For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الأداء المثالي للدماغ بحاجة إلى نوم كافٍ للأطفال

 

الأداء المثالي للدماغ بحاجة إلى نوم كافٍ للأطفال

بقلم ليكيشا فليمينغ

 يحصل 30 % من أطفال المعاهد الثانوية على القدر الموصى به من النوم كل ليلة.

وتحُول التكنولوجية والأنشطة اللامنهجية (اللامدرسية) دون حصول بعضٍ من الأطفال على الراحة الكافية.

إنّ قلة النوم لها تأثيرٌ كبيرٌ على أداء دماغ الطفل. وإن حوالي 30 بالمئة من تلاميذ المعاهد الثانوية سنة 2009 هم من حققوا الزمن الموصى به للنوم كل ليلة. بينما في سنة 2015 انخفضت النسبة إلى 27 بالمئة، وهذا يعني أنّ ما يقارب اثنان من ثلاثة أطفال لم يحصلوا على القسط الكافي من النوم.

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بـ9 ساعات من النوم لأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عاماً. إضافة إلى أن الحرمان من النوم يؤدي إلى انخفاض طاقة الجسم، والإرهاق والمزاجية، كما أنّه يؤثّر على الأطفال جسدياً وعقلياً.

ويوضّح "وانغ" - وهو دكتور و أستاذ الأشعة التشخيصية والطب النووي بجامعة ماريلاند  قائلاً: " النوم ليس مهماً لتقوية الذاكرة فحسب؛ بل لتنظيف النفايات الأيضية التي يولدها الدماغ خلال النهار، وإنّ ذروة إفراز عامل النمو بالنسبة للأطفال هو وقت النوم"

إنّ الدكتور "وانغ" هو أول من أسّس لدراسة جديدة، تبحث عن تأثير قلّة النوم على صحة الأطفال المعرفيّة العصبيّة، في الحاضر والمستقبل.

وخلال البحث الذي نجريه عن تأثير النّوم على أداء الدماغ، فإننا ندرس أيضاً مدى أهمية النوم الجيد ليلاً، والعوائق التي تمنع الأطفال من أخذ قسط كافٍ من النوم وكيف يتأكّد الآباء من عدم إغفالهم لأهمية النّوم لأطفالهم.

 

مخرجات الدراسة:  

لا يسعى الباحثون لمعرفة مدى تأثير قلة النوم على أداء الدماغ فحسب، بل يقومون بدراسة المدة التي يستغرقها هذا التأثير أيضاً حيث استخلصوا البيانات من دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين من بين أكثر من 8000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و 10 سنوات.

وقد تم أخذ هذه المعلومات من 21 موقعاً للدراسة في الولايات المتحدة، وتم تصنيفها إلى قسمين: الأول هم الأطفال الذين يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم المتمثل في 9 ساعات يومياً، وأما الثاني فإنّه يتمثل في الأطفال الذين لا يحصلون على القسط الكافي من النوم، أي أقل من المدّة الموصى بها.

وأظهرت النتائج التي نشرت في مجلة "لانست لصحة الأطفال والمراهقين" أنّ التأثير المعرفي العصبي السلبي ناجم عن قلة النوم بعد أن درس الباحثون كلا المجموعتين على مستوى الصحة العقلية للأطفال، والمشاكل السلوكية وأداء الدماغ، كما أعادوا النظر في هذه النتائج بعد عامين.

ويشير الدكتور وانغ: إلى أنّ هذه النتائج قد أثارت قلق الأطفال والآباء فيقول ناصحاً: على الرغم من أنّ التأثيرات لا تزال ضعيفة، إلا أنها يمكن أن تستمر إلى فترة طويلة جداً أو أن تتراكم، أو تصبح دائمة ما لم تتغير حالة قلة النوم، بل قد تؤدي في نهاية الأمر إلى مشاكل صحية لا يمكن علاجها خلال مرحلة البلوغ".

وعلى الرغم من أنّ الدراسة قد أجريت على الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 9 و10 سنوات، إلاّ أنّ الحرمان من النوم يمثّل مشكلة للأطفال في جميع المراحل العمرية، فالأطفال الذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الصحة العقلية، والسكري والسمنة، وتأثير ذلك أيضاً على أدائهم الأكاديمي والرياضي. وإنّ الأطفال الأصغر سناًّ المحرومون من النوم هم أكثر عرضة لتراجع وظائف السلوك العصبي. وإنّ مساعدة الأطفال على أخذ قسط كافٍ من النوم تقتضي البحث عمّا يبقيهم مستيقظين ليلاُ.  


أسباب قلة النوم لدى الأطفال:

نظراً لتعدد الخيارات من الرقص إلى المسرح، ومن الرياضة إلى الشطرنج، فليس هناك حدٌّ لعدد النوادي والمنظمات التي يمكن للطفل الانضمام إليها. وإلى جانب الأنشطة التي تشغلهم؛ فإن التكنولوجيا تتنافس للاستحواذ على أوقاتهم.

تظهر لنا الأبحاث أنّ 60 بالمئة من الأطفال دون سن 12 عاماً يستخدمون الهاتف الذكي، في حين أن 44 بالمئة من الأطفال يستخدمون الحاسوب المكتبي أو الحاسوب المحمول أو جهاز اللعب   وبذلك فإن هذه الأشياء تشغل أوقاتهم، فتحُولُ دون حصولهم على القسط الكافي من الراحة.

يقول الدكتور وانغ: " إن المراهقة أهم مرحلة لنمو الدماغ والتحول السريع في بنيته ووظيفته مما يجعله أكثر عرضة للتقلبات كقلة النوم. وقد تتراكم هذه الآثار السلبية أو تتضخم مما يؤدي إلى تغييرات لا رجعة فيها".  

تقول ماري ألفورد دكتورة و مؤلفة مشاركة في كتاب قهر التفكير السلبي للمراهقين و هو كتاب عمل لكسر العادات الفكرية التسع التي تعيقك:" ليست المشاكل طويلة المدى هي التي تثير القلق فقط، بل هناك عواقب يومية لقصور النوم فيتجلى الاثنان الأساسيان في ضبابية تفكيرك و تقلب مزاجك".

للآباء دور مهم في مساعدة الأطفال على إدراكهم أنّ النوم لا يمكن الاستغناء عنه؛ فهو جزء ضروري للنمو الصحي.

 

دعم الأطفال للحصول على احتياجاتهم

عندما يكون الأطفال أصغر سنا، عادة ما يضع الآباء معايير وقت النوم واستخدام التكنولوجيا حيث تساعد هذه القواعد في تحديد التوقعات للمستقبل بشكل مبكر.

وإن مساعدة الأطفال على إدراك أهمية الأولويات وجدولة المهام ليست مفيدة للحصول على قسطٍ كافٍ من النوم فحسب، بل إنها مهارة حياتية قيّمة أيضاً.

تقول الدكتورة ألفورد: " أعتقد أنهم يجب أن يكونوا على وعيٍ تامٍّ بكيفيّة الموازنة بين الأنشطة، ومتطلبات المدرسة؛ لأن جداول كثير من الأطفال تكون مزدحمةً في مثل هذه المرحلة".

يجب أن تكون غرفة النوم أو مكان منامك ملائماً وللنوم فقط.

أضافت ألفورد: "ومن المهم أيضاً إدارة التكنولوجيا، إذ يحتاج الأطفال والآباء إلى التأكد من عدم وجود شاشات في غرفة النوم.

ولقد صرّح الخبراء بأنّ النصائح الأخرى تتضمن: التأكُّد من أنّ غرفة نومهم مظلمة بدرجة كافية وهادئة، وملائمة للنوم، إضافة إلى تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في وقت متأخر بعد الظهيرة أو في المساء، والحصول على وقت للاسترخاء قبل النوم، كما أن تمارين التنفس، أو قراءة كتاب، أو الموسيقى الهادئة، يمكن أن يساعد في ذلك.

وفي النهاية، سيقتدي الأطفال بوالديهم وهنا يجب أن يكون الآباء خير مثال.

تقول الدكتورة ألفورد ملخصة:" يجب على الآباء تصميم غرفة نوم أبنائهم، وعليهم أيضاً أن يتحاوروا حول أهمية النوم، فالآباء خير قدوةٍ وإن الأفعال أبلغ من الكلام".

ماذا يعني لك هذا؟

يصعب على البالغين العمل ببضع ساعات من النوم فقط أما بالنسبة للأطفال غير الماهرين في التعامل مع الخسائر العقلية، والعاطفية التي يمكن أن تنتج عن قلة النوم، فإنّ الأمر سيكون  أكثر صعوبة لهم.

إضافة إلى ذلك، فإنّ هذه الدراسة تشير إلى أن الحرمان من النوم يؤثر على عمل دماغ الطفل، ومزاجه وسلوكه، كما يمكن للآباء أن يكونوا مثالاً جيداً في مساعدة أطفالهم على إعطاء الأولوية لجداولهم الزمنية، والتأكيد على أهمية الحصول على قسط جيد من الراحة ليلاً.


ترجمة: مروى التومي

تدقيق ومراجعة: إبراهيم عموش

المصدر: من هنا

 


 

 

 

 

 

 

 

 


عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads