لعب طفلك بمقتنيات المنزل من شأنه أن يعزز نموه
بقلم: نيكولا أبليتون
يعد اللعب أمراً جوهرياً
بالنسبة للأطفال فهو لا يتعلق بالمرح فحسب، بل إنّه جزءٌ مهمٌ لِتَعَلُّم
كل ما ينبغي أن يتعلّموه عن العالم المحيط بهم. وقد
أظهرت دراسة حديثة أنّ السماح للطفل باللعب بمقتنيات المنزل الآمنة، مثل: المعالق الخشبية والعلب
الكرتونية والبلاستيكية، من شانه أن يعزز نموه كالألعاب تماما. وتقول كاثرين
تاميس، أستاذة علم النفس التطبيقي في جامعة نيويورك، يشعرالأطفال بالسعادة عند اللعب بالعُلب
والصناديق والأوراق والوسائد.
ما أظهرته الدراسة
أجريت هذه الدراسة خارج المختبر من قِبل باحثين في جامعة نيويورك على 40 طفلاً في منزلهم مع وضع ألعابٍ مختارة مسبقاً، على عكس معظم الدراسات التي أجريت في مختبرات على الأطفال وطريقة لعِبهم. وتضمنت الأعمار المشاركة في التجربة على عشرين طفلاً بعمر ثلاثة عشرَ شهراً، وعشرة بعمر ثمانية عشر شهراً، وعشرة بعمر الثانية والعشرين شهرأً.
ووجد الفريق أنه في حال أُتيحت فرصة للأطفال في عمر الثلاثة والعشرين شهراً أو أقل فإنهم وبشكل تلقائي يعبثون بأي شيء في منزلهم ويتنقلون بين مقتنياته سريعاً مما يمكنهم من إشباع فضولهم وإدراك ذواتهم والبيئة المحيطة بهم.
ومفهوم "اللعب"
بالنسبة للأطفال الذين تم إدراجهم في هذه الدراسة تضمّن فتح وغلق الخِزانات وتفريغ
أدراج العلب البلاستيكية والعبث بأجهزة التحكم عن بعد دفع الكراسي.
فالانشغال بمجموعات مختلفة من الألعاب في وقت
قصير مفيدٌ جداً لنمو الطفل حتى وإن اعتبره البعض بعثرةً للأغراض، فتقول الدكتورة تاميس لاموندا
بأنّ "على الوالدين بالدرجة معرفة أنّ هذا أمرٌ جيد" مضيفةً بأن "حب
اللعب عند الأطفال يمكن أخذه بعين الاعتبار فَهُم بهذه الطريقة يتعرفون على بيئتهم،
".
ولكن هذا لا يعني أنك
بحاجة إلى استبدال جميع ألعاب طفلك بعلب كرتونية، فهناك طرقٌ مُجدية لمعرفة ما
يساعد طفلك على النمو ويحفز فضوله، من خلال طريقة تسمى باللعب الحر أو باللعب الذاتي.
ما هو اللعب الحر ولماذا يعد مهماً؟
يستخدم مصطلح اللعب الحر
لوصف اللعب الذي يبتكره الطفل خارج إطار الألعاب المحددة له، وبشكل عام فإن هذا
النوع من اللعب يعني تحديد الطفل بما سيلعب وكمْ من الوقت سيقضي في اللعب، ولا
يتضمن اللعب الحر استخدام الأجهزة الذكية أو أي نشاط يقترحه الكبار. وتوصي جمعية
المربيين الصحيين والبدنين في أمريكا بإشراك الأطفال في مرحلة ما قبل دخول المدرسة
لبعض من أشكال اللعب الابتكاري بشكل يومي ولمدة لا تقل عن ساعة.
ويُعداللعب الحر للأطفال الأكبر عمراً طريقة لاستخدام
مخيلتهم وتغذية إبداعهم، أما بالنسبة للأطفال الرضع فيعتبر خطوة لإدراك أجسامهم
والأشياء من حولهم.
وتقول لوريال بوبجيورنو،
عميدة قسم التعليم والدراسات في كلية شامبلين في فيرمونت، بأن "اللعب الحر
مهم لنمو وتطور الأطفال الصغار، و أنّ "السماح لهم بتحديد طريقتهم الخاصة في
اللعب يتيح لهم معرفة اهتماماتهم واستخدام مخيلاتهم والاكتشاف بحواسهم
والاعتماد على أنفسهم بالإضافة إلى أنّه يمنحهم الاستقلال الذاتي".
ويخطئ بعض الآباء عندما يكبحون جماح رغبة صغارهم الفطرية والتي تساعدهم
على اكتشاف الكثير من الأشياء المختلفة في وقت قصير، ففي المقابل يعتقد هؤلاء
الآباء أنهم بحاجة إلى تعليم أطفالهم كيفية التركيز. وتؤكد الطبيبة تاميس ليموندا
أن بعض الآباء ينتظرون من أطفالهم الرضع والصغار نفس السلوك المتوقع لمن هم في سن
ما قبل المدرسة، مثل: الجلوس بهدوء والاستماع إلى هذا الكتاب والانتقال من نشاط
إلى آخر في غضون عشرين دقيقة. وذكرت بأنّ "هذا هو التوقع الخاطئ" مضيفةً
أنه "ينبغي الترحيب بطريقة تعلم الرضع لكيفية تحريك أجسامهم وما هي الأشياء وما
الذي تفعله، إذ أنّ هذه الأنشطة متجذرة وفطرية عند الأطفال".
وتقول الدكتورة تاميس
ليموندا بأنه بدلاً من تشجيع الطفل على اللعب بلعبة واحدة لفترة طويلة، يمكن وضع
مختلف الأجسام حوله بهدف السماح له بالاستكشاف وهذا قد يساعد في دعم تطورهم، فالتعرض
لمختلف الأجسام بمختلف الأحجام والأوزان يعلم الطفل كيفية التحكم في قبضة يديه وهو
ما يعد أمراً مهماً لتعلم المهارات الأخرى، مثل كيفية الإمساك بالقلم. وترى
الطبيبة ليموندا أنه "كلّما زادت الأشياء التي يحب الطفل اللعب بها واكتشافها، زادت فرص تعلمه للمهارات الحركية الدقيقة والجسيمة والتي تُعد مهارات مهمة
لمرحلة دخول المدرسة".
تابع قراءة المقال: هنا