العمرالذي تتضح فيه شخصية الطفل الحقيقية
بقلم
ربيكا فراسير ثيل
نقوم بنسب
بعض سمات الشخصية للأطفال منذ نعومة أظفارهم، كأن نقول "إنّه طفل مبتهج"،
أو "إنّها رائقة المِزاج" أو نعبِّرعن رأينا في الطفل فنقول "عنيد"،
إلا أنّ هذه السمات قد تشير إلى ما سيحدث مستقبلًا، فشخصية إبنك لا تبدأ بالتشكل
بالفعل إلا في مرحلة لاحقة.
وهناك أسباب واقعية تمكن الوالدين من التنبأ بشخصية إبنهم مستقبلًا، فتربية طفل إنطوائي قد يتطلب مجموعة مهارات وأساليب عديدة أكثر من تربية طفل إنبساطي الطبع. والطفل الذي تتميز شخصيته بسمات متنوعة يستجيب بشكل أفضل لمحفزات وأساليب إنضباط عديدة.
وسمات الشخصية
تلك تبدأ بالظهور في مرحلة التعليم الابتدائي، وسنعرض الطرق التي يمكنك من خلالها
أن تعلم متى تبدأ شخصية إبنك بالظهور وما هي دلالتها.
حالة إبنك المزاجية ليست شخصيته
نرى تلميحات لشخصية الطفل منذ مرحلة طفولته الأولى. فعلى سبيل المثال بعض الأطفال الرضع يتطلبون أمورًا روتينية، بينما يكون آخرون أكثر مرونة. ويسمي علماء النفس تلك الدلالات التي تظهر مبكرًا "بالحالة المزاجية".
والحالة المزاجية هي فطرية، وبمعنى آخر يكون لدى الأطفال حالة مزاجية بشكل طبيعي، إلا أنّ الحالة المزاجية ليست هي شخصيتهم.
والشخصية هي مجمل الإستجابات العاطفية والموقفية والسلوكية. ولا تظهر بالشكل الصحيح إلا عند إقتراب سن البلوغ.
وتبعًا لما صرَّح به عالم النفس دان مكادمز أنّ شخصية الفرد تتجلى بملاحظة سمات محددة في شخصيته على مدى سنوات.
وسمات
الشخصية تلك لا تبرزمن خلال سلوك واضح وثابت حتى العشرينات من العمر.
ويمكن
قبل تلك المرحلة ملاحظة سلوك الطفل كردود فعل على شخصيات من هم في محيطهم، في حين
أنّ الإستجابات السلوكية تبدأ في سن 11 و12 من العمر.
5 سمات شخصية بارزة
تتجلى السمات الشخصية بعدة طرق تمامًا مثل الحالة المزاجية وذلك حسبما وضّحه العديد من الباحثون.
وتوجه
إحدى أشهرنظريات الشخصية التركيزعلى خمس سمات أساسية للشخصية وهي:
·
الوعي: يتصف به الشخص
الذي يميل إلى الإلتزام بأوقات المواعيد أو قبل الموعد المحدد، ويكون على قدرعالي
من تحمل المسؤولية ويسعى لتحقيق أهداف بعيدة المدى مع توفر بعض الإشراف أو بدونه.
·
الودية: وتسمى أيضًا الشخصية
لمؤيدة للمجتمع، و يكون الشخص الودود ذو تفاعل إجتماعي إيجابي، ويكون محبوبًا ممن
حوله، ويسعى لتقديم العون للآخرين و يعمل بتعاون ضمن مجموعات ويميل بسهولة لإظهارالعاطفة.
·
الإنفتاح و خوض
التجارب: فالشخص
الذي يتصف بالإنفتاح وخوض التجارب يتميز بالإبداع والمرونة و حب الإطلاع و حب المغامرة،
كما يستمتع بنشاطه العقلي والحسي، مثل مشاهدة فن من الفنون والإستماع إلى موسيقى جديدة
وتذوق طعام غيرمألوف وقراءة شعر و مقالات أدبية. ويُفضِّل الشخص المنفتح أن ينوع بأنشطته
اليومية كما يتوق للإبتكار.
·
العصابية: يتصف
بها الشخص الذي يميل للحالات العاطفية السلبية على الدوام مثل القلق والغضب
والشعور بالذنب والإكتئاب. والأشخاص الذين يتصفون بمستويات عالية من العصابية أكثرعرضة
للإستجابة الشديدة للإجهاد وتاويل الحالات على أنّها تهديد أو صعبة المنال.
· الإنبساطية: الشخص الإنبساطي يتمتع بالطاقة الذي يستمدها ممن حوله. وهذا على خلاف الشخص الإنطوائي الذي يستمد طاقته من العزلة.
تتبلور شخصية إبنك في العشرينات من عمره
تتضح تلك السمات الخمس عند الأبناء خلال العشرينات من عمرهم، وما ينتج من تركيب تلك السمات يُشكِّل شخصية إبنك في نهاية المطاف.
وبدأ الباحثون بإكتشاف فروقات بين الأطفال في كل من تلك السمات الخمس الرئيسة في العشرينات من العمر. وقد وجدوا منحنيات عامة سائدة في مستويات السمات الخمس تلك عند جميع المراهقين. فعلى سبيل المثال يبدأ مستوى الوعي بالإرتفاع خلال العشرينات من العمر.
ويشير جمع
الفروقات الفردية التي يمكن ملاحظتها بسهولة والمرتبط بكل المنحنيات العامة، إلى
أنّ السمات وبالتالي "شخصية الطفل" تظهر قبل مرحلة المراهقة.
وحالما تتضح الشخصية لا تتغير كثيرًا، فقد وجدت دراسة أنّ سمات الشخصية التي لاحظها المعلمون في مرحلة التعليم الإبتدائي قد نبّأت بالسلوك عند البلوغ
المصدر: من هنا
إقرأ أيضًا: 8 أساليب لتربية مراهق واثق من نفسه