كيف يستطيع الوالدان مساعدة أبنائهم على تخطِّي مشاعر القلق المدرسي؟
بقلم دوغلاس نيوتن
نصائح لتوقع القلق المدرسي وإعداد
طفلك ليشبّ بعيدًا عن التوتر.
مع أنّ موسم العودة إلى المدرسة هو فترة رائعة بالنسبة لي ولعائلتي؛ إلا أنّه يجلب معه كثيراً من القلق بالنسبة لي كوالد ولأطفالي أيضًا. فأنا أشعر بالقلق بشأن بقاء أطفالي في دائرة مناسبة من الأصدقاء، وبشأن تفوقهم في فصولهم، والأسوأ من ذلك القلق بشأن سلامتهم أثناء وجودهم في المدرسة. ولا يقتصر الأمر عليّ فحسب، فأطفالي لديهم مخاوف مماثلة، حيث ينصب معظم تركيزهم على التواصل الاجتماعي مع أقرانهم والحصول على درجات عالية(إلى حد كبير لجعل والديهم سعداء!). و الأمر لا يقتصر على عائلتي فحسب؛ فقد أشارت دراسة أجرتها منظمة نيمورس تشلدرن هيلث عام 2023 أنّ 86 %من الأطفال في سن المدرسة أفادوا بتعرضهم للقلق لبعض الوقت ، وأن أكثر من طفلٍ واحد من كل ثلاثة أطفال الذين تتراوح أعمارهم من 9 حتى 13 عامًا يتعرضون للقلق مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وقد أوضحت الدراسة أن أكبر مخاوف الأطفال تتعلق بالمدرسة بنسبة (64%) ، وهو ما يعكس ما لاحظته على المرضى وعلى أولادي.
لذا من المهم بالنسبة لنا كآباء أن
نتوقع احتمالية حدوث القلق من المدرسة مع أطفالنا هذا الشهر والشهر المقبل، وتعزيز
التواصل معهم، وإعداد بعض الخطط الاحترازية في حالة الحاجة إليها.
ابدأ الروتين المدرسي
الآن
بينما نحب جميعًا الانغماس في أيام الصيف
البطيئة ذات المهام القليلة؛ يمكن أن يساعد الحصول على روتين جيد الأطفال (وأنت!)
في الاستعداد للعودة إلى المدرسة بعد الصيف أو حتى بعد استراحة طويلة. حاول أن تدفع
طفلك للاستيقاظ مبكرًا - حتى لو كان ذلك لمدة 30 دقيقة فقط - بعد الذهاب إلى
الفراش في ساعة مناسبة وتقليل وقت متابعة الشاشة. بلا شك تساعد التغييرات
التدريجية في روتينهم على تخفيف الصدمة بنظامهم الجديد خلال أيام الدراسة.
التأقلم مع البيئة المدرسية
من المفيد بالنسبة لبعض الأطفال، وخاصة أولئك
الذين لديهم تاريخ من القلق أو تجنب المدرسة إعادة إدخالهم ببطء في البيئة
المدرسية والأوساط العامة. فعلى سبيل المثال؛ يمكنك التنسيق مع المدرسة لجعل طفلك
يأتي إلى المبنى، والتجول، ورؤية فصلهم الدراسي، وربما مقابلة معلميهم أثناء إجراءات
استعدادهم للعام الجديد. وغالبًا ما تعتبر غرفة الغداء والممرات في المدرسة هي مصدر
إثارةً للقلق، لذا اجعلها نزهة ممتعة من خلال تزيين الخزانة من الداخل أو إحضار
وجبتهم المفضلة من الكافتيريا والاستمتاع بها. إذ إنّ هذا التواصل مع البيئة
المدرسية يقطع شوطًا طويلاً في تقليل حدة توتر اليوم المدرسي الأول.
حدّد اختلاف المخاوف بين
المراهقين والأطفال الأصغر سنًا
يعد عمر الطفل عاملاً كبيرًا في مظاهر القلق والتعامل
معه. على سبيل المثال، غالبًا ما يصارع المراهقون الذين يعانون من القلق المدرسي
مخاوف بشأن مكانتهم الاجتماعية، أو الخوف من الإحراج، أو مناداة قرناؤهم لهم بالألقاب.
فقد يؤدي التفكير في المواقف الاجتماعية المحرجة إلى تحفيز مخاوفهم. بينما يميل
الأطفال الأصغر سنًا إلى القلق أكثر بشأن الابتعاد عن أحد الوالدين أو مقدم
الرعاية، مع التركيز على الأحداث "ماذا لو" التي يمكن أن تجري أثناء
وجودهم في المدرسة. لذا تذكر أنّ الشعور بالخوف والقلق بشأن المدرسة أمر طبيعي
تمامًا، ويجب عليك أن تأكد لطفلك أنه ليس بمفرده. ومهما كانت مخاوفهم، من المهم
لنا كآباء أن (1) نتعرف على الخوف، (2) ونعترف به حتى نتمكن من العمل معًا وتقديم
الدعم والطمأنينة المنشودة.
تحدّث عن قلقك
حاول أن تكون منفتحًا وصادقًا مع طفلك بشأن
معاناتك مع القلق. إذا مررت بصعوبة مماثلة عندما كنت طفلاً؛ فتحدّث معهم حول هذا الموضوع. شاركهم قصتك
عندما كنت قلقًا في المدرسة وما الذي جعلك تشعر بتحسن. وحسب دراسة أجرتها نيمورس
تشلدرن هيلث، فقد وجد الباحثون أنّ 67%من الأطفال يلجئون إلى والديهم للحصول على
المشورة عندما يعانون من القلق، لذلك إذا كنت تستطيع التحدث بصراحة عن صراعاتك مع
القلق في المدرسة أو العمل، فسوف تجعل طفلك يشعر أنك تشعر به وسيصبح أكثر انفتاحًا
للتعبير عن مخاوفه.
اطلب المساعدة المهنية
بالنسبة لبعض الأطفال، قد يتطلب القلق بشأن
الذهاب إلى المدرسة مساعدة إضافية إلى جانب دعمك. لذا تذكر أنه لا حرج في أن يحتاج
طفلك إلى مساعدة أخصائي الصحة العقلية؛ الذي يمكن أن يكون مصدرًا رائعًا ويقدم
الدعم والإرشاد المتخصصين. ووفقًا لدراسة حديثة أجرتها بلو شيلد أوف كاليفورنيا آند
بلوسكاي؛ فقد واجه أكثر من ثلاثة من كل خمسة مراهقين (61%) عقباتٍ في تلقّي أو
محاولة تلقّي رعاية صحة عقلية مهنية. لهذا أنت أفضل مناصر ومشجع لطفلك في مساعدته
في الحصول على الرعاية التي يحتاجها. بينما يستطيع المهني أن يساعد في تحديد
الأسباب الكامنة وراء مخاوف طفلك ومعالجتها، ووضع استراتيجيات إدارة مخصصة، وحتى
العمل مع المدرسة لمساعدة طفلك على تخطي الأزمة.
إنه من الضروري لنا كآباء أن نكون على دراية بقلق أطفالنا بشأن المدرسة، سواء كان ذلك في اليوم الأول أو في منتصف العام.
وحسب دراسة بلو شيلد أوف كاليفورنيا آند بلوسكاي؛ أبلغ 58 %من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع عن تواتر مشاعر قلق منتظمة، وأفاد54 % من هذه الفئة أنهم يشعرون بالتوتر بشكلٍ مستمر، لذا فإنّ طفلك ليس بمفرده. إذا تمكنا من البحث عن العلامات الأولية للقلق وفهم مخاوف أطفالنا الخاصة، فسنكون مسلحين بشكل أفضل للمساعدة في تنفيذ استراتيجيات مدروسة من شأنها تقليل مخاوفهم وإعدادهم لعامٍ من النجاح والمرح.
ترجمة: عهد إبراهيم خشان
تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا