For moms and dads For moms and dads

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

هل حقًا حرارة الطقس لا يمكن تحمُّلها؟ أثر الحرارة على الصحة النفسية

هل حقًا حرارة الطقس لا يمكن تحمُّلها؟ أثر الحرارة على الصحة النفسية

 

بقلم روبرت بولاند

 

لا تؤثر موجات الحرارة الحالية على جسمنا فحسب؛ بل على عقلنا أيضًا.

 تشهد هيوستن أثناء كتابة هذا المنشور، موجة حرارة قياسية لا مثيل لها. سوف تنتهي هذه الموجة، لكن هذه المشكلة لن تنتهي. فارتفاع موجات الحرارة (فترات حرارة أعلى من متوسط ​​الحرارة المعتاد) أصبح أكثر تواترًا في كل أنحاء العالم. وقد شهدنا بعض الآثار الدراماتيكية، مثل حرائق الغابات الكندية التي تَسبَّب دخانها في تلويث سماء الولايات المتحدة؛ لكنّ أثرها الخفي ينعكس على الصحة العامة.

يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة في نطاق محدود نسبيًا من درجات الحرارة. لقد تعلمنا كيفية التأقلم مع البرد دون الجو الحار. فالحرارة تضر بنا. ودرجة الحرارة المثالية للإنسان هي حوالي 71-72 فهرنهايت (حد تحمل الحرارة يقارب 108 فهرنهايت). هذا وتسبِّبُ درجات الحرارة المرتفعة مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الإرهاق الحراري، وضربات الشمس، والنوبات القلبية، وحوادث الأوعية الدموية الدماغية.  والأطفال هم أكثر تأثراً، ناهيك عن الفئات المحرومة اجتماعيًا واقتصاديًا.

  يشعر معظمنا بالسوء عندما يكون الجو حارًا جدًا، وهذا سبب وجيه. وتتفاوت ردود الفعل النفسية للحرارة العالية المستمرة من الإجهاد البسيط إلى الاضطرابات السريرية. كما يزداد تناول المواد المخدرة والكحول خلال فترات الحر. وكذلك تتزايد السلوكيات العدوانية، مما يعكس حقيقة أن الناس لا يعانون من الحرارة فحسب، بل من المرجح أن يكونوا في الهواء الطلق وبين الجموع. كما تزداد أنواع العنف الأخرى مثل جرائم العنف، والعنف المنزلي خلال الأشهر الحرارة المرتفعة. إذًا علينا ألا نتفاجأ حين نعلم أنّ ارتفاع الحرارة يؤثر على صحتنا النفسية.

تمثل الحرارة تحديًا خاصًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية. إذ تتفاقم معظم هذه الاضطرابات أثناء موجات الحر، بما في ذلك الاضطرابات المزاجية والقلق والذهانية. وتشهد فترات الحرارة الشديدة زيادةً في الاستشفاء النفسي. حيث أشارت إحدى الدراسات أنه مقابل كل ارتفاع درجة مئوية واحدة(1.8 فهرنهايت) خلال  خمس سنوات، هناك زيادة بنسبة 2 في المائة في انتشار اضطرابات الصحة النفسية.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو خطر حالات الانتحار المكتملة، والتي تزداد أثناء موجات الحر. أشار التحليل البعدي لـ 14 دراسة أنه مقابل كل زيادة درجة مئوية واحدة في درجة الحرارة المحيطة ، فإنّ هناك زيادة بنسبة 1 في المائة في حدوث الانتحار.

كما تؤثر الحرارة سلباً على علاجات الصحة العقلية. على سبيل المثال، المرضى الذين يتناولون الليثيوم أكثر عرضة للتسمم، لأن الجفاف يرفع مستويات الليثيوم في الدم. كما يمكن للعديد من الأدوية النفسية، مثل: مضادات الذهان؛ ومضادات الاكتئاب؛ ومضادات الصرع، أن تجعل من الصعب تنظيم درجة حرارة الجسم، مما يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بضربة الحرارة وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالحرارة. لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية هم أكثر عرضة بثلاث مرات من غيرهم للوفاة أثناء موجة الحر.

كيف يمكن للحرارة أن تؤثر على الصحة النفسية؟ تؤثر الحرارة على الكيمياء الحيوية لدينا وتغيِّر إنتاج السيروتونين والدوبامين. كما أنها ترفع درجة حرارة الجسم الأساسية، مما يؤثر على العمليات الفسيولوجية في الدماغ والجسم، كما تؤثر على الإدراك. على سبيل المثال، يمكن للحرارة أن تثبط إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما يسبب الخمول، والاكتئاب، والضعف الإدراكي. كما يؤدي زيادة التعرق إلى الجفاف، مما يؤدي إلى ضعف الإدراك والخمول العام. فالحرارة تؤثر على صحتنا النفسية بطرقٍ كثيرة مباشرة و غير مباشرة.

للحرارة أيضًا العديد من التأثيرات غير المباشرة. فهي تؤدي إلى اضطراب النوم (يحتاج معظمنا إلى أن يشعر بالبرودة حتى ينام جيدًا)، مما يجعلنا مرهقين وأكثر عرضة للتوتر. ويؤدي ذلك إلى تدهور وظائف القلب، مما يؤذي جميع أعضاء الجسم  ، بما فيها الدماغ.

أضف إلى ذلك القلق الذي نشعر به نحو البيئة هو تأثيرٌ آخر غير مباشر لارتفاع درجات الحرارة. قد تكون هناك تطور متلازمة جديدة ، ذات مسمياتٍ مختلفة: القلق البيئي، أو القلق المناخي، أو الصدمة المناخية، أو الحزن البيئي، أو الحزن المناخي. تشير هذه المصطلحات إلى القلق والحزن الناجمين عن تغير المناخ، بما في ذلك التغيرات في بيئتنا المحلية (مثل: مستويات المياه، ومواسم النمو), وتلك التي قد نسمع عنها ، مثل الأنواع المفقودة (مثل: الشعاب المرجانية المحتضرة), أو ذوبان الأنهار الجليدية.

تشير جمعية علم النفس الأمريكية وايكو أمريكا إلى أنّ الناس يتعرضون لضغطٍ متزايدٍ نتيجة الشعور باليأس لقلة الاجراءات التي تتخذها الحكومات لمعالجة الكارثة المناخية المحتملة.

ماذا نستطيع أن نفعل لمواجهة الحر؟ أولاً، يجب أن نتذكر أنه يجب علينا العناية بصحتنا قبل أن نتمكن من مساعدة الآخرين. يجب أن نبقى في الداخل أثناء موجات الحرارة، ونتجنب أشعة الشمس المباشرة، ونرطب جسمنا باستمرار. ويجب أن نرتدي ملابس فضفاضة ليتمكَّن الجسم من التبريد الذاتي، وتجنب النشاط الشاق، خاصةً خلال ساعات الظهيرة الأشد حرارة حتى حوالي الساعة الخامسة مساءً. كما ويحتاج العاملون في الهواء الطلق إلى فترات راحة متكررة وملاذا بارداً لارتيادها بانتظام. ويجب أن يقصد المشردون أو من ليس لديهم تكييف الهواء، الأماكن العامة ذات التكييف مثل المكتبات أو الأماكن العامة الأخرى.

ترجمة: عهد إبراهيم خشان

تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا 

عن الكاتب

Zelal Sabbagh

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

For moms and dads