القوة الشفائية للكتابة
بقلم: اندريا روزنهافت
منظور شخصي: تتمتع الكتابة بالقدرة على تحسين صحتنا العقلية.
لقد لعبت الكتابة دورًا أساسيًا في عملية شفائي
منذ أن بدأت العمل في ورشة عمل للكتابة لأول مرة عام 2007. كنت حينها أحاول
التعافي من نوبة اكتئاب عظمى أجبرتني على الاستقالة من أول وظيفة عملت بها في
العمل الاجتماعي، وتطّلب الأمر الإقامة الداخلية ستة مرات في المستشفى على مدى
18شهر، وعانيت أيضًا من دورة العلاج بالصدمات الكهربائية التي أثّرت
علىذاكرتي .
ولا عجب أنّني كنت أبحث
عن العزاء عندما دخلت المبنى الذي كان يضم مركزًا للكتّاب المحليين في مجتمعي. لقد
كانت حرفيًا مدرسة من غرفة واحدة ، إلا أنّها كانت محطة
قطار قديمة متوقفة، ولكنها لا تزال بجوار مسارات القطار. كان المبنى أيضًا على نهر هدسون مباشرةً ، لذلك كنت
أحاول دائمًا الجلوس على جانب الطاولة التي كانت تمنحني مشاهدة ذلك المنظر البديع.
درس جيمس بينيبيكر،
عالم النفس بجامعة تكساس في أوستن، كيف يمكن للكتابة عن الاضطرابات العاطفية في
حياتنا أن تحسِّن الصحة الجسدية والعقلية. وقد وجد
بينيبيكر أن "إحدى وظائف الدماغ هي مساعدتنا على فهم الأحداث في حياتنا. فالكتابة
تساعد في بناء سرد لوضع الصدمة في سياقها المناسب وتنظيم الأفكار".
ما وجدتُه عندما كتبت هو أنّ الأمر لا يتعلق بتشخيص حالة الصحة
العقلية وما عانيت منه خلال العقود الثلاثة - العديد من الاعترافات النفسية، و جرح نفسي، والتجويع،
ومحاولات الانتحار . كان من المهم معالجة
هذه الأمور ، ولكن كان من الأهم أن أبحث أكثر لأعرف بداياتها وأعالج أسباب إصابتي بالمرض . إذ لم
أتعرّض للإيذاء الجنسي، وهي صدمة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها سبب لاضطراب الشخصية الحَدِّيّة.
كما أنّني لم أتعرض للإيذاء الجسدي ، لكنّني تعرّضت للإساءة
العاطفية واللفظية من قبل والدي المدمن على الكحول، ونشأت في بيئة غير صالحة كما وصفتها مارشا
لينهان. عندما كنت أبكي، كما كنت أفعل في الغالب؛ كان والدي
وهو في حالة سكر يقول لي "توقفي عن البكاء و إلا سأختلق سببًا تبكي عليه حقًا." تعلمت
أن أوقف دموعي وأفرّ إلى غرفتي.
تشير هارفارد هيلث أنّ
عملية الكتابة قد تمكِّننا من تعلُّم تنظيم عواطفنا بشكل أفضل ."من
الممكن أيضًا أن الكتابة عن شيء ما تعزز عملية فكرية - إنشاء قصة عن حدث صادم - تساعد على التحرر من التفكير الذهني المفرط الأكثر شيوعًا في التفكير أو اجترار الأفكار".
ساعدتني الكتابة في التخلص من فقدان الشهية الملازم لي . فقد استعضت فكرة أنني كنت موجودًا لأكون مصابًا بفقدان الشهية بفكرة أن أصبح كاتبًا. والانتشاء التي شعرت به لرؤية الأرقام تتناقص على مقياس الوزن لم تنافسه إلا حالة النشوة التي شعرت بها عندما رأيت اسمي في الطباعة. والكتابة لم تكن متوافقة مع الجوع.
اكتشفت أنه إذا كنت
أعاني من سوء التغذية، فإنّ قدرتي المعرفية تكون ضعيفة ولا أستطيع الإبداع في الكتابة. لقد
اتخذت قرار الكتابة. وكلما كتبت أكثر، أصبحت أكثر هدوءًا وأقل اندفاعًا في جميع جوانب
حياتي. توقفت عن جرح نفسي. لم
تكن هناك حاجة لقياس وزني كالمعتاد ، مما أدى إلى تقليل هوسي بالأرقام. كما لم
أكن أحسب السعرات الحرارية. فركزت جهودي على صياغة الجملة والفقرة والمقال بإبداع. وكنت
أشعر بالإنجاز عندما أنظر في المرآة و شعرت بنفسي من جديد عندما كنت أضغط على زر
"إرسال" لإرسال مقالي إلى صحيفة أو مجلة أدبية.
وفي ورشة عمل للكتابة حضرتها لمدة أسبوع ، جلست بين الجمهور أستمع إلى لجنة من المؤلفين. انتظرت حتى النهاية خلال فقرة الأسئلة والأجوبة ورفعت يدي وهمست " كيف تعرف أنّك كاتب؟'' انحنى المؤلف وأجاب : "إذا كنت تكتب، فأنت كاتب."
و أنا كذلك.
شكرًا على القراءة.
أندريا