ما تأثير الحزن على أجسادنا؟
التعامل مع الأعراض الجسدية للحزن
لا
يؤثر الحزن على الإنسان عاطفيًا فحسب، بل يؤدي إلى كثير من الأعراض الجسدية الخطيرة أيضاً. يعتقد كثير من الناس خطأً أن الحزن هو
مجرد عاطفة، ولكنه في الواقع ردة فعل قوية ومربكة، وغالبًا لا يمكن السيطرة عليها،
والتي يمر بها الإنسان بعد حدث مؤلم أو صادم ، مثل وفاة شخص عزيز.
لايؤثر
الحزن على عواطفنا فحسب ولكنه يؤثر على
أجسادنا وعقولنا وحتى على أرواحنا. وأثناء ذلك، قد تواجه مجموعة متنوعة من الأعراض
الجسدية التي تعد جزءًا من ردة الفعل الطبيعية للحزن.
تناقش هذه المقالة بعض الأعراض الجسدية للحزن وتصف بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للتأقلم مع الحزن.
مشاكل الجهاز الهضمي وتغيرات الوزن
تعتبر
مشاكل الجهاز الهضمي وتغيرات الوزن من الأعراض الجسدية الشائعة لتأثير الحزن. وغالبًا
ما ترتبط الفجيعة باضطراب عادات الأكل العادية أو الروتينية ، ويمكن أن تتسبب في مشاكل هضمية مؤقتة مثل الإمساك أو الإسهال
أو آلام المعدة أو "الشعور بخواء" المعدة أو الغثيان .
كما
أنّ التغيرات في الوزن
شائعة ، خلال الأيام أوالأسابيع أوالأشهر التي تلي وفاة أحد المقربين، وغالبًا ما
يكتسب كثير من الأشخاص بضعة أرطال. حيث أنّ عوامل قلة ممارسة التمارين والإفراط في
تناول الطعام، وتناول المزيد من الوجبات السريعة تلعب دورًا في تغيير الوزن. إضافة إلى العزلة عن
الأحباء لأنهم قد يشجعون على اتباع عادات
الأكل الصحية.
وفي
الحقيقة أيضًا أنه عندما يصاب الناس بالحزن، فإنّهم "يعانون من قلة تناول
الطعام " ، أو ينقطعون عن تناول وجبات منتظمة، أو يمتنعون عن الطعام تمامًا. ويحدث ذلك خلال
الأيام أو الأسابيع الأولى التي تلي
الوفاة على وجه الخصوص، فقد يجد المعزين عددًا لا يحصى من التفاصيل والقرارات
الضرورية – بالإضافة إلى إقبال الأقارب والأصدقاء – مما يشتت انتباههم ويغفلهم عن تناول
الطعام أو تناول الطعام وفقًا لجدول زمني منتظم!
خلاصة
يمكن
أن يساهم الحزن في اضطراب المعدة وكذلك تغيرات الوزن. وغالبًا ما يؤدي الحزن أيضًا
إلى اضطراب عاطفي يمكن أن يخلق شعورًا عامًا باللامبالاة تجاه الراحة الجسدية والعناية
الشخصية.
الألم أو الضيق أو المرض
قد
تؤدي تجربة الحزن على وفاة شخص إلى ظهور أعراض جسدية أخرى للحزن، بما في ذلك
الشعور الحقيقي بالألم أو الضيق، مثل الصداع أو الصداع النصفي أو ألم الصدر أو ثقل
الأطراف أو آلام الرقبة أو الظهر أو المفاصل الهيكلية أو آلام العضلات بشكل عام.
وقد
وجدت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية
الدموية قد يتعرضون لخطر متزايد للإصابة بنوبة قلبية في الأيام التي تلي وفاة شخص عزيز.
وقد
يؤدي الضغط الناجم عن فقدان أحد الأحباء والحزن في الفترة التي تليه إلى ضعف جهاز
المناعة، مما يزيد العرضة للإصابة بالعدوى والفيروسات. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني
الأشخاص المصابون بحالة مرضية مزمنة من تفاقم الأعراض.
وقد أظهرت الأبحاث أيضًا أن
الحزن مرتبط بزيادة مستويات الالتهاب في الجسم. والالتهاب هو مؤشر على مشاكل القلب
والأوعية الدموية، وأمراض أخرى، وزيادة احتمالية الوفاة.
اضطرابات النوم
مع
أنّ النوم وظيفة أساسية يومية للإنسان، فإنّ النوم لساعات طويلة في المرة الواحدة
أو طوال اليوم قد يستنزف طاقتك ويجعلك تشعر بالخمول.
يوفر
النوم ملاذًا وغالبًا ما يساعد المكلومين على الهروب مؤقتًا من آلام الحزن. وبغض
النظر عما إذا كان الشخص الحزين ينام بشكل طبيعي لفترة طويلة أو يأخذ قيلولة
إضافية، فقد يشعر بأنه أقل نشاطًا بعد ساعات طويلة من الرقود.
خلاصة
قد
يؤدي الحزن إلى مشاكل في النوم. و يساهم الحصول على قسط كبير من النوم أو قلة
النوم في حدوث مشاكل جسدية.
صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية
قد
تجعل الأعراض الجسدية للحزن صعوبة في التعامل مع الأنشطة اليومية. على سبيل المثال،
قد تواجه أعراض التعب أو العصبية التي تجعل إدارة المهام العادية أمرًا صعبًا.
وغالبًا
ما يتجلى الشعور بالتوتر أو القلق من خلال انعكاسات جسدية، مثل النقر على الأصابع، أو التحرك
للخلف وللأمام، التململ، عدم القدرة
على الجلوس والاسترخاء في مكان واحد، تعرُّق اليدين، الشعور بالوخز أو الخِدر في الأطراف.
ما هو الحزن المعقد؟
يعاني
حوالي 7٪ من الأفراد بما يُعرف بالحزن المعقد و ينطوي هذا على استمرار وجود أعراض
شديدة للحزن تستمر لفترة أطول من الفترة العادية. وتشمل هذه الأعراض عدم القدرة
على التركيز على أي شيء آخر غير حالة الوفاة، ومشاعر شديدة من الغضب والحزن ،
ومشاعر اليأس، وصعوبة تقبل حقيقة الموت.
التعامل مع الآثار الجسدية للحزن
لسوء
الحظ، لا توجد طريقة للتخلص أو تجنب الأعراض الجسدية للحزن التي قد تشعر بها بعد
الفقد. على الرغم من صعوبة الحزن وشدة آلامه ، إلا أنه استجابة طبيعية لموت أحد
الأحباء، ولابدّ أنّيشهد معظم الناس تراجعًا في الآثار الجسدية الناجمة عن الحزن
مع مرور الوقت.
و
في حال لم تتراجع الآثار الجسدية التي تعاني منها بمرور الوقت أو شعرت بأنها لا تحتمل،
فاستشر طبيبك الخاص في حالة الألم أو الإعياء الجسدي، أو مشاكل الجهاز الهضمي، أو
المرض أو الأنفلونزا ، أو إذا تفاقمت مشكلة صحية مزمنة.
أهم
طريقة يمكنك من خلالها مساعدة نفسك أثناء الحزن هي الاعتناء بنفسك واحتياجاتك.
تنشأ العديد من الآثار الجسدية للحزن من عدم الاستماع إلى أجسادنا وممارسة العادات
الصحية التي قد نتمسك بها بخلاف ذلك. فيما يلي العديد من الطرق المهمة التي يمكن أن
نمارسها في هذه الفترة.
الحفاظ على رطوبة الجسم
عليك
شرب كمية كبيرة من الماء طوال اليوم وتجنب الاستهلاك المفرط للكحول. إذ يعمل
الكحول كمدر للبول ويمكن أن يؤدي في الواقع إلى جفاف الجسم.
ممارسة الرياضة
إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام قبل وفاة شخصعزيز، فحاول مواصلة هذا الروتين قدر الإمكان. وإذا كنت تمارس أسلوب حياة خامل، ففكر في تخصيص بعض الوقت لممارسة الرياضة كل يوم، مثل اصطحاب كلبك في نزهة مشيًا على الأقدام أو ركوب دراجتك أو الطلب من صديق بالتنزه معك في المنتزه المحلي أو مركز التسوق.
فحتى
التمارين اليومية المعتدلة يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أفضل، وتساعد في مرونة العضلات
، ورفع المعنويات وتحسين المظهر.
تناول أطعمة مغذية
غالبًا
ما يجد المكلومون صعوبة في تناول وجبة حتى لو شعروا بالرغبة في تناول الطعام. في
مثل هذه الأوقات، ضع في اعتبارك تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم إذا كان جدولك
الزمني يتعارض مع روتين الإفطار والغداء والعشاء المعتاد.
وبما أن الحزن عادة ما يعطل أنماط نومنا الطبيعية ، فإن الحصول على الراحة المناسبة أمر مهم. حاول قدر المستطاع وضع روتين منتظم لوقت النوم وجدول زمني؛ وتقليل عوامل التشتيت، مثل التليفزيون و الاجهزة الالكترونية؛ واجعل غرفة نومك مظلمة. بالإضافة إلى ذلك، حاول تجنب امشروبات الكافيين لمدة ثلاث ساعات على الأقل قبل النوم.
خطط للمستقبل
يمكن
أن يساعد وضع الخطط للمستقبل والبقاء مشغولًا أيضًا في تخفيف الألم الجسدي للحزن. ويمكن
أن يمنحك وجود أشياء للقيام بها ما تتطلع إليه في المستقبل. كما يمكن أن يساعدك
البقاء مشغولاً في الوقت الحالي على إبعاد عقلك عن الإجهاد والحزن.
خلاصة
على الرغم من عدم وجود طريقة سريعة أو سهلة لتخفيف الأعراض الجسدية للحزن ، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لبدء الشعور بالتحسن. يمكن أن يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم ، وممارسة النشاط البدني ، وتناول الطعام بشكل جيد، والحصول على قدر كبير من الراحة. ويمكن أن يؤدي وضع الخطط للمستقبل أيضًا إلى تشتيت الانتباه عن الأعراض الجسدية.
ترجمة :شجون صابر