هل تعاني من التفكير المفرط؟تعرَّف
على التفكير المفرط وكيفية إيقاف قطار الأفكار الجامح. بقلم: سارة سبيربر وتشيكي ديفيس هل أخبرك أحدٌ من قبل "إنَّك تُبالغ في التفكير في الأمر" ؟ إذن أنت لست وحدك؛ فكثير منا على درايةٍ بتجربة الإفراط في التفكير. يشير"فرط التفكير" بوجهٍ عام إلى عملية التفكير المتكرر وغير المُنتج. وقد ميزت البحوث عمومًا بين "اجترار" الماضي و"القلق" بشأن المستقبل؛ نظرًا لأن الأفكار يمكن أن ترتكز على العديد من الأشياء المختلفة. إنَّنا نتحدث عن نسختين من حلقات الإفراط في التفكير التي يمكن أن تؤثر بشكلٍ كبير على صحتك، بغض النظر عن المصطلح الذي نستخدمه للتعبير. يتضمن
التفكير المفرط أفكارًا لا تؤدي بنا لأيِّ مكانٍ ولا تُجدي نفعًا. لذا، إذا
لاحظت أنك عالقٌ في دوامة التفكير في نفس المشكلة مرارًا وتكرارًا ولكنك لا تصل
إلى أي "حل"، فقد تكون مبالِغًا في التفكير. لذا، ما هي نوعية الأشياء
التي نميل إلى التفكير فيها بشكلٍ مفرط؟ الماضي إنَّ
"الاجترار"، كما ذُكِر سابقًا، هو المصطلح المستخدم غالبًا في البحث
للإشارة إلى طريقةٍ متكررة وغير منتجة في التفكير في الماضي ( نولين، هوكسيما،1991).
قد يندرج الأسف والاستياء ضمن هذه الفئة؛ فعلى سبيل المثال هل سبق أن وجدت نفسك
حزينًا لأنك لم تتخذ مسارًا مختلفًا في الحياة، أو غاضبًا لأن شخصًا ما عاملك
بشكلٍ سيء؟ أو قد تستمر في التفكير في الشيء المحرج الذي قلته في مكالمة زوم
الأسبوع الماضي. بغض النظر عمَّا هو الأمر عليه، فقد تفرط في التفكير في الماضي
بطرقٍ لا تساعدك لا في الحاضر أو لا في المستقبل. الحاضر يمكن أيضًا
الإفراط في التفكير في جوانب الحاضر مثل ظروفك، أو علاقاتك، أو شخصيتك، أو هويتك؛
فهل يراودك سؤالٌ يومًا بعد يوم عمَّا إذا كنت في العلاقة، أو الوظيفة، أو
المدينة المناسبة؟ إذ تُشكل أفكارك عن نفسك في الوقت الحاضر علاقتك بذاتك بشكلٍ
كبير. هل تميل إلى التفكير في نفسك بشكلٍ إيجابي أم أنك تميل إلى الإفراط في
التفكير في تَصَيُد عيوب وأخطاء شخصك؟ المستقبل غالبًا
ما يندرج الإفراط في التفكير في المستقبل ضمن فئة "القلق"؛ فقد تكون
قلقًا بشأن شيءٍ سيحصل في الأجل القريب مثل عرضٍ تقديمي قادم للمدرسة أو العمل،
أو قد تكون مشغول البال بمخاوف وجودية أكثر على المدى الطويل مثل "هل أشعر
بالرضا في هذه الحياة؟" أو" ماذا لو لم أجد شريكًا أبدًا؟" لماذا
يُعَد الإفراط في التفكير غير مُجدٍ؟ عندما تُبالغ في التفكير، فمن المُحتمل أنك تحاول حل مشكلةٍ ما في حياتك؛ فقد تراودك أسئلة مثل هل أُزاول المهنة المناسبة؟ هل هذه العِلاقة مناسبة لي؟ كيف يمكنني أن أحسن استغلال أموالي؟ تكمن المعضلة هنا في أن الإفراط في التفكير في الواقع يضر قدرتنا على اتخاذ القرارات. وجد
فان راندنبورغ وزملاؤه أن الاجترار أثَّر سلبًا على عمليات صنع القرار لدى الأفراد؛
حيث وجد المشاركون في الاجترار أن القرارات أكثر صعوبة وأنهم أقل ثقة في
قراراتهم (2010). كيفية
التوقف عن الإفراط في التفكير 1. استرخِ لا
يمكن للإفراط في التفكير أن يجعلنا نشعر بالقلق فحسب، بل يمكن أن يعمل في
الاتجاه الآخر أيضًا؛ فالشعور بالقلق يمكن أن يؤدي إلى مزيد من القلق، مما يخلق
حلقةً مفرغة. يمكنك إيقاف هذه الدورة في مساراتها باستخدام تقنيات الاسترخاء. ما
هي أنواع الأنشطة التي تساعدك على
الاسترخاء؟ قد تتمثل هذه الأنشطة في الذهاب في نزهة سيرًا على الأقدام، أو التنفس
بعمق، أو ممارسة اليوغا، أو مشاهدة فيلم جيد. إذا لاحظت أنك على وشك السقوط في
هوة التفكير المفرط، خذ خطوة إلى الوراء واسأل نفسك عمَّا يمكنك القيام به
للاسترخاء. 2.غَيِّر
وجهة نظرك. تسمح لنا اليقظة الذهنية والممارسات التأملية المماثلة بالتخلف عن قطار أفكارنا للتعرف بشكلٍ أفضل على المكان الذي تأخذنا إليه؛ إذ أنَّ القدرة على إلقاء نظرة أكثر موضوعية على الأفكار هي المفتاح لوقف الإفراط في التفكير؛ فعندما نفرط في التفكير، يمكننا أن نشعر باستهلاك المشكلة التي نركز عليها لنا ونكون غير قادرين على إيجاد منظورٍ لحلها. عندما تجد نفسك في هذا المكان، قد يكون من المفيد أن تسأل نفسك "هل سأولي هذه المشكلة ذات القدر من الأهمية بعد سنة، أو خمس سنوات، وما إلى ذلك؟" 3. جرّب اتباع التفكير الذي يركز على حل المشكلة. قد يكون من المفيد أن تسأل نفسك "هل هذه الأفكار مفيدة لي؟" بمجرد أن تكون واعيًا حين تفرط في التفكير، يمكنك أن تأخذ خطوة إلى الوراء وتقرر كيف ستمضي قدمًا. وفيما يلي بعض الخيارات لذلك: • تُدرك أن المشكلة التي تفكر فيها بشكلٍ مفرط لا تستحق كل هذا العناء، وتُحوِّل تركيزك وطاقتك إلى مكان آخر. • تتعرف على المشكلة في جذور تفكيرك المفرط، وتضع خُطة لحل هذه المشكلة بشكلٍ استباقي. 4. ناقش الأمر إنَّ
هناك مقولةٌ شائعة في العلاج المعرفي السلوكي، وهي "الأفكار ليست حقائق"؛
فمن المهم جدًا أن نتذكر هذا؛ لأنَّ الأفكار التي لدينا عن أنفسنا، وماضينا،
ومستقبلنا يمكن أن تبدو كحقائق مثل أن تقول "أنا لست شخصًا محبوبًا؛
لأنني شخصٌ غير مرح للتعامل معه."
عندما تدرك متى قد يكون تفكيرك غير مفيدًا أو لا يُظهر الواقع، فمن المجدي أن تتحدث إلى أشخاصٍ تثق بهم. في
بعض الأحيان، يمكن أن يساعدك مجرد الحصول على رأيٍ خارجي على إعادة صياغة طريقة
تفكيرك في موقفٍ ما. ترجمة: شيرين مدحت تدقيق ومراجعة: أ.مادلين مأمون المصدر: من هنا |