كيف تحسّن شخصيّتك
بقلم البروفيسور مارك ترافيرس
تشير الكثير من المؤلفات، والنقاشات في مجتمعنا، إلى عجز الإنسان عن التغيّر. فهناك مجلداتٌ من العبارات المبتذلة، مثل: "يبقى الصبيانُ صبياناً" و "ومن يخون مرةً، يخونُ دائماً"، والتي تتحدث عن كيفية فهم الشّخصيات البشريّة؛ خصوصاً صعبة المِراس.
وقد يكون التشبثّ بمثل هذه المفاهيم المجحفة أمراً مفسداً لارتباطه بالطبيعة
البشرية المرنة. وبقولنا ذلك، فلا جدلَ بحقيقةِ كوننا كائناتٍ ناقصةٍ، تبحثُ عن
الاستقرارِ، وتنزع إلى التمسك بمناهجها.
كما أننا في المقابل على استعداد تام لتبني العادات السيّئةِ والإدمانِ عليها.
إن كان هنالك سماتٌ في شخصيّتكَ ترغبُ بتغييرها، إليك ثلاثة أسبابٍ
تعطيك الأمل لذلك:
1. أنتَ تتغيّر، حتى وإن لم تلحظ ذلك
أنشأ البروفيسور نيثان هادسون، من الجامعة المنهجيّة الجنوبيّة، دراسةً، نُشرت في مجلة البحث في الشخصيّة، لفهم المقوّمات الضّرورية، لمبادراتٍ ناجحةٍ، لتغيير الصّفات. وتشير الدراسة إلى أنّه في حالة الوعي؛ قد يحدث التغيّر دون الالتزام به.
ويقول هادسون: "وجدنا ببساطة أنَّ الطّلب من الّناس للقيام بسلوكيّاتٍ واعيّة، كتنظيمِ منازلهم، والقيام بواجباتهم مُبّكِراً، أو تَعمّدِهم اتبّاع الجدول اليّومي، قد ساعدهم بزيادة وعيهم مع مرورالوقت".
وفي الواقع، اكتشف الباحثونَ، زيادة وعي المشاركيّن، سواءَ اختاروا العمل بجدٍ على تغيير صفاتهم ، أو إنّ اتبّعوا إرشاداتِ الباحثينَ.
و يشيرُ هادسون إلى أنَّ الوعيَّ؛ مرتبط ٌ بمنظومةٍ من نتائج الحياة الإيجابيّة، بما فيها الصّحة الجسدية والعقلّية، والتقديّرات، و الأداء المهنّي، وحتى معدل الوفيّات.
وبحسب قوله، فإنّ تغيير الأنشطة والمبادرات، مثل المدارس أو أماكن العمل، يُشجّع الطلّاب و العمّال على اتبّاع سلوكيّاتٍ أكثر وعيّاً، مع إمكانيّة تحسينِ النتائج على الصعيدين الفردي والاجتماعي على نطاق واسع.
وأفاد بقوله: "حتماً باستطاعة الشخصيّةِ التغيّر"
وتابعَ قائلاً: "على الرغم من أن مجموعة المؤَلفات، تقلل من شأن تغيّرَ الشخصيّة الإراديَّ، ، إلّا أنها تحقق
نبوءة مبشّرة ، بتجلّي قدرة الناس على تغيير صفاتهم، حتّى خلالَ فتراتٍ قصيّرةٍ من
الزمن".
2- غيّر عملك، لتغيّرَ من ذاتكَ
قام مساعد الكاتب والعالم النفسي تشيا وي وو، بتفسير سلسلة من الدراسات، اخُتبرت بها تغيّرات العمل المؤثرة في الشخصية. ويقول فيها إن كانت وظيفتك، من الوظائف التي تمنحك الحرية والاستقلالية، بتحديد كيف ومتى تريد إتمام مسؤولياتك، على سبيل المثال، فقد ينتهي بك الأمر بتوسع نطاق سيطرتك (أي إيمان الشخص بتحكمه بزمام الأمور في حياته).
ولُوحظ تغيّر إيجابي آخر، في الشخصيّة من قِبل
هذه الدراسات، ألا وهو تأثير الدور القيادي على شخصيّات الناس.
كما أشار وو بقوله: "من المرجّحِ أنَّ دعمَ العمال نحو الدور القيادي يعزز وعيّهم، وبالمقابل، يعزز كفاءتهم الإدراية". ويكمل بقوله: "من المحتمل بالنسبة للمنظمات، إثبات فائدة تكليف الموظفين الواعدين بتولي مهمة القيادة الغير رسمية ؛ لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم القيادية مع مرور الزمن".
وعلى العموم، ينصح وو الناس، بالبحثِ عن وظائفٍ تُحقق على الأقل بِضعَاً من المعايير التاليّة (إن لم يكن جميعها) والتي تحدث تغيّرٍاً إيجابيٍاً في الشخصية:
· استقلالاً ذاتياً في العمل
· شعوراً بالأمان الوظيفيّ
·
التزاماً أقل بالمتطلبات الزمنية
ترجمة: نور الكردي
تحرير: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا