أسباب تدنِّي تقدير الذات عند الطفل
بقلم ريبيكا فراستر ثيل
يتمتع صغار السن بمقدارٍ عالٍ نسبياً من تقدير الذات،
لكن مع بداية مرحلة المراهقة يصبح تقدير الذات مشكلة نتيجة العديد من الأسباب المتداخلة التي تسبِّب تدنّي
تقدير الذات قبل مرحلة الرشد.
المقارنة مع الآخرين
يبدأ الأطفال بين سن السادسة والحادية عشر بمقارنة أنفسهم مع أقرانهم إلى حدٍ كبير. ويعود سبب ذلك إلى أسباب اجتماعية ومعرفية.
ويعتقد عالم النفس إيريك إريكسون أنّ مقارنة الذات في
هذه المرحلة يجعل الأطفال في صراع كبير. ويكون التركيز في هذا الصراع على شعور
متنامي من المثابرة واكتساب الكفاءة وتفادي الإحساس بالدونيّة.
الشعور بالكفاءة
أشار إريكسون أنّ بعض الأطفال يشعرون بأنّ الجهود التي
يبذلونها ليست بكفاءة أقارنهم ممّا يشعرهم بالدونيّة.
ويتّضِّح أنّ الشعور بعدم الكفاءة لا يؤدّي بالضرورة
إلى تدنّي تقدير الذات، في حال كان أداء الطفل في إطار لا يعتبره ذا قيمة، مثل
الألعاب الرياضية.
أمّا في حال لم يكن كفؤاً في مجال التعليم فإنّه سيعاني
من تدنّي تقدير الذات.
الضغط من أجل الأداء
يزيد الضغط من أجل الأداء في مرحلة المراهقة، حيث يجنح
الوالدان والمعلمون إلى الثناء بأي أداء ينجزه الطفل سواءً كان كبيراً أم صغيراً،
ضعيفةً كانت نتائجه أم ممتازة.
ومن عادة الراشدين فإنّهم يتوقعون كثيراً من الإنجازات
من الطفل، فالاجتهاد أمرٌ مهم بالنسبة لهم، إلا أنّ الأداء بكفاءة ذا أهمية أكبر.
وبالتالي فإنّ المراهق ليس وحده من يقارن نفسه مع أقارنه، بل تكون مقارنات الراشدين
أيضاً على مرأى من المراهق.
رفض الآخرين المُدرك
حين تتزايد توقعات الوالدين والمعلمين في أداء
المراهق، فإنّه يبدأ بتصوُّر خيبة أمل الراشدين منه. وفي حال كان الرفض من شخص لا
يحبه الطفل - مثل معلم لا يكِّن له
الاحترام- فإنّه لن يأخذ بحكمه وبالتالي يبقى تقديره لذاته عالياً. أمّا في حال
اعتقد الطفل أنّ أحد والديه أو مدرِّبه الذي يثق به يشعر بخيبة أمل منه، فالنتيجة
ستكون تقديراً ذاتياً متدنّياً. وبالتالي فإنّ للوالدين دور أساسي في الحفاظ على
تقدير الذات عند الأطفال.
ترجمة: أ.ظلال مصطفى صباغ
المصدر: من هنا