أسباب وعوامل خطر الإصابة بالسمنة
بقلم ياسمين س علي
تحدث السمنة بشكل أساسي بسبب اختلال التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة (مخزون
الطاقة) والسعرات الحرارية المستنفدة. ومع ذلك، تسهم العديد من عوامل الخطر في الإصابة
بهذا المرض. كما أنّ لنمط الحياة مثل عادات الغذاء السيئة وقلة ممارسة
الرياضة، دور رئيسي لزيادة الوزن. إضافة إلى السمات الوراثية أو الإصابة بحالات مرضية معينة.
نمط الحياة
إن أكبر مسببات السمنة هي عوامل خطر
قابلة للتعديل، مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والنوم، والتوتر. ويمكن أن يساهم
إحداث التغيرات المناسبة في نمط الحياة بتقليل احتمالية الإصابة بالسمنة.
النظام الغذائي
تحدث السمنة عند تناول أطعمة تحوي سعرات حرارية أكثر من المُستهلَك، وذلك مع مرور الوقت. ويؤدي عدم التوازن في السعرات الحرارية إلى تخزين الجسم للدهون.
الأغذية المُعالجة
ليست كل السعرات الحرارية متشابهة،
فقد تحدد بعض أنواع الطعام وأنماط الأكل كمية السعرات الحرارية التي من المرجح استهلاكها.
ويمكن تقليل كمية الأغذية المُعالجة
التي تتناولها باتباع الآتي:
·
تقليل تناول الوجبات السريعة.
·
إعداد معظم الوجبات في المنزل.
·
اختيار الحبوب الكاملة عوضًا عن الحبوب المكررة التي تُعالج بشكل أكبر.
·
زيادة استهلاك جميع أنواع الفواكه والخضراوات والمكسرات ومصادر البروتين الصحية
مثل الدواجن والأسماك والبقوليات.
وقد يكون الحد من تناول الأغذية المُعالجة أسلوباً فعالاً للوقاية من السمنة وعلاجها.
السكر المضاف
يُعد الاستهلاك المُفرط للسكر المضاف عامل خطر للإصابة بالسمنة على المدى البعيد.
فمصطلح "السكر المضاف" يُشير إلى جميع أنواع السكر الذي تضيفه إلى الطعام،
وليس السكر الموجود طبيعياً في الأغذية (مثل سكر الفواكه).
وتعدد أسماء السكر المضاف هو أحد جوانب
المشكلة. لذلك إذا لم تقرأ ملصق المكونات بحرص، فقد لا تدرك أنواع السكر المضافة إلى
ما تأكله أو تشربه.
تتضمن الأسماء الأخرى للسكر المضاف
ما يلي:
·
سكر المالتوز
·
سكر السكروز
·
دبس السكر
·
شراب الذرة عالي الفركتوز
·
قصب السكر
·
الِقطر
·
محليات الذرة
الدهون المشبعة
يرتبط استهلاك الدهون المشبعة بزيادة
خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة
غالبًا ما تكون غنية بالسعرات الحرارية، لذلك فإنّ تناول هذه الأطعمة له دور في الإصابة
بالسمنة.
وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن تناول
وجبة غنية بالدهون المشبعة يؤثر في حساسية الأنسولين، مما ينتج عنه ارتفاع سكر الدم
بعد الأكل ويسبب التهابات مما يسهم في الإصابة بالسمنة.
ممارسة رياضة أقل من اللازم
يؤدي نمط الحياة الخامل إلى ارتفاع
خطر الإصابة بالسمنة. بدءً من القيادة للعمل كل يوم وحتى الجلوس أمام المكتب لساعات
، -كما أن كثيراً من الناس يعودون إلى المنزل ويجلسون أمام التلفاز- فيظل معظمهم قليلي
الحركة لفترة طويلة بشكل يومي، مما يؤدي إلى اكتساب الوزن والسمنة.
وتوضح البيانات الواردة من مراكز مكافحة
الأمراض والوقاية منها (CDC) أن معدلات السمنة ترتفع في المناطق التي لا يعتاد فيها البالغون على
ممارسة النشاط البدني في أوقات فراغهم.
قلة النوم
يعد الحرمان من النوم سببًا آخر يتعلق
بنمط الحياة الحديثة. ففي دراسة أجريت عام 2012 في جريدة سليب (Sleep)، وجدت
أنه قد ينتج عن قلة النوم تغييرات أيضية، مما يؤدي إلى اكتساب الوزن.
وينصح الخبراء بالنوم المتواصل من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة؛ وذلك للحصول على قسط كافٍ من الراحة، والذي بدوره يمنع الإصابة بالسمنة.
التوتر
يتسبب التوتر المزمن في تنشيط الجسم
للمسارات الحيوية التي تتضمن العوامل المرتبطة بالإجهاد، وهرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، والتي تدفع الجسم للتمسك بالوزن الزائد.
وعلى وجه العموم هناك بعض الطرق الصحية للتغلب على
التوتر والسمنة كذلك. وتتضمن هذه الطرق: المشي بانتظام، والبدء في روتين رياضي، واقتناء حيوان
أليف، وقضاء الوقت في الاستمتاع بتحضير وجبة في المنزل.
العوامل الوراثية
تشمل العوامل الحيوية المرتبطة بالسمنة،
طفرات جينية معينة لاتزال تجرَي دراستها والكشف عنها. ووجدت الدراسات متغيرات جينية
تسهم في الإصابة بالسمنة، كما ـأن لها تأثير على السلوكيات و التمثيل الغذائي. ويُرجح
أن السمنة تنجم عن التفاعل الجيني إلى جانب العوامل البيئية (التفاعل الجيني البيئي).
الحالات الصحية
ترتبط السمنة عادة بالنظام الغذائي
ومستوى ممارسة الرياضة، إلا أنها قد تتأثر بالمشكلات الصحية، والأدوية، والإصابات كذلك.
فقد تؤدي الحالات الصحية إلى اكتساب
الوزن من خلال إبطاء عملية التمثيل الغذائي، أو زيادة الشهية أو قلة الحركة.
وتتضمن هذه الحالات ما يلي:
·
التهاب المفاصل وحالات الألم المزمنة الأخرى.
·
الحالات الهرمونية وتتضمن انقطاع الطمث.
·
متلازمة تكيس المبايض
(PCOS).
كما يساهم تناول العديد الأدوية في اكتساب
الوزن إذا لم يعوض عن ذلك باتباع نظام غذائي أو ممارسة الأنشطة.
وتتضمن الأدوية المرتبطة باكتساب الوزن
ما يلي:
·
مضادات التجلط مثل كاربامازيبين، وفالبروات.
·
مضادات الإكتئاب.
·
مضادات الهيستامين.
·
الكورتيكوستيرويد مثل بريدنيزون.
·
أدوية داء السُكري بما في ذلك الأنسولين، والسلفونيل يوريا، والثيا زوليدين
ديون.
·
أدوية ضغط الدم المرتفع مثل حاصرات مستقبلات بيتا.
إذا ظننت أنك قد تكتسب وزنًا نتيجة حالة مرضية، أو لاحظت زيادة في الوزن وذلك
بعد البدء في تناول دواء، قم باستشارة مقدم الرعاية الصحية بشأن مخاوفك.
تلك هي أسباب السمنة التي يمكن التصدي لها ومنع أضرارها على الجسم.