طريقة إنشاء خطة فعّالة لإدارة السلوك

بقلم إيمي مورين

تتضمن الخطة الجيدة لإدارة السلوك أن تتعامل أنت وجميع القائمين على رعاية طفلك مع المشكلات السلوكية بطريقة متسقة. لذا عليك بناء خطة متينة للتعامل مع المشاكلات السلوكية سواء كان طفلك يضرب شخصًا ما في المدرسة مؤخرًا أو رفض تنظيف أسنانه بالفرشاة.

كما يمكن لخطة السلوك أن تساعدك في العثور على أساليب عقاب أكثر فاعلية وطرق تحفز طفلك على التغيير. وفيما يلي خمس خطواتتساعدك على وضع خطة لإدارة السلوك من شأنها تغيير سلوك طفلك.

تحديد المشكلات السلوكية

من المهم أن تحدد بوضوح السلوكيات التي تُمثل مشكلة كبيرة قبل أن تبدأ في التعامل مع المشكلات السلوكية لطفلك. فعليك التأكد من وصف السلوك المحدد الذي ترغب في تغييره. على سبيل المثال، قد تكون المشكلة السلوكية هي، "جوني يصرخ كلما طُلب منه أن يفعل شيئًا لا يريد فعله".

وقد يُظهر طفلك أكثر من مشكلة سلوكية واحدة ترغب في معالجتها. وإذا كان الأمر كذلك، فابدأ باختيار اثنين أو ثلاثة من السلوكيات التي تريد تقويمها أولاً.

يمكنك اختيار أكثر السلوكيات اضطرابًا أو تلك التي تسبب في حدوث مشكلات كيبرة. على سبيل المثال، إذا كان طفلك البالغ من العمر عامين يعض، ويصرخ، ويُثير نوبات غضب، ويرفض التقاط ألعابه، وينهض من السرير بشكل متكرر، فقد تقرر البدء بمعالجة مشكلة العض، والنهوض من السرير، وتهدئة نوبات الغضب، لأنّ هذه السلوكيات تؤثر على الآخرين أكثر من غيرها.

اختر أدوات التأديب الفعّالة

هناك العديد من استراتيجيات التأديب التي يمكن استخدامها للتعامل مع السلوك نفسه. ويعتمد مدى فاعلية أسلوب التأديب على ظروفك. فبينما قد يستجيب أحد الأطفال بشكل جيد عند الحرمان من لعبته المفضلة لبقية اليوم، يستجيب طفل آخر بشكل أفضل لتقنية الوقت المستقطع.

ضع في اعتبارك الحالة المزاجية لطفلك والاستراتيجيات التي ترجح قدرتك على اتباعها بثبات.

من المهم أيضًا تبني نهج التعزيز الإيجابي عند القيام بسلوك جيد. فقد تحفز الإشادة بالسلوك أو لوحة الملصقات أو برنامج الاقتصاد الرمزي الطفل على اتباع القواعد. عندما يتصرف طفلك بشكل جيد، قدم تعزيزًا إيجابيًا على نحو منتظم. إذ أنّ هذه الخطوة في بعض الأحيان فعّالة في تعديل السلوك تمامًا مثل تأديب الطفل على القيام بالسلوكيات غير اللائقة.

اكتب الخطة

تزيد كتابة خطتك من فرص اتباعك لها. كما يضمن لك ذلك أن تكون مستعدًا للتعامل مع المشكلات السلوكية عند ظهورها. حدد الطريقة التي ستعزز بها السلوك الجيد.

على سبيل المثال، قد تتمثل خطتك في الثناء على الخيارات السليمة لطفلك في كل مرة يلعب فيها بشكل جيد مع صديقه. ويمكنك بعد ذلك أن تقرر كيف ستتصرف عندما يُظهر المشكلة السلوكية التي تعمل على معالجتها، مثل استخدام الوقت التأديبي المستقطع في كل مرة يركل أو يضرب أحدًا.

بعد ذلك اشرح الخطة لطفلك بعبارات يمكنه فهمها.

يمكنك قول شيء مثل، "من الآن فصاعدًا، إذا عضضت أي شخص، فسيتعين عليك الجلوس في الردهة لقضاء وقت مستقطع". وإذا كان طفلك لا يعرف ما هو الوقت المستقطع، فعليك التوضيح له.

راجع الخطة مع القائمين على الرعاية

عندما يتبع جميع القائمين على رعاية الطفل خطة الانضباط نفسها، فمن المرجح أن يحدث تغيير في السلوك بشكل أسرع. حاول أن تُشرك المعلمين ومقدمي الرعاية النهارية والجد والجدة والآباء غير الحاضنين وأي بالغين يلعبون دورًا كبيرًا في حياة طفلك.

فقد يكون ذلك أمرًا فعّالاً عندما يستخدم جميع البالغين لغة مماثلة أيضًا. فعلى سبيل المثال، إذا قال جميع القائمين على الرعاية، "تُستخدم الأسنان للمضغ"، كتذكير عندما يعض طفلك، فسيفهم الرسالة بشكل أسرع.

أعط نسخًا من الخطة المكتوبة لمقدمي الرعاية الآخرين. وإذا كانوا يرغبون في أن يكون لهم دور في تحديد الأساليب الناجحة وغير الناجحة، كن منفتحًا لتغيير الخطة حسب الحاجة. يمكنك التواصل معهم بشأن أداء طفلك والتحدث عن أي تغييرات تلاحظها ومناقشة مدى نجاح استراتيجيات الانضباط التي وضعتها.

وقد يكون الثبات هو العامل الأساسي في وضع خطة سلوك فعّالة. فإذا كان بإمكان الجميع تطبيق العقاب في كل مرة يسيء فيها طفلك التصرف، فمن المرجح أن تتحسن المشكلات السلوكية لديه.

أعد النظر في الخطة كلما احتجت إلى ذلك. فقد ترغب في اختيار مشكلة سلوكية أخرى للتعامل معها عندما يتحسن سلوك طفلك.

إذا كان سلوك طفلك لا يستجيب بشكل جيد للخطة، فعليك أن تغيّر الاستراتيجية. يمكنك تجربة أساليب عقاب مختلفة أو العمل على تعليم طفلك مهارات جديدة. وقد يساعد اتباع نهج جديد في وضع حدٍ للسلوك السيء الذي يستعصي تغييره.

توقع نتائج إيجابية

عند تنفيذ خطة لتعديل السلوك، احرص على البقاء إيجابيًا وتوقع نجاحها. وعلى الرغم من أنك ستحتاج إلى تكييف الخطة وتعديلها أثناء تقدمك لا محالة، فمن المهم أن تتوقع رؤية النتائج التي تأمل في حدوثها.

وتذكر أنّ السلوك الإيجابي يساعد بشكل كبير في تحقيق النجاح.

إذا بدأت تشعر بالإرهاق أو إذا كنت تريد التخلي عن الخطة، فبإمكانك طلب المساعدة. تحدث إلى طبيب الأطفال ، أو الطبيب النفسي، أو احصل على مدرب أو موجه للوالدين لمساعدتك في الأوقات الصعبة. لكن حاول الالتزام بالخطة، وتذكّر أنّ التغيير يستغرق وقتًا. ثق بنفسك وبقدرة طفلك على التغيير.

ترجمة: آلاء طارق محمد

تدقيق ومراجعة: أ.ظلال مصطفى صباغ

المصدر: من هنا