12 سؤالًا تختبر بها ارتياحك العاطفي في العلاقات

اختبار جديد يُبين كيف ولماذا يجب علينا أن نختبر الراحة العاطفية. بقلم: سوزان كروس   يعد الشعور بالراحة مع شريك حياتك من أهم علامات الرضى في العلاقة. فإذا شعرت أنك تتجول باستمرار على أطراف أصابعك، لن يكون من السهل عليك أن تجد وسيلة لتفرغ مشاعرك في الأيام التي لا تحتاج فيها سوى إلى التنفيس. وعلى الرغم من أنها تبدو وظيفة ذات حساسية بالغة في طبيعتها لشريكك، وهل تعتقد أنه لا يمكنك أن تكون على طبيعتك في وجوده؟ كما أشارت دراسة جديدة أجرتها كايتلين شودت من جامعة نيو مكسيكو وكريستين ميكلسون من جامعة ولاية أريزونا( 2023 )، " يلعب التعبير العاطفي وتنظيمه دورًا محوريًا في تطوير العلاقات الرومانسية والمحافظة عليها"(ص. 1). كما أشارتاإلى الأهمية الخاصة لجزئية التنظيم من هذة المعادلة (التنظيم العاطفي بين الأفراد أوIER). وإذا شعرت أن التعبير عن مشاعرك لشريكك يسبب المشكلات، تجنب ذلك لما  يمكن بدوره أن يدمر صحة علاقتك.   التّعرُّف على جوهر الارتياح العاطفي اختبر فريق البحث التابع لجامعة نيومكسيكو وولاية أريزونا نموذجًا باستخدام عينات مكونة من طلاب جامعيين( معظمهم من الإناث) والبالغين عبر الإنترنت( من كلا  الجنسين)، حيث وضعوا القدرة على التنظيم العاطفي بين الأفراد IER  كوسيط تأثير التعبير العاطفي على مؤشرات صحة العلاقة. ومن الناحية النظرية، تختلف القدرة على التنظيم العاطفي الشخصي عن المصطلح المألوف التنظيم "الداخلي" للعواطف. علاوة على ذاك، وقد كتب في نشرات اضطراب الشخصية الحدِّية حول الضرر الناجم عن خلل التنظيم العاطفي( وهو الانهيار التام عند حدوث خطب ما). ومع أن فشل الفرد في تنظيم عواطفه يمكن أن يؤدي ذلك إلي مشكلة في العلاقة، إلا إنها ليست الخاصية التي أكد عليها كل من شودت وميكلسون. وما درسه كل منهم هو شكل التنظيم العاطفي بين الأفراد، وهو يشير إلى أن شخصًا آخر، بالأخص شريك حياتك، لديه تأثير في قدرتك على التحكم بمشاعرك وإظهارها في العلاقة. قام كل من ستيفان هوفمان من جامعة بوسطن وزملائه بتطوير وتحديد صياغة المفهوم الأصلي للتنظيم العاطفي بين الأفراد في ورقة بحثية عام 2016. وأحد جوانبه هي "الخاصية الداخلية" وتعني أنه يمكن تنظيم عواطفك من خلال الاستعانة بشخص آخر في حين تحدث "الخاصية الخارجية" عندما ينظم شخص ما عواطف شخص آخر. علاوة على ذلك، تتعلق بخاصيات أخرى للتنظيم العاطفي بين الأفراد بالوظيفة التي يؤديها.   اختبر مدى راحتك العاطفية أعاد فريق البحث المشترك بين جامعة الأمم المتحدة وولاية أريزونا صياغة المقياس الأصلي للتنظيم العاطفي الشخصي بين الأفراد والذي أنتجه هوفمان وزملاؤه لتطبيقه خصيصًا في العلاقات الحميمية( أي شريك الحياة وليس الأفراد بشكل عام). يمكنك أن تتعرف على أدائك في هذة العينة المكونة من 12 عنصر. لكل عنصر، استخدم مقياس تصنيف من 1( غير صحيح بالنسبة لي على الإطلاق) إلى 5( صحيح للغاية بالنسبة لي).   تعزيز المشاعر الإيجابية: حين أشعر بالحماس أحب أن أكون مع شريكي؛ لأشاركه سعادتي. حينما أكون مبتهجًا، أشعر بالراحة حين أكون بجانب شريكي. حينما أكون مبتهجًا، أبحث عن شريكي لأجعله سعيداً.   فهم واحترام وجهات النظر الأخرى: يساعدني شريكي في التعامل مع مزاجي المكتئب حين يشير أنّ الأمور تجري على مايرام. عندما أكون غاضبًا، يهدئ شريكي من روعي ويطلب مني ألا أقلق عندما أكون حزينًا، يسعفني أن أرى كيف يتعامل شريكي مع مشاعر مماثلة.   التهدئة والاطمئنان:  أبحث عن شريكي ليتعاطف معي عند انزعاجي. غالبًا ما يدفعني شعوري بالاستياء إلى البحث عن شريكي ليدعمني. ألجأ إلى شريكي حينما أكون مكتئبًا لأشعر بأنّني محبوب.   النمذجة الاجتماعية: أشعر بالتحسن عندما أتعلم كيف يتعامل شريكي مع عواطفه. حينما أكون محبطًا، يدعمني أن أرى كيف يتعامل شريكي مع نفس الموقف. حينما أكون حزينًا، يواسيني أن أسمع كيف يتعامل شريكي مع مشاعر مماثلة. ينتج مقياس هوفمان الأصلي المكون من 20 بندًا، متوسطات لكل من المقاييس الأربعة بالترتيب 3.55 و 2 و 63 و 2.9 و 3.07. كان معدل درجات الأشخاص العاديين في مقياس تنظيم العاطفة الشخصي أعلى في فهم واحترام وجهات النظر الأخرى، وهذا يعني بدوره أنّ وجود شخص ما يوفر لك نظرة موضوعية عن حالتك يمكن أن يساعدك في إدارة مشاعرك بشكل أفضل. ولم يحلل كل من شودت وميكلسون لسوء الحظ متوسط التقييم العام بناءً على الأزواج في المقاييس الفرعية. ومتوسط التقييم العام لجميع المقاييس الفرعية هو  4 مما يشير أن الأشخاص في العلاقات الحميمية يتمكنون من تنظيم عواطفهم بشكل أفضل مع شريكهم مقارنة بالأشخاص بشكل عام. كيفية استخدام درجاتك في تنظيم العاطفة الشخصي أولاً وقبل كل شئ، يمكنك أن تتأكد من أنك تشعر بالارتياح مع شريكك أكثر من الأخرين. أجرِ تجربة فكرية بسيطة لتقارن شريكك مع الأخرين وتحقق إذا كان معدل IER  مع شريكك أعلى أم أقل. إذا كان أقل، فيشير هذا أنك تشعر بالقيود مع شريكك آكتر من الأشخاص الآخرين في حياتك. ثانيًا، إذا نظرت لأي بند ينتج معدل أعلى، يمكن أن يساعدك لتدرك ما هي مناطق القوة والضعف في العلاقة. هل شريكك بارع في تهدئتك وإعادتك لأرض الواقع عندما تمر بيوم عصيب؟ هل تتعلم من شريك حياتك كيف تتعامل مع مشاعرك بشكل أفضل؟ ومن ناحية أخرى، إذا شعرت بالسعادة والنجاح في حياتك، هل تشارك تلك الأخبار السارة مع شريكك؟ بجانب تجربة التفكير في مقارنة شريكك بالأشخاص الآخرين، يمكن أن تأخذ خطوة للأمام وتعرض هذا المقياس على شريكك. إلى أي مدى تشجع وتساعد شريك حياتك في تنظيم عواطفه؟ هذا وقد أشار كل من شودت وميكلسون أنّ تنظيم العاطفة الشخصي في العلاقات الحميمية له صفات متبادلة. وربما تعتقد أنك داعم لنمو شريكك العاطفي، ولكنّ كن مستعدًا لترى ما تحتاج أن تشتغل عليه في نفسك.

خلاصة القول، التنظيم العاطفي هو عملية داخلية وخارجية. ويمكن أن تكون العلاقة بمثابة اختبار وتدريب رائع لبناء مهاراتك العاطفية؛ لتصلا أنت وشريكك لمستويات جديدة من الراحة والإكتفاء.

ترجمة: شيرين مدحت عبد القادر

تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا