كيف تؤثر البكتيريا النافعة على حالتك المزاجية
زيادة الميكروبات النافعة في الأمعاء قد تعزز النظرة الإيجابية.
بقلم الطبيب هينري ايمون
معظمنا ينتابه مشاعر داخلية وشعور بالتوتر أو الإجهاد، وكلها
تذكرنا بقدرتنا على الشعور بالترابط بين الأمعاء والعقل.
وقد أكدّت أبحاث حديثة على تلك الرابطة، وبعضها يشير أنّ الميكروبات النافعة الطبيعية في الأمعاء تأئر بشكل مباشر على كيميائية الدماغ والتي بدورها تنعكس على الحالة المزاجية.
وفي دراسة أجريت عام 2017 في جامعة كوليج كورك، أظهرت الفئران التي تم إعطاؤها بكتيريا نافعة لاكتوباسيلوس رامنوساس، سلوكيات أقل ذات إرتباط بالإكتئاب والقلق والإجهاد من الفئران في المجموعة الضابطة. واتضّح أنّ البكتيريا النافعة لها دور في تعديل مستقبلات حمض غاما امينوبيوتيريك، وهذا الحمض هو مادة كيميائية مثبطة للدماغ، وأحد أقوى العقاقير المضادة للقلق التي تعمل عن طريق مستقبلاتها، مما يقتضي أنّ البكتيريا النافعة يمكن أن تقوم بتهدئة الدماغ من خلال القنوات ذاتها.
ويحدث هذا التواصل جزئيًا من خلال العصب المُبهَم (أو العصب الرئوي المَعِدي )، الذي يعمل من قاعدة الدماغ إلى الصدر والبطن، ويربط الدماغ بالقلب والرئتين والأمعاء والأعضاء الباطنية. ويشبه هذا التواصل طريقًا سريعًا لنقل المعلومات وإتصالًا سريعًا يشارك الرسائل من كلا الجهتين، كما يلعب دورًا حيويًا في ربط الجسم مع العقل.
ويلعب العَصب المُبهَم دورًا جوهريًا في تنشيط الجهاز العصبي اللاوُدِّي وهو ينظم إستجاباتنا للراحة والهضم. وحين يكون عمله قويًا فإننا نميل للشعور بالتحسن وإحساس عالي بالعافية، بينما حين يكون عمله ضعيفًا نشعر بزيادة القلق أو الإكتئاب أو الفتور.
وبحكم موقع العصب غالباً تتحكم وتيرة العصب المبهم بكامل صحة المعي، وبالأخص تنوع ميكروبات الأمعاء النافعة. كما أنّ إختلال التوازن البكتيري وهو إرتفاع نسبة البكتيريا الضارة على نسبة البكتيريا النافعة في الأمعاء ما قد يسبب ضررًا مباشًرا للدماغ بزيادة الإلتهاب على مستوى النظام، كما قد يؤثرعليه بشكل غير مباشر بخفض وتيرة العصب المبهم.
وقد أظهرت الدراسات أنّ ميكروبات الأمعاء تقوم بإنتاج نواقل عصبية عديدة منها الدوبامين والنيروفينفرين والجابا. ويوجد أكثر من 90 بالمئة من السيروتونين في الأمعاء، وفي حال كان غير متوازان، فإنّ النواقل العصبية لن تكون متوازنة وكذلك نحن.
وهذا هو أحد الأسباب الذي يدفع إلى إستخدام البكتيريا النافعة للتزويد بالميكروبات التي بدورها تقوم بتحسين المزاج. و تساعد الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحوي على البكتيريا النافعة غلى زيادة عدد البكتيريا النافعة في الأمعاء والتخلص من مشاكل الميكروبات و تعزيز توازن صحي لأنواع البكتيريا.
وإنّك لست بحاجة لتناول قرص يزود بالبكتيريا النافعة، فالطعام يعد مصدرًا للبكتيريا النافعة و خصوصًا الأطعمة المُصنَّعة والمُخمرة مثل مخلل الكرنب واللبن والتنبي (منتج صويا تقليدي قادم من إندونيسيا) وهي أفضل مصادر تحوي البكتيريا النافعة.
ومن الضروري التنويع في الأطعمة فهو أساس زيادة عدد الميكروبات، فلا يمكنك أن تعتمد على اللبن أو طعام آخر بمفرده للتزود بجميع أنواع البكتيريا، فعليك أن تنوع في تناول الأطعمة المخمرة.