
مستويات عالية من القلق، لهذا يقول نالين أنّ الأطفال الذين يُقدم لهم الثناء على
قدراتهم في مواجهة المحن والنهوض من العَثَرات، فإنّهم يكتسبون ثقة راسخة توصلهم
إلى مرحلة البلوغ.
تأنّى قبل أن تقدِّم العون
يحتاج
الأطفال إلى الكثير من التمرين على التحكم بالنفس وتجاوز الصعاب، لذا فإن منحهم
فرصة المحاولة بمفردهم
قبل تقديم العون لهم يساعد على بناء ثقتهم بأنفسهم.
ويوضح نالين قائلًا "يتعين على الوالدين تنمية مهارة حل المشكلات لدى الطفل فهي مهارة أساسية من مهارات الحياة." فقد يستهويك إسعاف إبنك وقت مواجهة العقبات مما يحدُّ من قدراته ويجعله يهتم بنفسه فقط. ويقول أيضًا "أنّ الأطفال الذين يتعلمون مهارة حل المشكلة سيكونون على إستعداد لمعالجة القضايا التي تواجههم والسيطرة على القلق الذي ينتابهم بسلام."
ولطرحك سؤال مناسب على إبنك دور في حثه على حل المشكلات
وتقديم العون له، ويقول نالين أنّ هذا الأسلوب يحث الطفل على التفكير النقدي و
إيقاظ الوعي لديه وإكتشافه لذاته.
تَقبَّل المجازفة
يقول نالين بما أنّ حدوث الأخطاء أمر حتمي، يتعين على الوالدين أن يعلّموا أبناءهم أنّ الفشل أمر لابدّ من حدوثه وأنّه يكسبُ خبرة تعلم كبيرة في الحياة، وحين يواجه الأطفال حالات إخفاق فمن اللازم أن يُقدِّم الوالدين الدعم غير المشروط من خلال الإصغاء لهم ومنحهم التشجيع بصرف النظرعن النتائج التي يحققونها.
ويقول
نالين "حين يقع الأطفال في الفشل، عليهم إدراك أنّ إعادة المحاولة لا تقتضي
التأخير وأنّ الإستمرار ببذل الجهد ذو أهمية تفوق النتائج المرجوة."
ويقول
نالين أنّ بإمكان الوالدين أن يرسخوا تلك القيم من خلال خوضهم المجازفات مع أفراد
الأسرة.
ويضيف
قائلًا "إن الشروع بممارسة هواية جديدة أونشاط أو تكوين صداقات جديدة، تعد
أساليب جيدة لتعليم الأطفال الخروج عن نطاق شعورهم بالارتياح وتقديرقيمة المتعة
والتشويق التي تأتي من خوض المجازفات."
تحقق من ثقتك
إذا أردت أن تساعد إبنك على تعزيز الثقة فعليك أولًا بنفسك.
يقول
نالين "يقلد الأطفال والديهم ببراعة لهذا ينبغي على الوالدين أن يكونا على
قدر من الوعي بالأسلوب الذي يعالجان فيه المشكلات التي تواجههما."
ويشير
إلى أنّ تقبُّل الفشل والمصاعب مع الثقة هو أسلوب هام لتعلم الأطفال أنّ تعرُّضَهم
للعوائق وخيبات الأمل هو أمر يجب أن يكون مقبولًا لهم فهو من طبيعة الحياة.
ويقول "أنّ الأطفال الذين يلاحظون إصرار
والديهم على إعادة المحاولة بعد الخيبة، يصبحون على إستعداد أكبر في مواجهة
التحديات."
إبتعد عن قول "لكن"
تقول
جينا بالومبو وهي معالجة أطفال وبالغين، عليك إستبدال كلمة "لكن" بحرف
"و"، فعلى سبيل المثال يمكنك قول "واو، هاقد أنجزت واجبك بسرعة،
لكن هل تأكدت من صحة الإجابات؟"
وللأسف،
إبنك يفهم قولك كالتالي "لقد أنجزت واجبك على عجل، من المؤكد أنّك لم تنجزه
كما يجب." وقد إقترحت إضافة حرف العطف "و" إلى كلامك مما لا يدفعك
إلى أن تلغي الكلام الذي يسبق "لكن."
المصدر: من هنا
إقرأ أيضًا:8 أساليب لتربية مراهق واثق من نفسه