يمكن للنظام الغذائي في منتصف العمر أن يحافظ على وظائف الدماغ مدى الحياة
بقلم ايمي ايسلر
وفقاً للنتائج الأولية لدراسة حديثة جرى تقديمها في مؤتمر (نوتريشن 2024) السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية، فإن اتباع حمية ذات قيمة غذائية في سنٍ مبكرة قد يحمي من تراجع القدرات الإدراكية مع تقدمك في العمر.
وقد اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات مأخوذة من المسح الوطني للصحة والتنمية في المملكة المتحدة وهو مسح صحي طويل الأمد يشمل أكثر من 3000 شخص من المولودين في بريطانيا عام 1946 والخاضعين للمتابعة على مدى سبعة عقود.
حيث اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً عالي الكفاءة في وقت مبكر من حياتهم كانوا أكثر قابلية للاحتفاظ بقدراتهم الإدراكية في الستينيات والسبعينيات من عمرهم قياساً بمن اتبعوا نظاماً منخفض الجودة.
وتتميز هذه الدراسة بإظهارها كيفية احتمال
تأثير النظام الغذائي في مرحلة الطفولة والبلوغ على القدرات الإدراكية مع التقدم
في العمر بالمقارنة مع الأبحاث الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع.
اقتصر تركيز أغلب الدراسات على تأثير جودة النظام
الغذائي المتبع في السنوات المتقدمة من العمر.
بينما تمتاز هذه الدراسة بأسبقيتها في استكشاف الصلة بين النظام الغذائي والقدرات الإدراكية خلال جميع مراحل الحياة (من عمر أربع سنوات إلى سبعين سنة)
وفي هذا المجال أوضح (د. فيكتور هندرسون)
الأستاذ في علم الأوبئة وصحة المجتمع وطب الأعصاب في جامعة (ستانفورد) لموقع (فيري
ويل) :
نتطرق كثيراً إلى فوائد النظام الغذائي وقد تضيف هذه الدراسة معلومات قيّمة عن ارتباط أنماط الطعام ارتباطاً مباشراً وغير مباشرٍ بالصحة العقلية.
كيفية تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ
يؤثر ما تتناوله على العديد من جوانب صحتك
العامة من صحة القلب إلى جودة النوم وصفاء المزاج وضبط الوزن.
وتشير الدراسات إلى قدرة النظام الغذائي الجيد
في الوقاية من الاضطرابات التنكسية العصبية، والتي تشمل القصور الإدراكي و الخرف.
كما قد يساهم النظام الغذائي الداعم للصحة في إطالة متوسط العمر.
وقد تعزز أنماط الغذاء منخفضة الدسم
والسكريات المصنعة من صحة الدماغ.
وتشمل أكثر هذه الأنظمة الغذائية شيوعاً المكونات التالية
·
الحمية المتوسطية (الأطعمة النباتية والدهون
الصحية غير المشبعة)
·
الحمية الاسكندنافية (الفواكه والخضروات
والأطعمة البحرية من المصادر المحلية)
·
حمية الحد من ارتفاع ضغط الدم (الفواكه
والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون)
· حمية الصحة العقلية (الأطعمة النباتية والمكسرات والفواكه والخضروات الورقية والحبوب الكاملة والأطعمة البحرية ولحم الدواجن)
و يعتقد الباحثون
أن المغذيات الجزئية الرئيسية مثل مجموعة فيتامينات ب والحديد ومضادات الأكسدة قد
يكون لها دور في الحفاظ على الوظائف الإدراكية (كالتفكير والتعلم والذاكرة)
مع أن الصلة الدقيقة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ غير مفهومة تماماً.
لم يفت بعد أوان البدء بتحسين نوعية الطعام
لم تسنح الفرصة للعديد من البالغين للالتزام بعادات غذائية داعمة للصحة في وقت مبكر من حياتهم، وعادةً ما تبدو عليهم عواقب العادات ذات القيمة الغذائية المنخفضة مع بلوغهم منتصف العمر، وفي هذه المرحلة من العمر، غالباً ما يصابون بالحالات المزمنة مثل البدانة وأمراض القلب وداء السكري واضطرابات النوم.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء بأن الأوان لم يفت بعد لتغيير برامجك الغذائية بما يحسن ويدعم صحتك ويحدّ من أعراض الأمراض المزمنة.
وهذا ما أفادت به كيلي
كارا الحاصلة على شهادة الدكتوراه (PHD)، ومقدمة العروض النظرية، والتي
تخرجت مؤخراُ من كلية
سياسات وعلوم التغذية في جامعة (تافتس) والزميلة الحالية لما بعد الدكتوراه في
الجمعية الأمريكية لأمراض السرطان، حيث تحدثت لموقع (فيري ويل): قد يكون النظام
الغذائي عاملاً مستمراَ على صحتنا.
كما أضافت: يعد الحفاظ على الصحة العقلية الإدراكية من النتائج الإيجابية لاتباع نظام غذائي صحي. ولم يفت أوان البدء بذلك بعد.
وتندرج عدة عوامل
في تشخيص الإصابة بالخرف والتراجع الإدراكي، ويعد النظام الغذائي من العادات
اليومية القابلة للتعديل والتي قد يكون لها تأثيراً إيجابياً على الصحة في كل مراحل
العمر.
وبناء عليه فإن
تغيير نوعية طعامك اليومي يمكن أن يحد من تفاقم المشاكل المتعلقة بالإدراك لاحقاً
مع التقدم في العمر.
ما هي أفضل الأطعمة لصحة الدماغ؟
تشير الأبحاث إلى أن كلاً من الحمية المتوسطية وحمية الحد من ارتفاع ضغط الدم تعودا بالنفعٍ للصحة العامة مع تقدمنا بالعمر. بينما تستهدف حمية الصحة العقلية الدماغ بمرحلة الشيخوخة. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن 53% من المشمولين بالدراسة والذين اتبعوا حمية الصحة العقلية كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف (الزهايمر) مقارنة بالذين اتبعوا الحمية المتوسطية.
للحصول على أفضل نتائج حمية الصحة العقلية تناول بوفرة:
·
الحبوب الكاملة (ثلاث حصص على الأقل في اليوم)
·
الخضروات (حصة على الأقل يومياً)
·
الخضروات الورقية الخضراء (ست حصص على الأقل
في الأسبوع)
·
المكسرات (خمس حصص على الأقل في الأسبوع)
·
البقوليات (ثلاث وجبات على الأقل في الأسبوع)
·
الفواكه التوتية (حصتين على الأقل في الأسبوع)
·
لحم دواجن (وجبتين على الأقل في الأسبوع)
·
سمك (وجبة على الأقل أسبوعياً)
· زيت الزيتون للإضافة على الطعام (إذا لزم الأمر)
يمكنك تجربة دمج
العديد من هذه الأغذية في نظامك الغذائي، إما بمزج وصفاتك المفضلة بمكونات جديدة
أو بإضافة هذه الأطعمة القوية إلى أطباقك أحياناً.