كيف نتحدث مع الأطفال عن الأسلحة
بقلم : أيمي مورين
بغضِ النظرِ عنْ موقفكَ حيالَ اقتناءِ الأسلحةِ سواءٌ في
البيتِ أمْ لا، فمنْ المهمِ جدا التكلمُ معَ الأطفالِ عنْ الأسلحةِ فالأطفال
لديهمْ فضولٌ فطريٌ حولَ الأسلحةِ الناريةِ ومنْ دونِ وجودِ درايةٍ جيدةٍ عنْ
الموضوعِ قدْ يكونُ جهلهمْ مميتاً. يتعرضُ 19 طفلاً وسطياً للقتلِ أوْ لإصابةٍ
حرجةٍ بسببِ الأسلحةِ بشكلٍ يوميٍ في أميركا حيثُ تحتلُ الأسلحةُ الناريةُ
المرتبةَ الثانيةَ بالتسببِ بإصاباتٍ مميتةٍ عندَ الأطفالِ الذينَ تتراوحُ
أعمارهمْ بينَ عامٍ و 17 عام. ويقدّرُ أنّ ثلثَ عددِ الأمريكيينَ يمتلكونَ أسلحةً لذلكَ منَ المحتملِ أنّ جاراً لكَ أوْ صديقاً أوْ ربما أحدُ أفرادِ العائلةِ
يمكنُ أنْ يمتلكَ سلاحاً في المنزلِ وهذا على الأرجحِ غيرُ آمنٍ على أبعدَ تقديرٌ.
لا يهمُ حقا ثقتكَ بقدرةِ طفلكَ على ملاحظةِ مصدرِ الخطرِ اعتمادا على ذكائهِ،
ولا تستبعد احتمالَ استكشافهِ منزلاً آخر، هذا يجعلُ منْ الصعبِ أنْ تكونَ
أسلحتكَ الناريةُ مقفلةً دائماً، حتى لوْ كانتْ غيرَ ملقمة وحتى لوْ كانتْ رياضةُ
الصيدِ والرمايةِ جزءاً مهماً منْ تقاليدكَ العائليةِ هذا لا يكفي لتشعرَ
بالاطمئنانِ . إنّ أفضلَ طريقةً لتجنبِ الحوادثِ الناتجةِ عنْ الأسلحةِ الناريةِ
هيَ بدءُ نقاشٍ عنْ الأسلحةِ معَ الأطفالِ مراراً وتكراراً، وإنّ إجراءَ محادثاتِ
بانتظامِ منْ شأنها أنْ تزيحَ الوهمَ والغموضَ المحيطَ بالأسلحةِ كما تساعدُ
الأطفالَ على فهمِ ماهيتها وكيفيةِ عملها وكيفَ يمكنُهم أنْ يحافظوا على
سلامتهمْ.
طلاب المدرسة الابتدائية والأصغر سناً
لسوء الحظِ الكثيرَ منْ الأهالي
مطمئنينَ لعدمِ اقترابِ أبنائهمْ منْ الأسلحةِ عندَ تحذيرهمْ منْ ذلكَ ، إلا أنَ
العديدَ منْ الدراساتِ أثبتتْ أنَ الأطفالَ ينزعونَ إلى لمسِ السلاحِ عندما تكونُ
الفرصةُ مواتيةً لهمْ رغمَ التحذيرِ منْ عدمِ الاقترابِ والنتيجةِ يمكنُ أنْ تكونَ
كارثيةً . ومعَ أنَ لمحادثاتكَ معَ طفلكَ بعمرِ المدرسةِ وما قبلَ المدرسةِ عنْ
السلاحِ دور جوهريٍ إلا أنَ طفلكَ بهذا العمرِ بحاجةِ للمزيدِ منْ ضماناتِ
السلامةِ كأنَ تتحدثُ معَ المقربينَ حولَ احتمالِ وجودِ سلاحٍ في منزلهمْ . قدْ
يبدو أنَ إجراءَ محادثةٍ معَ الأصدقاءِ حولَ وجودِ سلاحٍ في منزلهمْ أمرا محرجا
وكأنكَ توجهُ اتهاما لهمْ بالسكنِ في مكانٍ غيرِ آمنٍ ولكنَ حاول أنْ تتجاوزَ هذا
الشعورِ لأنّ الأمرَ يصبُ كلياً في مصلحةِ طفلكَ ، وفي الواقعِ، قدْ يُقدِّرُ آخرونَ
هذا الأمرِ ويبررونهُ بطريقةٍ إيجابيةٍ . يمكنُ مثلاً أنْ تقولَ شيئاً مثل :
" قبلَ أنْ أسمحَ لأولادي أنْ ينطلقوا في البيت، أرغبُ بمعرفةِ ما إنْ كانَ
يوجدُ أيّث شيءٍ ممكنٍ أنْ يتورطوا بهِ، هلْ يوجدُ أسلحةً في المنزلِ ؟ " إذا
كانَ الجوابُ نعمَ هنا يجبُ الإصرارُ على أنْ تكونَ جميعُ الأسلحةِ غيرَ ملقمة
ومغلقةٌ بشكلٍ كليٍ وبعيدةُ عنْ متناولِ الأطفالِ .
عرِّف طفلك على التعامل السليم مع السلاح
بالطبعِ لا يمكنُ أنْ تكونَ هذهِ حجتكَ
الوحيدةُ حيثُ أنَ الصبيانَ تحديدا ينزعونَ بشكلٍ غريزيٍ للعبٍ بالأسلحةِ ، وكما
تذكرُ الأبحاثُ أنَ الأطفالَ بعمرِ الثانيةِ عشرةَ يجدونَ صعوبةٌ بالتمييزِ بينَ
السلاحِ الحقيقيِ واللعبةِ، ولهذا السببِ ليسَ منْ المبكرِ التكلمِ معَ أطفالكَ
عنْ كيفيةِ التصرفِ ما إنْ وقعَ سلاحُ بينَ أيديهمْ . أبدأُ بعرضِ مجموعةٍ منْ
الصورِ لأنواعٍ مختلفةٍ منْ السلاحِ ليتمكنَ منْ التمييزِ بينها. وضحُ لهُ أنهُ
بحالٍ صادفَ أيَ سلاحٍ سواءٍ كانَ حقيقيٌ أمْ مزيفٌ يجبُ أنْ يبتعدَ ويبلغُ عنهُ
أيُ شخصٍ بالغٍ على الفورِ . لمحَ لهمْ عنْ طريقِ اختبارهمْ بالأسئلةِ مثلاً :
ماذا ستفعلُ إذا وجدتْ مسدساً على الطاولةِ في منزلِ صديقكَ ؟ أثنِ عليهمْ إذا
كانَ الجوابُ صحيحاً. كلما كبرَ طفلكَ توسع بالمحادثةِ أكثر، وضحُ لهُ أنَ
استخدامَ السلاحِ في البرامجِ التلفزيونيةِ وألعابِ الفيديو مختلفٍ عنْ الواقعِ
مؤكدا أنَ ما يشاهدونهُ ضربَ منْ الخيالِ، وما الذي يمكنُ أنْ يحدثَ فعلاً عندَ
إصابةِ أحدٍ بطلقٍ ناريٍ، فهمْ لا يعودونَ إلى الحياةِ ولا ينهضونَ كما يعتقدُ
الأطفالُ.
طلاب المدرسة المتوسطة والمراهقون
ما أنْ
يبلغَ طفلكَ سنُ المدرسةِ المتوسطةِ يكنْ قدْ تناهى إلى سمعةِ العديدِ منْ
الحوادثِ الناتجةِ عنْ طلقٍ ناريٍ الواقعةِ في أرجاءِ البلادِ أوْ لربما في
مجتمعكَ الضيقِ، استغلَ الأخبارَ كنقطةٍ لتبدأ بها الحديثُ عنْ مدى خطورةِ
السلاحِ. استمرَ بالحديثِ عنْ أهميةِ عدمِ لمسٍ بالسلاحِ ، وخصوصاً عندَ اكتشافِ
وجودها في منزلِ أحدٍ، وضحُ فكرةِ أنهُ حتى لوْ كانَ بإمكانِ الطفلِ إمساكَ
المسدسِ بطريقةٍ آمنةٍ، فإنّ حملَ السلاحِ قدْ يكونُ لهُ نتائجٌ مميتةٌ.
يكون طفلكَ عرضةً للخطرِ أيضاً عندَ وجودِ صديقٍ
يستعرضُ الأسلحةَ الموجودةَ في بيتهِ . وقوفُ ابنكَ إلى جانبِ أصدقائهِ في مواقفَ
معينةٍ قدْ يكونُ حساسا ، لهذا استجمعَ كلُ أفكاركَ لتجدَ طرق يتمكنُ فيها منْ
الانسحابِ منْ أيِ موقفٍ حرجٍ دونَ قلقةٍ . اقترحَ أفكارا كأنْ يقولوا : "
هذا أمرٌ مملٌ ، لنفعلْ شيئا آخر " . إذا كانَ لدى طفلكَ رفيقا يقترحُ عليهِ
أنْ يريهُ سلاحا ، دربهُ على قولِ شيءٍ مثلَ : " ربما لاحقا ، لنخرجْ لفعلِ
شيءٍ " ليسَ مطلوبا منْ طفلكَ أنْ يعظَ رفاقهُ وأنْ ينصحهمْ للتعاملِ معَ
الأسلحةِ بطريقةٍ آمنةٍ بلْ إنَ ينأى بنفسهِ بعيدا عنْ الموقفِ . إذا سمحتْ لطفلكَ
أنْ يمارسَ الصيدُ وأنْ يمتلكَ سلاحُ صيدٍ صغيرٍ ، تأكدَ منْ ضرورةِ تعليمهِ
قواعدَ السلامةِ الأساسيةِ واجعلهُ يعِ قاعدةً أساسيةً مفادها أنهُ منْ غيرِ
المسموحِ لهُ أنْ يستخدمَ السلاحُ دونَ إشرافكَ.
طلاب المدرسة الثانوية
قدْ يبدو مشهدَ المراهقينَ الذينَ يحملونَ
السلاحُ في بعضِ مناطقِ البلادِ بهدفِ ممارسةِ الصيدِ بعد انتهاءِ الدوامِ
المدرسيِ مألوفاً وفي مناطقِ أخرى يحملُ المراهقونَ سلاحا ليرهبوا الآخرينَ، ولا
يهمُ أينَ تعيشُ أوْ كيفَ يتمُ استخدامَ السلاحِ في محيطكَ، الأهمُ أنْ تبقى فرصُ
الحوارِ مفتوحةً معَ ابنكَ المراهقِ عنْ كيفيةِ الاستخدامِ الآمنِ للسلاحِ. قدْ
يكونُ المراهقينَ متهورينَ لذا حتى لوْ كانَ ابنكَ المراهقُ يعرفُ تمامَ المعرفةِ
كيفَ يتمُ استخدامَ السلاحِ بشكلٍ آمنٍ فإنَ كلَ ما يتطلبهُ الأمرُ هوَ قرارٌ
متسرعٌ يؤدي إلى حدوثِ إصابةِ ما، لهذا منْ المهمِ جدا إبقاءَ الأسلحةِ مقفلاً
حتى لوْ كنتَ متأكداً أنّ ابنكَ المراهقَ لنْ يقربَ السلاحَ . قدْ يبدو منْ الغريبِ
أنْ تتحدثَ معَ ابنكَ المراهقِ عنْ الأسلحةِ فمنْ الطرقِ الجيدةِ للبدءِ بمحادثةٍ
صعبةٍ كهذهِ هيَ طرحُ أسئلةٍ مثلٍ " هلْ يتكلمُ الأولادُ في مدرستكمْ عنْ
الأسلحةِ ؟ " أوْ " هلْ تعتقدُ أنّ أحداً منْ رفاقكَ سبقَ أنَ حملَ سلاحاً ؟ ". منْ المهمِ أيضاً طرحُ موضوعِ العنفِ الناتجِ عنْ حملِ السلاحِ في
المدارسِ، وناقشهُ عما سيفعلهُ في حالِ أدخلَ أحدُ الطلابِ سلاحاً إلى المدرسةِ،
وهنا تحديداً عليهِ أنْ يخبرَ مدرساً مرشدا أوْ مديرَ المدرسةِ بأسرعِ وقتٍ ممكنٍ. ومنْ الجديرِ بالذكرِ أيضاً توضيحَ فكرةِ أنهمْ يستطيعونَ دائماً التحدثَ إلى شخصٍ
بالغٍ بحالٍ اقترحَ أحدُ الطلابِ أوْ هدّدَ بإحضارِ مسدسٍ إلى المدرسةِ، وذكِّرهُ
بأنّ مثل هذا التصرفِ منْ شأنهِ أنْ ينقذَ أرواحاً وأنْ يمنعَ حدوثَ مصيبةٍ كبيرةٍ. وتطرقَ أيضاً إلى مخاوفِ ابنكَ المراهقِ وحولَ إحساسهِ بالأمانِ واسألهُ عنْ
المراتِ التي أحسَ فيها بالخوفِ منْ وجودِ شخصٍ أحضرَ مسدساً إلى حفلةٍ كانَ مدعوا
إليها أوْ إلى المدرسةِ كما أنّ التكلمَ معَ طفلكَ المراهقِ عنْ مخاوفهِ ومساعدتهِ
على إعدادِ خطةٍ تحميهُ قدْ يخففُ منْ قلقهِ.
اعتبارات
ذات صلة بالموضوع
بغضِ النظرِ عنْ رأيكَ الشخصيِ بموضوعِ
الأسلحةِ نقدمُ لكَ مجموعةٍ منْ القضايا لأخذها بعينِ الاعتبارِ :
- تخزين
الأسلحة : إنَ كنتَ
تقتني واحداً تأكد منْ إقفالهِ جيداً، ولا تقمْ بإخفائهِ فحسبَ في مكانٍ سريٍ
لأنَ فرصةَ إيجادهِ منْ قبلُ طفلكَ كبيرةً، وقمْ بإخفاءِ المفاتيحِ الخاصةِ
بالخزانةِ حيثُ تضعهمْ وعلى كلِ حالٍ لا تغفلُ أبداً عنْ سلاحكَ أثناءَ القيامِ
بتجهيزهِ أوْ تنظيفهِ
.
- المسدسات الألعاب : لكَ
الخيارفي أنْ تسمحَ لطفلكَ بامتلاكِ لعبةِ سلاحٍ لكنْ حتى لوْ لمْ تشترِ لهُ هذهِ
اللعبةِ منْ المرجحِ أنهُ سوفَ يستخدمُ قلمَ الألوانِ الخاصِ بهِ أوْ عصا أوْ حتى
ساقِ الكرفسِ كسلاحٍ، قرر كيفَ سوفَ تتعاملُ معَ حالةٍ كهذهِ كأن تضعَ قواعداً
تقولَ مثلاً: ممنوع تمثيلُ قتلِ الناسِ
.
- الإعلام
الذي يروجُ للعنفِ : العديدُ منْ ألعابِ الفيديو والأفلامِ
تحملُ العنفَ الناتجَ عنْ السلاحِ، لذلكَ قرر بحذر ما يمكنُ لطفلكَ أنْ يشاهدهُ،
وراقب الطفلَ أثناءَ تصفحهِ لمواقعِ الإنترنت وضع حداً لمقدارالعنفِ الذي يُعرضُ
أمامه.
ترجمة: رشا داوود
تدقيق: ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا