دليل نوبات الهلع
بقلم د. ماثيو تُل
نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من القلق والخوف الشديدين، وتؤدي إلى مجموعة من ردات الفعل السيكوسوماتية (النفسية الجسدية) الشديدة. ومن منظور الطب السريري، تشير نوبات الهلع عادةً إلى المرور بتجربة الشعور بالخوف او الانزعاج الشديدين، بحيث تكون أربعة أو أكثر من الأعراض الآتية واضحة:
- خفقان في القلب أو زيادة في معدل ضرباته.
- التعرق.
- الرجفة أو الرعشة.
- الشعور بكتم
النفس، أو صعوبة في التنفس.
- الاختناق.
- الألم أو الشعور بانزعاج في منطقة الصدر.
- الغثيان أو الشعور بألم و / أو انزعاج في البطن.
- الشعور بالدوار أو الدوخة أو الإغماء.
- الشعور وكأن ما يدور حولك غير حقيقي أو الشعور بالانفصال
عن ذاتك.
- الشعور وكأن زمام الأمور تتفلت من يديك أو أنك على
وشك الإصابة بالجنون.
- الخوف من الموت.
- الخدر أو الوخز في الأطراف.
- القشعريرة أو الهبات الساخنة.
و ينص الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) على أنه ينبغي الشعور بأربعة أو أكثر من الأعراض المذكورة أعلاه لتُصنَّف الحالة كنوبة هلع، ومع ذلك يمكن للشخص أن يصاب بنوبة هلع مصحوبة بثلاثة أو أقل من هذه الأعراض، وهذا ما يُعرف بنوبة الهلع محدودة الأعراض.
وفي الواقع، تعتبر نوبات الهلع شائعة جداً، بحيث أن
12بالمئة من الأشخاص قد يتعرضون لنوبة هلع في مرحلة ما من حياتهم.
نوبات الهلع المبررة وغير المبررة
يمكن أن تحدث نوبات الهلع بصورة مبررة وغير مبررة، حيث أن نوبة الهلع المبررة تحدث بعد التعرض لمحفزٍ ما مثل تجربة أو فكرة مروعة للغاية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصاب الشخص الذي يعاني من رهاب التحدث أمام الجمهور بنوبة هلع عند وقوفه أمام جمهور.
ومن
جهة أخرى، فإن نوبة الهلع غير المبررة (نوبة الهلع العفوية أو غير المتوقعة) هي تلك
التي تحدث "فجأة" وهي السمة المميزة لاضطرابات الهلع.
عوامل الخطر لنوبات الهلع
هناك عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بنوبات الهلع وقد تتضمن الآتي:
- تاريخ عائلي من نوبات الهلع أو اضطراب الهلع،
وضغوط الحياة الكبرى مثل وفاة شخص عزيز أو إصابته
بمرض خطير.
- حدث صادم مثل التعرض للاعتداء الجنسي أو التعرض لحادث
خطير.
- تغيير كبير في حياتك مثل الطلاق أو إنجاب طفل.
- التدخين أو الإفراط في استهلاك الكافيين.
- حدوث اعتداء جسدي أو جنسي في مرحلة الطفولة.
علاج نوبات الهلع
الخيارات الرئيسية المتاحة للعلاج هي العلاج النفسي والعلاج بالعقاقير، بحيث يعتمد المسار الذي يمكنك أن تسلكه، إلى حد ما، على أولوياتك وتاريخك وشدة نوبات الهلع التي تصيبك، وإمكانية الوصول إلى معالجين مختصيين.
وغالباً ما يكون العلاج النفسي هو الخيار الأول لعلاج نوبات الهلع، وهو ما يُطلق عليه كذلك (العلاج بالتحدث)، ويمكن أن يساعدك هذا العلاج في تعلم المزيد عن نوبات الهلع وكيفية التعامل معها.
و من ناحية أخرى، قد يساعدك شكل من أشكال العلاج النفسي،
وهو ما يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، في اكتشاف حقيقة أن أعراض الهلع ليست خطيرة.
كما يمكن للعقاقير أيضاً أن تساهم في تقليل الأعراض المرتبطة بنوبات الهلع، فقد أثبتت
عدة أنواع من هذه العقاقير فعاليتها في معالجة الأعراض. تتضمن هذه العقاقير مثبطات
استرداد السيروتونين الانتقائية
(SSRIs) ومثبطات استرداد
السيروتونين والنوربينفرين
(SNRIs) والبنزوديازيبينات.
وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تتحسن الأعراض عند بدء العلاج لأول مرة..
المصدر: من هنا